تحتل ولاية القيروان المرتبة الأولى وطنيا في إنتاج الزربية بنسبة 20٪ وتخصص مهرجانا وطنيا للزربية علاوة على مشاركتها في المعارض الوطنية والدولية كما يستقطب القطاع عددا كبيرا من اليد العاملة ومعظمهم من الفتيات. غير أن قطاع الزربية شهد مؤخرا تراجعا كبيرا على جميع المستويات إنتاجا وإقبالا ورواجا وتصديرا وتعمق جرح القطاع بسبب تحكم القطاع الخاص في مختلف مراحل الإنتاج والترويج وانتقال الإشراف من الديوان الوطني للصناعات التقليدية إلى يد الدلالة والتجار كلية ليقتصر دور الديوان على التأطير من خلال الإحاطة الفنية ومراقبة الجودة وتدعيم الحرفيين ما جعل كثيرا من الأسئلة تطرح عن مستقبل هذه الحرفة سيما أن وصفها «التقليدي» تأثر بتدخل التصنيع من «الطعمة» إلى الزخرفة وحتى المنسج. ولعل ترك الحبل على الغارب بيد «الدلالة» و«القشارة» نتج عنه تشكيل «لوبي» يتحكم في السوق وفي مصير الزربية الوطنية هذا الأمر جعل الحرفيات يرزحن تحت رحمة هؤلاء الذين أدى تدخلهم المباشر وسطوتهم إلى انخفاض أسعار منتجاتهم رغم جودتها ورغم توفر الإقبال جراء تحكمهم في عمليات البيع والشراء والعرض والطلب وبالتالي الضغط على الحرفيات لقبول أسعار غير واقعية ولعل ما يؤكد ذلك هو فارق السعر بين سوق الربع بالقيروان وسوق الوسلاتية بفارق 10 دنانير للمتر المربع الواحد بالنسبة للزربية من الصنف الأول من جهة وأسعار بيع الزرابي بالمغازات أو أسعار تصديرها. ولئن توفر هذه الأسواق المباشرة امتيازا يتيح للحرفيات بيع منتوجهن (الزربية) غير أنه مثل مصدر عرقلة وتلاعب بالمهنة نظرا لغياب المنافسة بين التجار. وقد قاومت الحرفيات هذه الضغوطات المتمثلة في تراجع أسعار بيع الزربية التي تضطر إلى بيعها مهما كان الثمن المعروض بسبب التزامهن بإرجاع الديون وبعد المسافة والرغبة من التخلص من الزربية التي تتحول إلى عبء بعد صناعتها.. غير أن تلك المقاومة سرعان ما انهارت أمام شدة الأمر ومن نتائجه المباشرة هو تراجع الإنتاج بشكل كبير يدعو إلى النفير من أجل سرعة التدخل لأنه يمثل بداية النزول فقد فاقت نسبة التراجع 25٪ (من 50 ألف متر مربع إلى 37 ألف متر مربع بين 2008 و2009) وهذه النسبة مرشحة للمضاعفة بحسب تأكيد المتابعين للشأن. وهذا الأمر انعكس على الوضع الحرفي والاقتصادي برمته رغم تحذير المختصين والحرفيين في أكثر من مناسبة وبعد أن كانت الزربية تمثل مصدر رزق لمئات العائلات بمدينة القيروان أصبحت هذه الحرفة تشهد نفور عدد كبير من الحرفيات اللاتي توجهن نحو قطاعات أكثر مردودية وذات مدخول أوفر إذ لا يتعدى دخل الحرفية الواحدة بحسب إحداهن 80 دينارا في الشهر تتكبد خلاله شتى أنواع الإرهاق البدني والذهني والمالي. هذه الوضعية بحسب المعنيين بالأمر وأهل الصنعة أدت إلى انحسار الحرفة نحو المعتمديات الفلاحية (الوسلاتية وبوحجلة التي تشكو بدورها من ضعف النشاط الفلاحي وغياب المصانع) أملا في ما توفره الزربية من مدخول تكميلي وذلك بسبب ارتفاع المستوى المعيشي بالمدينة. وبحسب المباشرين للمهنة من حرفيين ومهنيين، فإن الوضع في حالة غرق تدريجي ولا أمل بنجاته إلا بتدخل السلط المعنية لتنتشله وذلك من خلال ضمان مدخول