قرطاج (وات) تميز موكب افتتاح اشغال المؤتمر الدولي حول حوار الحضارات والتنوع الثقافي بتسلم الرئيس زين العابدين بن علي درع المؤتمر من الدكتور عبد العزيز التويجرى المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم "ايسيسكو" والسيد عبدو ضيوف الامين العام للمنظمة الدولية للفرانكوفونية وذلك تقديرا لرعاية سيادته لهذا المؤتمر وتفضله بالاشراف على جلسته الافتتاحية واعرب السيد عبد العزيز التويجرى في كلمته بالمناسبة عن تقدير المنظمة لسيادة الرئيس الذي جدد منذ التغيير التزام تونس بالمبادىء السامية والقيم المثلى التي تعد منبع الحوار بين الحضارات والثقافات واساس احترام التنوع الثقافي والتعايش بين الامم. وبين ان اعتراف العالم الاسلامي لجهود رئيس الدولة ومبادراته الرائدة في مجال تعزيز حوار الحضارات قد تجلى من خلال القرار الصادر عن الدورة 36 لمؤتمر مجلس وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي المنعقد بدمشق والقاضي بتاييد ترشيح تونس عاصمة اسلامية لحوار الحضارات. ونوه المدير العام للايسيسكو بالانجازات والاصلاحات التي حققها رئيس الجمهورية لفائدة الشعب التونسي في مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية والحضارية وبالتقدم المطرد الذي تنعم به تونس في عهد التغيير مبرزا دعم سيادة الرئيس المستمر لقضايا الامة الاسلامية وحرصه الدائم على تعزيز التضامن والعمل الاسلامي المشترك. وبعد ان اعرب عن اعتزازه بالدعم الذي ما انفك يقدمه رئيس الدولة لانشطة الايسيسكو وبرامجها تطرق الدكتور عبد العزيز التويجرى الى مساهمة المنظمة في الاحتفاء بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2009 واكد في هذا السياق ان اختيار مدينة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2009 لاحتضان هذا المؤتمر ينطوي على دلالات عميقة ومعاني جليلة تعبر عن المكانة المتميزة لهذه المدينة التاريخية العريقة باعتبارها الحاضرة الاسلامية التي تحظى بمنزلة رفيعة في قلوب المسلمين والمشهود لها بالدور الرائد في نشر الدين الاسلامي الحنيف وترسيخ قيمه ومد اشعاع الحضارة الاسلامية. واشاد السيد عبد العزيز التويجرى في هذا السياق بما تشهده هذه المدينة من تطور ونمو وانجازات شاملة في ظل القيادة الرشيدة للرئيس زين العابدين بن علي ورعايته لها مثمنا جهد سيادته المتواصل من اجل ان تبقى القيروان على الدوام منارة اشعاع ديني وثقافي وحضاري. وحيا السيد عبدو ضيوف الرئيس زين العابدين بن علي الذي قال "انه رجل الدولة الذي اضحت تونس تحت قيادته بلدا عصريا وامة متفتحة على العالم ومتجهة نحو المستقبل" " مثمنا جهود سيادته القيمة والدؤوبة من اجل تنمية الشراكة بين ضفتي المتوسط وتعزيز الحوار بين الحضارات. واشاد بتونس التي وصفها بانها منارة الفضاء المتوسطي لاسهامها المتميز في الثقافة العالمية مبينا ان المؤتمر الدولي حول حوار الحضارات والتنوع الثقافي يعد فرصة سانحة لتجسيد الارادة في النهوض بحوار مسؤول ومثمر بين الحضارات في كنف احترام تنوع الثقافات. واعرب السيد عبدو ضيوف من جهة اخرى عن ارتياحه لهذا اللقاء الذي يجمع اليوم بين المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة والمنظمة الدولية للفرنكوفونية اللتين يحق لهما بفضل تعدد وتنوع اغراضهما الثقافية ان تنيرا الطريق لارساء حوار مثالي واقامة الدليل على ان صدام الحضارات ليس قدرا محتوما وان الانسانية ليس محكوما عليها بالتناحر. واكد اليقين بان كل ثقافة بامكانها ان تحافظ على هويتها دون ان تنال من هوية الاخر وان جميع الديانات يمكن لها ان تقيم الدليل على التسامح في ما بينها وعلى تفتحها على بعضها البعض. واشار الى مدى اقتران الحوار الحقيقي والمثمر والناجع بالاعتراف بالاخر وبالاحترام المتبادل بين ثقافات اعيد اليها الاعتبار ملاحظا ان ذلك هو الاعتقاد الراسخ الذي جعل المنظمة الفرنكوفونية تعمل اليوم بانسجام وتفاهم تامين مع المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة من اجل اطلاق حوار سمته التجديد بين الحضارات واكد السيد عبدو ضيوف في الختام ضرورة ان تعمل المنظمات الدولية والاقليمية والدول على اعطاء الدفع اللازم للحوار وتامين الظروف الملائمة له داعيا الى مزيد تجذير هذه الثقافة.