"سينما تدور": اطلاق أول تجربة للسينما المتجولة في تونس    الفضيلة    لعبة الإبداع والإبتكار في كتاب «العاهر» لفرج الحوار /1    أخبار المال والأعمال    بطولة شتوتغارت... أنس جابر تطيح بالروسية إيكاترينا    أخبار الترجي الرياضي...يان ساس جاهز وأندري بوكيا لغز كبير    حالة الطقس ليوم الخميس 18 أفريل 2024    الكاف: القبض على ثلاثة مروجي مخدرات    وزير الصحة يعاين ظروف سير العمل بالمستشفى الجهوي بباجة    غدا افتتاح معرض تونس الدولي للكتاب...إمضِ أبْعد ممّا ترى عيناك...!    لدعم الميزانية والمؤسسات الصغرى والتعليم العالي والبحث العلمي: توقيع 3 اتفاقيات مالية بين تونس وإيطاليا    يهمّ المؤسسات الصغرى التي تواجه صعوبات: برنامج إنقاذ قيمته 26.5 مليون دينار لجدولة الديون والقروض    هيئة الدفاع عن عبير موسي: هيئة الانتخابات رفضت قبول مراسلة من الدستوري الحر    مع الشروق ..من هنا يبدأ ضرب الدولة!    عاجل/ 6 أشهر مع النفاذ في حق محمد بوغلاب..    سيدي بوزيد: حجز مواد مدعمة من اجل الاتجار بطرق غير قانونية    تونس: حجز 6 أطنان من السكر المعد للاحتكار في الحرايرية    عبد المجيد جراد رئيسا جديدا للجامعة التونسية للكرة الطائرة    الرابطة تقرّر عقوبة الويكلو على النادي الرياضي الصفاقسي    توزر: تسجيل حالات إسهال معوي فيروسي    عاجل/ هذا موعد تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين بالامم المتحدة    سليانة: إخماد حريق نشب في جبل برقو    لإنقاذ مزارع الحبوب: تزويد هذه الجهة بمياه الري    جورجيا ميلوني: "لايمكن لتونس أن تصبح دولة وصول للمهاجرين"    توقّيا من مخاطر الأنترنات على الأطفال: وزارة الطفولة تصدر قصّة رقميّة    حملات أمنية بصفاقس: الأسباب    تزامنا مع زيارة ميلوني إلى تونس: منظمات تونسية تنفذ وقفة إحتجاجية أمام السفارة الإيطالية    عاجل/ القبض على شخصين متورطين في طعن عون أمن بهذه الجهة    سيلين ديون تكشف عن موعد عرض فيلمها الجديد    قتل مسنّ حرقا بمنزله: القبض على 6 أشخاص من بينهم قصّر    المركز العسكري لنقل الدّم يتحصّل على شهادة المطابقة للجودة    عاجل/ سفن حربية ومقاتلات.. هكذا تستعد إيران للهجوم الصهيوني المرتقب    سعيد يدعو إلى اعتماد مقاربة جماعية لمسألة الهجرة ومحاربة شبكات المتاجرة بالبشر    سيدي بوزيد: حجز كمية من المواد الاستهلاكية بغاية الاحتكار والمضاربة..    أبطال إفريقيا: الترجي الرياضي يفرض الويكلو على التحضيرات    بطولة شتوتغارت: أنس جابر تضع حدا لسلسة نتائجها السلبية وتتاهل الى الدور ثمن النهائي    زغوان: تطور في قيمة نوايا الاستثمار في قطاع الخدمات في الثلاثي الاول للسنة الحالية    وزيرة التربية: "البنية التحتية من أبرز أسس تطور قطاع التعليم"    الكاف : تلقيح عدد هام من قطعان الماشية والكلاب    تعيين أوسمان ديون نائبا جديدا لرئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا    الغرفة الوطنية للمخابز: "أصحاب المخابز لم يعودوا قادرين على تحمّل المصاريف اليومية وتسيير عملها".    علي المرابط في لقاء مع مدير عام الوكالة الوطنية المصرية للدواء    صفاقس: حادث مرور يخلف 5 اصابات    محرز الغنوشي: الأمطار في طريقها إلينا    الحماية المدنية: 19 حالة وفاة خلال ال24 ساعة الأخيرة    رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني في تونس اليوم..    "المكتبات في عصر الذكاء الاصطناعي : أدوار متجددة وخدمات مبتكرة" عنوان الدورة الخامسة لملتقى بن عروس المغاربي للكتاب والمطالعة    معز الشرقي يودع بطولة غوانغجو الكورية للتنس منذ الدور الاول    إجماع على ضرورة تسريع تنفيذ مبادرة تناغم التشريعات في قطاع الأدوية بدول شمال إفريقيا    بعد صمت طويل: هذا أول تصريح لأمين قارة بعد توقّف برنامجه على الحوار التونسي    علامة ''هيرمس'' تعتذر لهيفاء وهبي    مرتبطة بجائحة كورونا.. فضائح مدوية تهز الولايات المتحدة وبريطانيا    مباراة الترجي وصانداونز: تحديد عدد الجماهير وموعد انطلاق بيع التذاكر    شيخ جزائري يثير الجدل: "هذه الولاية بأكملها مصابة بالمس والسحر"!!    معرض تونس الدولي للكتاب 2024: القائمة القصيرة للأعمال الأدبية المرشحة للفوز بجوائز الدورة    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    مفاهيمها ومراحلها وأسبابها وأنواعها ومدّتها وخصائصها: التقلّبات والدورات الاقتصادية    فتوى جديدة تثير الجدل..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحرفيون يخشون الانقراض ... والأزمة تستوجب الإنعاش العاجل
تحقيقات «الصباح»: قطاع الزربية في تراجع حاد
نشر في الصباح يوم 04 - 06 - 2009

في إحصائيات ديوان الصناعات التقليدية: تراجع في الإنتاج.. وفي التصدير
رئيس الغرفة الوطنية للزربية والنسيج المحفوف: «عمولات» وكالات الأسفار ذبحتنا
دليل شراء الزربية في خمس لغات
«خارطة طريق» لتطوير قطاع الزربية
تونس الصباح: سجّل الانتاج الوطني من الزرابي والنسيج التقليدي تراجعا ملحوظا.. وغادرت القطاع خلال السنوات الاخيرة آلاف الحرفيات وغيرن وجهاتهن الى مواطن شغل اخرى اكثر سخاء..
وامام هذا الوضع اطلق العديد من المشتغلين في القطاع صرخة فزع وعبروا عن مخاوفهم من انقراض هذه «الصنعة التقليدية الاصيلة» مؤكدين على ان كل المؤشرات تدل على وجود ازمة خانقة تستوجب انعاش قطاع الزربية واسعافه بمنتهى السرعة..
ولئن ظهرت بوادر التراجع منذ سنة 2001 تقريبا.. فان جل الحرفيين يعانون حاليا من كساد كبير، فسّره بعضهم بتأثير الازمة المالية العالمية على القطاع.. والقى آخرون باللائمة على وكالات الاسفار معتبرينها المسؤول الاول على ازمة الزربية.
ومحاولة لمعرفة التفاصيل.. تحدثت «الصباح» الى عدد من الحرفيين واستمعت الى وجهة نظر الغرفة الوطنية للزربية والنسيج المحفوف والى ما قاله مهتمون بالقطاع في الديوان الوطني للصناعات التقليدية كما قامت بجولة في سوق الصناعات التقليدية بالمدينة العتيقة لمعرفة مدى اقبال السواح على الزربية التونسية.
سعيدة بوهلال
حرفيون: «نعاني من الكساد ونقص اليد العاملة»
«اننا نعاني من صعوبات كبيرة في ترويج الزربية خاصة بعد ظهور ما يعرف بالازمة المالية العالمية» هذا ما افادنا به الحرفي الزين الطعملّي وهو من باجة ورئيس غرفة الزربية بالجهة.
وبين محدثنا ان الحرفيين في قطاع الزربية مرتبطون شديد الارتباط بالقطاع السياحي.. فهم يروجون بضائعهم خاصة في المحلات السياحية (البازارات) وفي النزل.. وامام هذه الازمة فان المقدرة الشرائية للسائح تراجعت فعزف عن اقتناء الزربية واقتصر على زيارة النزل.