أفضل للحرفيات بتخصيص منحة عن كل زربية منتجة وتفعيل المناشير الوزارية الداعية إلى تخصيص الإدارات العمومية نسبة من ميزانيتها لاقتناء بعض منتجات الصناعات التقليدية فضلا عن تثمين قيمة الزربية كمنتوج تقليدي سواء من حيث قيمتها الاجتماعية أو فوائدها الصحية وذلك بمراجعة الومضات الإشهارية وتحيينها قصد الوصول إلى عقلية المستهلك وتثمين المصنوعات التقليدية في سلوكه الاستهلاكي. من جهة ثانية أكد الشيخ عامر بن عياد (70 سنة) وهو حرفي بسوق الجرابة أن الصوف الذي تصنعه الآلات أي «الطعمة» أثرت في القيمة التقليدية للزربية بشكل جعلها غير مطلوبة ومختلفة عن الزربية التقليدية التي يتم صناعة «طعمتها» يدويا مؤكدا أن الآلات «قتلت» سوق «الجرابة» الذي كان يعتبر أهم سوق تشغل عشرات العائلات. من جهة ثانية بلغ التصدير في مجال الزربية والنسيج سنة 2009 حوالي 1761 قطعة بقيمة 916 ألف دينار أي بتراجع في النتائج مقارنة بسنة 2008 بنسبة 22٪ ويرى أهل الاختصاص أن هذا التراجع في الإنتاج ولئن كان حصيلة عديد العوامل الطبيعية أهمها نقص المواد الأولية من الصوف نتيجة تقلص المهتمين بحياكتها فإنه إضافة إلى ذلك يعود إلى نقص اليد العاملة وتراجع إقبال «الفتاة العاملة» التي أصبحت الأنشطة الفلاحية والصناعية تستقطبها بسبب ضعف مداخيل الزربية. ناجح الزغدودي جندوبة: تطور عدد المؤسسات التربوية ساهم في تحسن النتائج الدراسية جندوبة «الشروق»: أحرزت ولاية جندوبة خلال نتائج الباكالوريا للسنة الدراسية الماضية مرتبة مشرفة تحققت لأول مرة وقد أجمعت مختلف الأطراف على تحسن النتائج سواء بالابتدائي والأساسي أو بالثانوي نظرا للخطط الجدية التي وضعتها الإدارة الجهوية للتربية منذ موسمين. ونتيجة لهذه النتائج الباهرة تقرر مؤخرا إحداث معهد نموذجي بولاية جندوبة خلال الموسم الدراسي القادم وقد خصص للغرض مبلغ مليون دينار تكاليف الإنجاز. كما خصصت وزارة التربية اعتمادات قاربت 440 ألف دينار صرفت على امتداد السنتين الماضيتين لصيانة عدد من المدارس والعناية بالبنية الأساسية بها وتركزت هذه الإصلاحات بالأساس في إحداث مجموعات صحية جديدة بها إلى جانب إصلاح بعض المبيتات بالمدارس الإعدادية كما خصصت أيضا مبلغ مليون و260 ألف دينار كقسط أول للعناية بصيانة المؤسسات بالولاية وإضافة إلى قسط ثان أعد لنفس الغرض يقدر بمليون و416 ألف دينار، كما تم رصد قرابة 600 ألف دينار لتجهيز وتأثيث جل المطاعم المدرسية بالمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية. كما سعت الإدارة الجهوية للتربية بجندوبة مؤخرا إلى تزويد مختلف المدارس الابتدائية الريفية ب81 صهريجا بتكلفة جملية تقدر ب72 ألف دينار لتمكين المدارس المعنية من التزود بالماء الصالح للشرب وقد شهد الموسم الدراسي الحالي إحداث معهد ثانوي جديد بمعتمدية عين دراهم بلغت كلفته 3 ملايين دينار ومعهد بلاريجيا ب2.5 مليون دينار إلى جانب إحداث معهد ثانوي بغار الدماء ب2 مليون دينار كما برمجت وزارة التربية إحداث ملعب رياضي بالمعهد الثانوي ابن خلدون بمعتمدية فرنانة بتكلفة جملية تقدر ب60 ألف دينار. الشاذلي رزايقي تجربة فريدة ببلدية أريانة: حاسوب يمكّن المواطنين من متابعة ملفاتهم أريانة «الشروق»: بميزانية وصلت إلى 17 مليارا نجحت بلدية أريانة في تحقيق 100٪ من المشاريع المبرمجة لسنة 2010 هذا ما جاء على لسان السيد صلاح الدين البلطي رئيس البلدية في لقاء جمعه بالإعلاميين حضره كافة أعضاء المجلس البلدي وخصص لتقييم الفترة النيابية 20052010. وتم خلال اللقاء عرض شريط مصور بالصوت والصورة إنجازات عشر سنين من العمل البلدي تضمنت بالخصوص الاحتفال بمائوية بلدية أريانة واختيارها مدينة صحية ومدينة منتزه والفيلم الوثائقي الذي أنتج حول البلدية إضافة إلى مبادرة البلدية في إنجاز شبكة لتراسل البيانات بين مختلف المصالح. وقد شملت الإنجازات البلدية جميع الميادين من تعبيد وصيانة للطرقات وتهيئة الأرصفة ومراجعة المثال المروري ومشاريع تهذيب الأحياء الشعبية. المجلس البلدي الحالي أتى على تحقيق جميع النقاط (16 نقطة) المخطط لإنجازها طيلة فترته النيابية بفضل مساندة جميع الأطراف وتناغم كل الهياكل البلدية حسب تأكيد رئيسها السيد صلاح الدين البلطي. وبما أن العمل البلدي عمل يومي متواصل فإن بلدية أريانة مطالبة بالتسريع في نسق تطورها من ذلك ضرورة إنجاز المشروع المتميز والخاص بالدفع الالكتروني والاطلاع على البيانات التي تخص علاقة المواطن بالهياكل البلدية. كذلك مواصلة مشاريع تصريف مياه الأمطار لحماية المدينة من مخاطر الفيضانات ومقاومة الحشرات والمحافظة على المساحات الخضراء حتى تحافظ بلدية أريانة على مكانتها كمدينة صحية ومدينة منتزه في انتظار أن تصبح مدينة رقمية في القريب العاجل. وفي الأخير نشير إلى الإنجاز الهام الذي تم تدشينه خلال هذا اللقاء ويتمثل في شبكة بيانات تمكن المواطن من التعرف على الردود الخاصة بالملفات المقدمة للبلدية وكذلك الأداءات المطالب بدفعها مباشرة عبر جهاز إعلامية موضوع على ذمته بمقر البلدية دون تكبد عناء الانتظار والاتصال المباشر بالموظفين المعنيين وتحيّن البيانات بصفة فورية نتيجة ارتباطها بكل المصالح على أن يقع توزيع هذه الخدمة على جميع الدوائر البلدية بعد إتمام الإجراءات الخاصة بها. محمد بن عبدالله سوسة: «أنظمة النقل الذكي»... تهدّد السوّاق؟ «الشروق» مكتب الساحل: أمام ما يشهده قطاع النقل بمختلف أصنافه (بري، بحري، جوي) من تطور وأمام ما يعرفه هذا القطاع الحيوي من تحديات وما يمثله من أهمية في النهوض ببلادنا ينظم المعهد العالي للنقل وخدمات الاتصال بسوسة منتدى حول أنظمة النقل الذكي وذلك يوم الجمعة 2 أفريل 2010 بأحد فنادق جوهرة الساحل. هذا المنتدى الذي سيفتتحه السيد البشير التكّاري (وزير التعليم العالي والبحث العلمي) وسيختتم فعالياته السيد عبد الرحيم الزواري (وزير النقل) سيحضره إلى جانب الباحثين والأخصائيين التونسيين عدد من الخبراء الأجانب في قطاع النقل. كما ستقدم عديد الدراسات والنماذج لأهم ما عرفه القطاع من تطور واستخدام للتكنولوجيا الحديثة على الصعيد العالمي. ومن بين الدراسات نجد المراقبة عبر الفيديو لأعطاب الحواجز الآلية مترو باريس نموذجا و«مشاكل النقل في تونس والمشاريع الكبرى و«نحو قطار آلي بلا سائق» واستغلال تقنيات الإعلامية والاتصال في النقل العمومي.
