قبل حوالي عام كنت كتبت في هذا الركن بإعجاب كبير عن مدينة "كاب تاون" الجميلة والمتقدمة جدا.. بعد رحلة قادني اليها مؤتمر أممي.. هناك في الجانب الاخر من قارتنا السمراء.. التي اختار العلماء والمؤرخون منذ قرون طويلة أن يطلقوا عليها اسم" تونس التاريخية" القديم جدا "افريقية".. وأعترف أني لم أحب موقعا من افريقيا جنوبي الصحراء في حياتي قط مثلما أحببت مدينة "كاب تاون" العاصمة الثانية لجمهورية نلسون مانديلا بمشاهدها الطبيعية والسياحية.. وتجربة التعايش الرائعة داخلها بين غالبية السود والاقلية البيضاء.. بين الاقلية المسلمة الغنية في نفس الوقت والاغلبية الوثنية أو المسيحية.. رغم آثارالبؤس.. ومن بينها الجزيرة التي سجن فيها الزعيم مانديلا طوال 30 عاما.. وقبل أيام قرأت شهادات رمزية عن تونس صدرت عن مؤتمر دولي جديد عقد في نفس المدينة الجميلة كاب تاون.. بمشاركة عدد من القائمين على البنك الدولي وعن البنك الافريقي للتنمية.. صنف التقرير السنوي 2009 حول التنافسية في افريقيا تونس على رأس بلدان القارة في مجال التنافسية الاقتصادية وبوأها المرتبة 36 على الصعيد العالمي.. قبل جمهورية جنوب إفريقيا ذاتها.. التي تعتبر من أكثر دول القارة والعالم تقدما ونموا.. وقبل كل الدول العربية الافريقية ونيجيريا عملاق النفط وعضو منظمة الاوبك الشهير.. وقد يختلف بعضنا مع عدد من التقديرات والنتائج التي وردت في تقريرمنتدى "كاب تاون".. لكن يحق لنا كتونسيين أن نعترف بكونه سجل أن تونس "وفقت في احتلال مراتب متقدمة فى القطاعات الثمانية من اصل 12 قطاعا معتمدا فى هذا التصنيف". وقد لا نكون في حاجة إلى انتظار شهادات الاخرين فينا.. لكن من الايجابي أن تأتي الشهادة من مؤتمر خبراء عالميين اجتمعوا على بعد عشرات آلاف الكيلومترات عن بلدنا.. حول المنتجعات السياحية الخلابة في "رأس الرجاء الصالح" (Cap de bonne esperance).. القطب الموازي ل"الرأس الطيب" التونسي (Cap Bon ) شمالي القارة.. في تونس.. ولئن أكد التقرير الدولي الوضعه الجيد الذي تتمتع به تونس فى مجال البنية الاساسية الطرقية والمينائية متقدمة على بعض الدول الاوروبية الاعضاء فى الاتحاد الاوروبي على غرار جمهورية التشيك وليتوانيا والمجر.. فان مسؤولية الجميع تزداد خطورة.. لان من نجح في قطع خطوات الى الامام مطالب ببذل مزيد من الجهود ليتقدم بنسق أسرع.. بعيدا عن النرجسية وأغنيات الرضى عن النفس..