تونس - الأسبوعي: لا يزال ملف «أطفال القمر» يثير اهتمام الرأي العام منذ أن بثّ على قناة حنبعل ضمن برنامج «في دائرة الضوء» الشتاء المنقضي وقد حظيت الجمعية التي تعنى بهؤلاء المرضى بالدعم من عموم الناس وبالبعض من الجمعيات الإنسانية علما أن عدد هؤلاء المصابين في تونس يتراوح بين 600 و800 مصاب، جانب هام منهم لم تعلم عائلته بحقيقة إصابته إلا بعد بث البرنامج: وعلى اعتبار أن هذا المرض خطير جدا على المصابين به إن لم تتم الوقاية بالشكل اللازم والصارم فقد بادرت جمعية أطفال القمر باصدار نداء لعائلات المصابين حاثة إياهم على الاتصال بها للحصول على وسائل الوقاية من أشعة الشمس. وتناشدهم بالمناسبة الحرص على حماية ووقاية أطفالهم بكل حزم طيلة فصل الصيف... كما تذكرهم أن حدة الأشعة ما فوق البنفسجية في فصل الصيف تفوق عشرة أضعاف ما هي عليه في الشتاء وأنها يمكن أن تسبب في مخلفات خطيرة لدى أبنائهم المصابين بهذا المرض. لذلك فإنه يتوجب عليهم إبقاء نوافذ منازلهم مغلقة كامل اليوم للتأكد من عدم تسرب هذه الأشعة إلى داخل البيوت علما وأن «الفلم» الواقي من هاته الأشعة المضرة والذي توفره لهم الجمعية، يعزل أيضا المنزل من الحرارة بما يعادل الأربعين بالمائة. هذا وتحذرهم أيضا من خطورة استعمال الفوانيس البيضاء والاقتصادية داخل غرف الأطفال. وتؤكد على ضرورة البقاء داخل البيت من الساعة السادسة صباحا إلى الساعة السابعة مساء مع استعمال المراهم الواقية التي توفرها لهم الجمعية، وتحثهم على تجديد عملية الطلي عدة مرات في اليوم وفق التوقيت التالي: الساعة الثامنة صباحا ثم في الساعة الحادية عشرة ثم على الساعة الثانية وأخيرا عند الساعة الرابعة. كما تننصح المصابين بارتداء ثياب طويلة تغطي كامل الذراعين والرجلين. وتذكرهم أن الظل مهما كان مصدره: شجرة، حائط، مظلة لا يحمي من التعرض إلى الأشعة ما فوق البنفسجية ولذلك تؤكد على ضرورة البقاء داخل البيت. ويمكن لأطفال القمر ممارسة حياة طبيعية أثناء الليل وممارسة كل الأنشطة الترفيهية والثقافية خارج البيت مع حرية اختيار الملابس المناسبة لهم. هذا وتناشد الجمعية السلطة المحلية والوطنية إقامة نشاطات ترفيهية أثناء الليالي الصيفية وخاصة بالمناطق التي تحتوي على عدد كبير من أطفال القمر كولايات القصرين، سيدي بوزيد ومدنين، ومؤازرة العائلات بتشجيع أبنائهم على التشبث بالوقاية وبالتالي بالحياة. من جهة أخرى أعلمنا رئيس الجمعية أنها أطلقت حملة لتوفير الملابس الخاصة الواقية رغم أنها جدّ مكلفة وذلك لكل أطفال القمر ولذلك تناشد كل شركائها وأصحاب البر والإحسان لمؤازرتها في هذا العمل النبيل. يذكر أن هذا المرض الناجم عن زواج الأقارب مستفحل في جهات القصرينوسيدي بوزيد ومدنين ويتمثل في عدم قدرة المصاب على تحمل أشعة الشمس ولا ضوئها بما يسبب له تقرّح في الجلدةوفي الأعضاء البارزة كالعين والأنف والفم التي تتآكل بفعل ذلك التقرّح. للتعليق على هذا الموضوع: