المنجي طلب من قاتله احترامه فاستفزّه ثم طعنه في القلب المأسوف عليه قطع مسافة 250 مترا وهو ينزف وإلقاء القبض على القاتل في وقت قياسي الأسبوعي- القسم القضائي: شهدت مدينة الفحص في ساعة متأخرة من إحدى ليالي الأسبوع المنقضي جريمة قتل راح ضحيتها مراهق من مواليد 10 سبتمبر 1992 يدعى المنجي عبيد على يد شاب من أبناء الجهة. وقد صدمت هذه الواقعة الأليمة أهالي المنطقة وأقارب المأسوف عليه ورفاقه وأصدقاءه لما عرف به من دماثة أخلاق وطيبة قلب... وهذه الصفات ليست مجرّد مجاملة لعائلة عبيد بل حقيقة أدركناها أثناء تحوّلنا إلى الفحص وزيارة العائلة المنكوبة. كلمة أولى هناك في حي النسمة... حيث منزل العائلة المنكوبة الذي تحول قبلة للمعزين... يكتشف الزائر حقيقة ما جرى... بشاعة الحادثة ومأسويتها... إخوة وأصدقاء مصدمون... أب سلواه في بكائه ودموعه وأم تكاد تجفّ عبراتها من شدّة البكاء... الحزن خيّم على الحي... الألم يعصف بقلوب الجميع... والوجع تلمحه في عيون المعزين والحاضرين... فالمصاب جلل... كيف لا والمنجي التلميذ النجيب والمستقيم الذي كان يزاول دراسته بالسنة التاسعة أساسي قتل ورحل إلى الأبد في غفلة من الزمن... طلب فاستفزاز «لقد قتل أخي بطريقة مجانية دون أن يقترف أي ذنب... والغريب في الأمر أن أحدا من الحاضرين لم يلتفت إليه أو يحاول إسعافه» بهذه الكلمات التي تترجم حجم الألم بادرنا أحد أشقاء المأسوف عليه ويدعى خليفة بالحديث عن الجريمة قبل أن يتابع: «لقد غادر أخي المنزل في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا باتجاه حفل أقامه أحد أبناء الحي استعدادا لاحتفاله بزواجه... مكان السهرة لا يبعد عن منزلنا سوى 250 مترا... جلس أخي يتابع الحفل ولكنه شعر بالضيق بسبب التدخين المتواصل لمجموعة من الشبان وتعمدهم تناول المشروبات الكحولية لذلك طلب من أحدهم الابتعاد عنه وعوض أن يلبي المتهم الطلب الذي طلبه منه شقيقي بكل أدب عمد إلى استفزازه إذ انتقل ليجلس أمامه مباشرة حتى يحجب عنه متابعة العرض». طعنة قاتلة وذكر محدثنا أن شقيقه أعاد طلبه وقال لقاتله حرفيا «خلّيني نتفرّج» ولكن المشتبه به تجاهل الطلب واستلّ مباشرة سكينا من بين طيات ثيابه وسدّد للمنجي طعنة واحدة استقرّت في القلب تسبّبت في سقوطه أرضا على مرأى ومسمع من الحاضرين الذين غظوا الطرف عمّا حصل ولم يقم أي كان منهم بالتدخل لإسعاف أخي أو طلب النجدة له». وأضاف الشقيق الذي كان في حالة نفسية سيئة شأنه شأن بقية أفراد العائلة: «لقد تحامل أخي على نفسه وقاوم الآلام والدماء النازفة من قلبه وعاد إلى البيت فقمنا في الحين بنقله إلى قسم الاستعجالي غير أنه سرعان ما فارق الحياة تاركا الألم والوجع في قلوبنا... فقد كان نعم الأخ الحنون ونعم التلميذ النجيب إذ تحصل على معدل 12,77 من عشرين ولكنه فارقنا إلى الأبد...». القاتل في قبضة الأمن وختم محدثنا حديثه بالقول: «نحن نطالب بتتبّع كل من تثبت إدانته»... يذكر أن أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بزغوان ألقوا القبض على المشبوه فيه الرئيسي بعيد وقوع الجريمة ومازالوا بصدد التحري معه في انتظار إحالته خلال الأسبوع الجاري على قلم التحقيق بابتدائية زغوان... صابر المكشر