وقال «ان الصعوبات التي نعيشها في الترويج.. تنعكس على المردودية.. لاننا لا نجد المال الكافي لاقتناء المواد الاولية، ولدفع اجور العاملات.. واذا لم ندفع الاجور فاننا لا نضمن بقاءهن وحدث ان لاذت الكثير من الحرفيات اللاتي يتقن «الصنعة» بالفرار من ورشات صنع الزربية وخيرن العمل في المصانع.. الامر الذي انعكس سلبيا على الانتاج من ناحية وعلى الجودة من ناحية اخرى»
وفي نفس السياق يقول مراد خليف حرفي من صفاقس انه لاحظ نقصا كبيرا في الترويج منذ ثلاثة اشهر تقريبا نظرا لعدم اقبال السياح على اقتناء الزرابي، وذكر ان المواطن التونسي لا يقبل على الزربية لانه لا يستطيع ذلك فقدراته الشرائية، محدودة اضافة الى انه مكبل بالقروض ومثقل بمصاريف الدراسة والمناسبات العائلية والدينية وغيرها..
واضاف خليف ان الانتاج مرتبط باليد العاملة المختصة.. ولاحظ ان اليد العاملة المختصة تقلصت خلال السنوات الماضية لان الفتيات غادرن المهنة نحو المصانع نظرا لان الاجور التي يحصلون عليها هناك افضل كما ان العمل فيها يتطلب مجهودا بدنيا اقل مما يقتضيه صنع الزربية.
كساد
خلال جولتنا بالمدينة العتيقة بالعاصمة، لاحظنا عن كثب ان جل تجار الزربية يعانون من الكساد.. فقد كانت محلاتهم شاغرة من الحرفاء رغم ان الاسواق كانت امس غاصة بالسياح.. لكنهم كانوا يقتنون قطع تذكارية، صغيرة وخفيفة وقال احد التجار الذي تكتم عن هويته «تفاديا للمشاكل» على حد قوله ان قطاع الزربية في ازمة كبيرة وان جل المتاجر تعاني من الكساد باستثناء عدد قليل منها.
وقال «عددها تحديدا خمسة متاجر.. فهي الوحيدة التي تشتغل بالسوق.. وهي الوحيدة التي يقصدها السياح.. ويعود السبب الى وكالات الاسفار والى الادلة المرافقين للسياح».
وتساؤل: «لماذا لا نعود كما كان عليه الحال قبل سنوات.. اي ان ترسوا الحافلات في القصبة وتترك السياح احرارا يذهبون الى المحلات التي يرغبون في زيارتها.. لا ان يصاحبهم الدليل ويمارس عليهم الضغط النفسي بايهامهم ان الوقت المخصص لزيارة المدينة العتيقة سينتهي قريبا وما عليهم سوى شراء حاجياتهم من المحلات التي يصطحبهم اليها.. باتفاق مع صاحبها طبعا».
ومحاولة لتقصي الحقيقة.. تحولت «الصباح» الى الجناح الذي توجد فيه «المتاجر المحظوظة».. ولاحظت انها كانت بالفعل غاصة بالسياح.. كما تابعت عن كثب حركات الادلاء السياحيين.. وتبينت انهم بالفعل يوجهون السياح الوجهة التي يريدونها هم وليس تلك التي يريدها السياح.
في إحصائيات ديوان الصناعات التقليدية: تراجع في الإنتاج.. وفي التصدير
حسب الاحصائيات التي امدتنا بها السيدة ليلى مسلاتي المهتمة بالجودة بالديوان الوطني للصناعات التقليدية، يمكن الاشارة الى ان الانتاج الوطني المطبوع من الزرابي والنسيج المختلف سجل خلال سنة 2008 تراجعا بنسبة 4 فاصل 65 بالمائة مقارنة بسنة 2007.. اذ انه انخفض من 275 الفا و142 مترا مربعا خلال سنة 2007 الى 262 الفا و347 مترا مربعا خلال سنة 2008.
وبالنظر الى عدد القطع فقد تراجع من 95 الفا و517 قطعة خلال سنة 2007 الى 90 الفا و582 قطعة خلال سنة 2008 اي بنقص قدره 5 فاصل 22 بالمائة.. وبالنظر الى عدد الزرابي فقط نلاحظ انه تم انتاج 58 الفا و374 قطعة خلال سنة 2008 مقابل 64 الفا و764 قطعة خلال سنة 2007. ولم يقتصر هذا التراجع على الانتاج.. بل انسحب على الصادرات.. وفي هذا العدد تشير احصائيات الديوان الى ان حجم صادرات الزربية والنسيج المختلف المقدمة للمراقبة لدى مصالح الديوان الوطني للصناعات التقليدية والمصرح بها خلال سنة 2008 بلغ 20 الفا و893 قطعة بقيمة تقديرية تساوي 13.759.811دينارا مقابل 22 الفا و944 قطعة خلال سنة 2007 بقيمة تقديرية تساوي 14.582.083 دينارا.. مسجلة بذلك انخفاضا نسبته 8 فاصل 94 بالمائة في عدد القطع ونسبته 5 فاصل 64 بالمائة في قيمتها التقديرية.
وذكرت ان الديوان اعدّ «دليل شراء المفروشات من زربية ونسيج محفوف ومنسوجات حائطية» في اربع لغات اجنبية وذلك لتقديم المعلومات الكافية عن القطاع للسياح. وبينت انه تم اصدار كراس شروط لتنظيم القطاع وبمقتضاه يتم العمل بفاتورة خاصة بالزربية للحفاظ على الشفافية ولضمان حق التاجر والمستهلك وتقرر ان يدخل كراس الشروط الجديد حيز التنفيذ يوم 19 جويلية القادم.
وبينت ان الديوان يعمل على مراقبة المفروشات والتثبت من مواصفاتها ومقاييسها الفنية عند وضع طابع الجودة وتصنيفها الى صنف ممتاز، او صنف اول، او صنف ثاني، او الصنف النمطي بالنسبة للنسيج المحفوف.. وبينت ان الصنف الاول هو اكثر الانواع انتاجا في تونس.
وقالت ان هناك اشكالا في جودة المواد الاولية، الامر الذي جعل الديوان يقوم بمواصفة تهم المواد الاولية.. كما يوجد مشكل صباغة الصوف لان المواد المستعملة في الصباغة لا تتمتع بالجودة المطلوبة.
ومن جهتها امدتنا السيدة عزيزة بن يوسف ممثلة مرصد الصناعات التقليدية برقم يتعلق بعدد الحرفيين في قطاع الزربية وقالت انه يعلن معرفة هذا الرقم بقسمة مساحة الانتاج الجملي على المساحة التي يمكن ان تنسجها الحرفية في عام كامل وهي تقريبا (18 مترا).. اي ان العدد التقريبي للحرفيين هو في حدود 15 الفا منهم 11 الفا انتاجهم مطبوع. ودعت ممثلة المرصد الحرفيين الى مواكبة الموضة ومسايرة الاذواق لضمان ديمومة القطاع.
رئيس الغرفة الوطنية للزربية والنسيج المحفوف: «عمولات» وكالات الأسفار ذبحتنا
في حديث مع السيد صالح عمامو رئيس الغرفة الوطنية للزربية والنسيج المحفوف استمعنا الى عديد المشاغل.. وقال ان مشاكل الزربية تتلخص في ثلاثة مستويات، وهي المواد الاولية والانتاج والترويج.
ففي ما يتعلق بالمواد الاولية.. بين عمامو انه تم مؤخرا ضبط المواصفات الخاصة بالمواد الاولية.. لكنه يرى ان الاهمية لا تكمن في ضبط هذه المواصفات بقدر ما تتمثل في تطبيقها.. وطالب بتطبيق المواصفات وبمراقبة مصانع المواد الاولية واجبارها على احترام المواصفات.
اما في ما يتعلق بالانتاج، فيعود تراجعه حسب عمامو الى نقص عدد الحرفيات وعزوفهن عن الاقبال على الصنعة جراء ضعف المردود المادي. وبين ان الانتاج كان سنة 2001 في حدود 426 الف متر مربع زربية ونسيج محفوف وهو الآن في حدود 262 الف متر مربع تقريبا.. وهو ما يعني وبعملية بسيطة ان القطاع فقد خلال سبع سنوات 8200 حرفية.. اي ان ديمومته غير مؤكدة.
