في مدينة كاب تاون العاصمة البرلمانية لجمهورية جنوب افريقيا.. قد لا يفاجئك تقدير الجميع للزعيم نلسون مانديلا.. المناضل ثم الرئيس الذي اختار التقاعد المبكر بسرعة.. قد لا يفاجئك ما يقوله البيض والسود.. الكبار والصغار عن رجل ضحى بربع قرن من عمره من أجل تحرير شعبه.. فاصبح رمزا عالميا في حكم الزعيم الهندي المسالم غاندي وأمثاله من كبار العالم.. لكن من بين مافاجأني خلال تنقلاتي بين عدد من الاحياء الراقية والشعبية في مدينة كاب تاون وحولها النظافة التي لا تجد لها مثيلا.. في غالب بلدان العالم.. لقد أتاحت لي الصحافة والمؤتمرات العلمية فرص السفر شرقا وغربا وزرت مدنا عملاقة مشهود بنظافتها وتمدنها في أمريكا وأوروبا واليابان وفي عدد من الدول العربية والاسلامية منها سلطنة عمان.. لكن درجة النظافة والتمدن التي لمستها في كاب تاون وعدد من المدن والقرى حولها فريدة من نوعها.. بالرغم من كون غالبية الشعب من الافارقة الفقراء والسمر.. في المناطق السياحية والمقاهي والاستراحات التي على حافتي الطرقات الجبلية والريفية قد ترتفع نسبة النظافة.. والتمدن.. واحترام العمال والباعة وارباب العمل للزائر ولقيم التمدن والتحضر..ومنها استعمال العبارات المهذبة والتفاني في خدمة الاخر.. مشاهد راقية بالجملة ذكرتني مرارا للاسف ببعض الشوارع ومحلات التغذية والمقاهي ومحطات الاستراحة في مدننا وطرقاتنا.. شمالا وجنوبا..