الهالك ظنّ أن التلميذ يعاكس شقيقته فلامه على صنيعه ثم صفعه ماذا قالت عائلة الضحية وماذا ذكر المشبوه فيه إثر إيقافه؟ تونس - الاسبوعي- القسم القضائي: لم تمض سوى أيام قليلة على مقتل التلميذ عبد الرحمان أمام المدرسة الإعدادية ببومرداس من ولاية المهدية حتى جدّت جريمة أخرى أمام مؤسسة تربوية.. هذه المرة بمنطقة باب العسل بالعاصمة. ولئن كان ضحية الجريمة الاولى تلميذا فإن الجريمة الثانية تورط فيها وللأسف الشديد تلميذ يزاول دراسته بالسنة الثالثة ثانوي بمعهد خاص بباب العسل.. وهو ما يطرح أكثر من سؤال عن حال بعض التلاميذ اليوم الذين صاروا لا يتوانون عن حمل أسلحة بيضاء وهم يتوجهون لنهل العلم..(!!) تساؤلات هذه الجريمة التي جدت خلال الاسبوع الفارط خلفت استياء كبيرا وألما في نفوس الأسرة التربوية مجددا ليس على رحيل تلميذ هذه المرّة ولكن على تورط تلميذ.. فماذا جرى؟ لماذا وقعت هذه الجريمة؟ ما هي دوافعها والظروف التي حامت حول وقوعها؟ هذه التساؤلات طرحناها ونحن نتوجه الى جهة العمران حيث عائلة المأسوف عليه بحثا عن إجابات كلمة أولى هناك في وادي السبعي بالعمران كان الحزن على أشده.. جحافل المعزين تتوافد على بيت المأسوف عليه زياد الوشتاتي (23 سنة) بعض أصدقائه مرابطون قرب المنزل في مجموعات صغيرة يذكرون خصاله والذكريات التي عاشوها معه.. في الداخل الأم الملتاعة تبكي تارة.. وتعدد مناقب إبنها تارة أخرى.. الاخوة يتألمون في صمت على فراق أخ عزيز ..والأب محاط بجمع من رفاقه في محاولة منهم للتخفيف من مصابه.. كانت الصور خارج وداخل البيت توحي بالمأساة..بالألم.. بالوجع.. عيون دامعة.. قلوب باكية ووجوه متألمة.. طعنة قاتلة اقتربنا من أفراد العائلة المنكوبة.. قدمنا واجب العزاء.. ثم كان الحديث.. يقول السيد فتحي الوشتاتي (والد الضحية): «لقد توجهت ابنتي «م» (16سنة) يوم الواقعة لمزاولة دراستها وفي حدود الساعة الخامسة وعشرين دقيقة لمحها ابني زياد الذي كان على مقربة من المكان وبالقرب منها شخص أعتقد أنه بصدد معاكستها فسارع بالاقتراب منهما وطلب في الحين من شقيقته المغادرة ثم لام الشاب على معاكسة شقيقته لينشب خلاف بينهما سرعان ما تدخل البعض وفضوه ولكن فجأة استل المظنون فيه سكينا وطعن ابني في بطنه ولاذ بالفرار». ويضيف الأب الملتاع: «سارع البعض بنقل ابني الى المستشفى غير أنه سرعان ما فارق الحياة بسبب نزيف دموي حاد مخلفا اللوعة والأسى في قلوبنا». إيقاف القاتل وببلوغ الخبر الى السلط الأمنية وإثر المعاينة الموطنية تعهد أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بالعمران بالبحث في ملابسات الجريمة بمقتضى إنابة عدلية صادرة عن حاكم التحقيق بالمكتب العاشر بابتدائية تونس. فتمكنوا في وقت لم يتعد الثلاث ساعات من إيقاف المظنون فيه الذي اعترف بما نسب اليه. اعترافات المظنون فيه وجاء في اعترافات المشتبه به أنه كان يمازح شقيقة الهالك باعتبارهما يدرسان بنفس المعهد ويقطنان غير بعيد عن بعضهما ولكنه فوجئ بالضحية يلومه على معاكسة أخته فنشب خلاف بينهما قام أثناءه الهالك بصفعه ورغم ذلك فقد قام البعض بفض الخلاف في مناسبة أولى غير أنه سرعان ما تجدد ليتلقى المظنون فيه -حسب أقواله -صفعة ثانية أجّجت مشاعر الضغب داخله فاستل سكينا وطعن خصمه دون أية نية لقتله ثم فرّ وهو في حالة خوف الى أن ألقي القبض عليه. وأكيد أن التحقيقات القضائية ستكشف عن المزيد من التفاصيل حول هذه الجريمة المجانية التي راح ضحيتها شاب في ريعان الشباب وتورط فيها تلميذ في الثامنة عشرة من عمره. صابر المكشر سعيد المشرقي