واضاف ان 90 بالمائة من منتوج الزربية يباع للسائح في السوق المحلية.. لكن لوحظ خلال السنوات القليلة الماضية ان السائح الذي يزور تونس اصبح ضعيف المقدرة الشرائية، رغم ان عدد السياح تطور كثيرا.. وبما ان الزربية تعد اغلى منتوج سياحي فان السائح لم يعد يقتنيها.
وقال: «انظري الى هذا المحل انه شاغر من الحرفاء.. وانظري الى اكوام الزرابي التي توجد فيه.. فمن سيشتريها؟ نحن الى الآن في حالة كساد رغم اننا في شهر جوان»
وبين ان التراجع يعود ايضا الى ان الزربية تصل الى يد الحريف السائح خاصة باسعار مرتفعة جدا ويعود ذلك الى تفشي ظاهرة «العمولة» التي تأخذها وكالات الاسفار.. ولاحظ ان الوكالات تحصل على نسبة تصل الى 40 بالمائة من قيمة البضاعة ككل فاذا بيعت الزربية بالف دينار تحصل الوكالة على 400 دينار وحدها.
ويرى محدثنا ان وكالات الاسفار اضرت بالقطاع.. وقال «لو تبتعد وكالات الاسفار عن «الزربية» فيمكن للسائح ورغم انه سائح محدود المقدرة الشرائية مقارنة بالسائح الذي كان يزور تونس في سنوات خلت، يمكنه اقتناء الزربية وبين ان المغرب قضت على «العمولة» التي تأخذها وكالات الاسفار.. ولكن في تونس استفحلت الظاهرة رغم ان القانون يمنعها.
وقال «توجد في مدينة تونس العتيقة العديد من متاجر الزربية» لكن وكالات الاسفار تحول وجهات السياح الى بعض منها نظرا لانها تحصل على عمولة من قبل اصحاب هذه المتاجر».
ولكن كيف السبيل للحد من هذه الظاهرة؟ عن هذا السؤال اجاب محدثنا ان الاشهار كفيل بذلك.. وبين ان اشهار الزربية في تونس غير كاف.. وقال انه تم انجاز دليل لشراء الزربية لكنه غير كاف، لانه لا فائدة من وضعه في المطار في مكان لا يظهر للعيان.
وفي ما يتعلق بالترويج ذكر انه يجب التعريف اكثر بالمغازات المعتمدة والقرى الحرفية وتوزيع الادلة في المطارات والمواني والبواخر للحد من تأثير وكالات الاسفار على السياح.
تطوير المهنة
قال رئيس الغرفة الوطنية، للزربية والنسيج المحفوف «نريد ان يعمل التونسي على اقتناء الزربية التونسية الاصيلة.. لكن تحقيق هذه الرغبة صعب.. فسعر الزربية مرتفع.. ويرتفع اكثر اذا رغبنا في تحسين دخل الحرفية حتى لا تهجر القطاع.. ولهذا السبب يجب تطوير آليات العمل». وفي هذا العدد قامت الغرفة على حد تعبيره بشراكة مع المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالقيروان لتطوير المنسج اليدوي وبعد عام كامل من البحث والتعميم توصل الاستاذ لسعد الكيلاني الى ابتكار منسج جديد متطور (سداية عصرية) تحتوي على عدد من الازرار تستخدمها الحرفية عوضا عن اليد وتمكنها من ربح 50 بالمائة من الوقت وبالتالي من مضاعفة المردود مع المحافظة على نوعية الانتاج.. اي ان صناعة الزربية هي يدوية مائة بالمائة.. وذكر ان المنسج الجديد مكلف.. فاذا كان سعر «السداية» العادية 800 دينار فان سعر «السداية العصرية» سيكون في حدود 5 الاف دينار.. ودعا عمامو الى بذل مزيد الجهد لتصنيع هذا الابتكار خاصة وانه قادر على انتاج زربية ذات جودة افضل من التي ينتجها المنسج العادي. واضاف «نطلب من ديوان الصناعات التقليدية اختزال الاجراءات الادارية والحدّ من البيروقراطية، والتحرك السريع لانقاذ المهنة من الانقراض نظرا لانها تدر على البلاد العملة الصعبة». وقال عمامو: «لا يعقل ان تباع الزربية للمستهلك بخمسة او ستة اضعاف ثمنها الحقيقي فهذا امر غير مقبول.. ولا يعقل ان نصمت امام هذه المعضلة».
