30 مليون فرصة عمل جديدة في جنوب المتوسط أورد الخبير الاقتصادي والمالي في صندوق النقد الدولي الفرنسي جون لوي ريفرسJean Louis Reffers رئيس المجلس العلمي للمعهد المتوسطي الفرنسي في حديث للصباح على هامش الندوة السنوية لمركز جامعة الدول العربية بتونس أن المؤشرات الحالية ترجح تعقد الأزمة المالية والاقتصادية في دول جنوب المتوسط وبينها تونس والدول المغاربية خلال الأشهر القليلة القادمة.. وأن مضاعفات الأزمة الاقتصادية العالمية على المنطقة قد تستفحل خلال النصف الثاني من العام الجاري والمرحلة الأولى من عام 2010.. تونس الصباح واعتبر الخبير الفرنسي أن "من حسن حظ تونس أنها لم تقم بخطوة تحرير الدينار.. ولو فعلت ذلك لتضررت من الأزمة المالية والاقتصادية العالمية بشكل كبير.. لكن هل ستتأثر تونس والمنطقة المغاربية أكثر بالأزمة الاقتصادية المالية العالمية خلال المرحلة القادمة؟ حسب تقديرات الخبير والجامعي الفرنسي "ستستفحل مظاهر الازمة المالية على الارجح خلال الاشهر القادمة.. لكن التأثر لن يكون كبيرا جدا في مستوى البنوك.. لعدة أسباب من بينها التكتم على المعلومة المالية والاقتصادية بالنسبة للمستهلك.. الذي ليس له ازمة ثقة في البنوك الى درجة التفكير في سحب امواله من البنوك على غرار ما جرى في اوروبا وأمريكا مثلا... السياحة وعائدات المهاجرين في المقابل توقع جان لوي ريفر أن " تنخفض مداخيل تونس والبلدان المغاربية من العملة الصعبة ومن السياحة وعائدات المهاجرين.. ومن مداخيل الصادرات وقد يتعمق العجز التجاري ما بين 20 و30 بالمائة.. وبالنسبة لتقلبات موارد السياحة فالصورة حسب نفس الخبيرغير واضحة.. ومن غير المستبعد أن تنخفض نفقات السياح الذين يزورون البلدان المغاربية ما بين 10 و30 بالمائة.. وان لم ينخفض عددهم وعدد الليالي التي يقضونها في المؤسسات السياحية التونسية والمغاربية.. انخفاض الاستثمارات المباشرة وتوقع رئيس المركز العلمي للمعهد المتوسطي انخفاض قيمة الاستثمارات المباشرة في بلدان جنوب المتوسط.. وهو ما يعني انخفاضا مرتقبا لنسبة النمو العامة من أكثر من 5 إلى حوالي 3 بالمائة.. كما أن الاحتياطي من العملة الصعبة قد يتراجع بسرعة.. وهو ما يؤثر في قيمة صرف العملة.. لان المؤسسات المالية والبنكية التونسية والمغاربية لا يمكن أن تكون معزولة عن محيط الأزمة من حولها.." انتقال مؤسسات من أوروبا إلى جنوب المتوسط في المقابل الوجه الآخر للازمة الاقتصادية والمالية العالمية والاوروبية هو أن تونس قد تستفيد من بعض مظاهرها حسب الخبير المالي والاقتصادي الفرنسي.. لأن كل البنوك والمؤسسات التي انتصبت في اوروبا الوسطى والشرقية تمر بصعوبات ويمكن لبعضها ان ينتقل الى تونسوجنوب المتوسط.. وماذا يمكن أن ننتظر من التعاون الدولي ومن الاتحاد المتوسطي للحد من آثار الأزمة على تونس ودول جنوب المتوسط؟ 30 مليون فرصة عمل الخبير الفرنسي الذي ساهم طوال عقود في اعداد دراسات عن الشراكة التونسية والمغاربية مع الدول الأوروبية ومن بينها دراسات عن مسار برشلونة والاتحاد المتوسطي أورد أن من مزايا المضي في بناء الاتحاد من اجل المتوسط توفير حوالي 30 مليون فرصة عمل جديدة لشباب دول جنوب المتوسط المعنية بالمسار..خاصة أن جل الدول العربية والمغاربية ومن بينها تونس تشكو من ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل وبينهم نسبة من حاملي الشهائد العليا بينهم.. وأقر الخبير الأوروبي أن دول الاتحاد الأوروبي لها سياسة المكيالين في التعامل مع مطالب دول جنوب المتوسط ودول أوروبا الشرقية والوسطى.. وهي على سبيل المثال قدمت مساعدات قيمتها 70 مليار اورو لبولونيا مقابل 10 مليارات اورو فقط لكل دول جنوب المتوسط.. "ورغم ذلك ينبغي الاستفادة من البرنامج لتطوير البنية الأساسية وأرضية التنمية.. ومن بين أخطاء دول الجنوب عدم التنسيق فيما بينها مما يحرمها من الحصول على مبالغ اكبر.. بينما يمكنها ان تستفيد أكثرمن الصناديق التنموية الأوروبية عبر الضغط على أوروبا كي تقدم إجابة مالية واقتصادية أوروبية موحدة على مضاعفات الأزمة في بلدان جنوبي المتوسط.." على حد تعبير نفس الخبير الفرنسي في حديثه ل«الصباح».