دليل شراء الزربية في خمس لغات
تضمن دليل شراء الزربية والنسيج المحفوف والمنسوجات الحائطية الذي اصدره الديوان الوطني للصناعات التقليدية، في خمس لغات (عربية، فرنسية، المانية، انقليزية، وايطالية) نصائح لكل من يرغب في شراء هذه المنتوجات. وفي ما يتعلق بالزربية وهو المنتوج الذي اهتممنا به في هذه الورقة فيشير الدليل الى انها نسيج يدوي مائة بالمائة ويعتمد صنفها خيوطا طبيعية من صوف او حرير في صنع العقدة المشهورة بعقدة قورداز.. وحسب الاسطورة دخلت الزربية تونس الى مدينة القيروان على يد ابنة الوالي العثماني «الكاملة بنت الشاوش» وهي مستلهمة من زرابي بلاد الاناظور في تركيا وتنسج الزربية حسب الانواع التالية:
البربرية
تتميز الزربية البربرية بارضيتها البيضاء وخامتها الخشنة والسميكة وزخارفها مستوحاة من «الوشام» والوانها طبيعية من صوف الخروف الابيض والاسود والبني.
الكلاسيكية
يتوسط الزربية الكلاسيكية محراب محاط باشرطة متوازية تنتشر فيها زخارف زهرية او هندسة مستوحاة من زرابي القيروان العريقة وتطغى عليها الوان متعددة من احمر واخضر وازرق كما تحاك باصواف غير مصبوغة تتدرج من الاسود فالبني فالرمادي الى الابيض على غرار زربية «العلوشة».
شبه كلاسيكية
الزرابي شبه الكلاسيكية هي زرابي قابس وبنزرت وهي تنسج على نفس المنوال القيرواني ارضيتها تتميز باشرطة متتابعة رتبت فيها نقوش زربية القيروان باحكام وتعممت حياكتها في العديد من المدن.
عصرية «ستايل»
اقتبست الزربية العصرية المعروفة بال«ستايل» اشكالها من الزرابي الشرقية ومن اشهرها زربية الياسمين التي تتميز بزخارفها الرقيقة والمتكررة.
«خارطة طريق» لتطوير قطاع الزربية
عدة مقترحات قدمتها الغرفة الوطنية للزربية والنسيج المحفوف للديوان الوطني للصناعات التقليدية بهدف النهوض بالقطاع وهي تتمثل في:
1) على مستوى المواد الاولية:
احداث مشروع نموذجي لتزويد الحرفيين بالخيط حسب المواصفات العالمية ويتكون المشروع من ثلاث وحدات واحدة لجز الصوف وثانية لغزله وثالثة لصبغه
2) على مستوى الانتاج:
تكفل صندوف الادماج والتأهيل المهني بتكوين اليد العاملة في صناعة الزربية والنسيج المحفوف
بعث ورشة نموذجية لانتاج الزربية والنسيج المحفوف حسب طرق الانتاج الحديثة
تبني ديوان الصناعات التقليدية مشروع المنسج العصري الذي انجزه المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بالقيروان مع الغرفة
انجاز برامج تأهيل مؤسسات حرفية لانتاج الزربية خلال سنة 2009
اسناد منح تحفيزية للحرفيين الذي يقبلون التربص
3) على مستوى الترويج:
احداث قرى حرفية مختصة في صنع الزربية والصناعات التقليدية في مسالك سياحية ناشطة مثل الحمامات وسوسة وجربة ويسيرها ديوان الصناعات التقليدية والديوان الوطني للسياحة والغرفة
ادراج اشهار الزربية والمغازات المعتمدة لبيعها ضمن الحملات الاشهارية التي ينجزها ديوان الصناعات التقليدية.
4) على المستوى التنظيمي:
توسيع تمثيلية الغرفة بكل الولايات
احداث ادارة للزربية والنسيج المحفوف في ديوان الصناعات التقليدية لتسيير القطاع انطلاقا من الدراسة والتخطيط والاحصاء والتأطير والتكوين والاستثمار والمراقبة والتسويق الى حماية الملكية الفكرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.