سبق أن انفردنا منذ مدة طويلة بنشر تفاصيل عرض افتتاح مهرجان قرطاج حول الشاعر «أبو القاسم الشابي» بمناسبة مائويته وهو عرض «الصباح الجديد». كما انفردنا بعد ذلك بنشر التغيير الذي طرأ على مستوى فريقه حيث كان من المفروض أن يشرف على هذا العرض المخرج حسن المؤذن الذي انسحب لأسباب كانت «الأسبوعي» قد نشرتها (انظر العدد الصادر في 18 ماي 2009). ولئن اقتصر مقالنا السابق على التغييرات الفنية وأسباب انسحاب المخرج حسن المؤذن فإننا في هذه المرة سنخوض في مسألتين الأولى تتعلق بما أسماه الشاعر القيزاني بالسرقة الفنية لفكرة العرض والثانية هي التفاصيل المادية للعرض التي اطلعنا عليها المخرج المنسحب حسن المؤذن. وفي لقاء به مدنا الشاعر حاتم القيزاني بنسخة من الرسالة التي أرسلها لمدير مهرجان قرطاج السابق وأخرى لوزير الثقافة مؤرخة في 3 جوان 2009 حيث ذكر فيها ما يلي «منذ خمسة أشهر اتصلت بي السيدة وحيدة البلطاجي وأخبرتني بعزمها انجاز مشروع كوميديا غنائية أو اوبيريت.. وسرعان ما اكتشفنا في ثنايا دردشتنا أننا نقتسم الحلم نفسه واقترحت عليها دون تفكير ولا تردد كوميديا غنائية حول شخصية أبي القاسم الشابي نظرا لأننا نحتفل هذه السنة بذكرى مائويته... وهو مقترح وافقت عليه مباشرة صاحبة الشركة المعدة لعرض افتتاح قرطاج، أي شركة واب للفنون... وأضاف الشاعر حاتم القيزاني قائلا... «لقد طلبت مني السيدة وحيدة بلطاجي إعداد تصور للعمل فقدمت لها كل معالمه وأهدافه ولوحاته وبناءه الفني وخطه الدرامي وهو مجهودي لسنوات طويلة من الاطلاع والتدقيق والدراسة... وقد جمعنا لقاء أنا والسيدة وحيدة البلطاجي والسيد محسن بن نفيسة بصفته مستشارا للشركة المنتجة وتحدثنا من جديد حول الفكرة المقترحة ولم تقع مناقشتي حولها البتة وقد عبر لي محسن بن نفيسة قائلا أن صفته كمستشار لا تعني بالضرورة مشاركته كمؤلف أو سيناريست في هذا العمل... زيادة على انه لم يسبق أن تبادر لذهن بن نفيسة تناول الشابي في إطار عمل فني لافتتاح مهرجان قرطاج.. وبعد استحسان وزارة الثقافة للفكرة وقعت للأسف إزاحتي بطريقة مفضوحة وغريبة وقدمت فكرتي بصياغة مختلفة ومرتبكة وغير مدروسة لقصائد متنافرة من أشعار الشابي وفجعت بوجود ما يقارب الأربع لوحات في نص محسن بن نفيسة اقتلعت من الفكرة التي اقترحها».. وقد طلب الشاعر حاتم القيزاني من المشرفين على مهرجان قرطاج في الرسالة التي وجهها لهم وتحصلت الأسبوعي على نسخة منها للتدخل لإنصافه وتمكينه من حقوقه الأدبية والمادية وهي إدراج اسمه ضمن أفيش وفريق الكوميديا الغنائية «الصباح الجديد» وحصوله على مبلغ عشرة آلاف دينار حول الفكرة التي اقترحها على الشركة المنتجة. وفي حالة عدم حصوله على حقوقه ذكر الشاعر حاتم القيزاني أنه سيجعل من هذه المسالة قضية رأي عام في الصحافة وأمام القضاء. أكثر من 18 ألف دينار لاختيار أشعار الشابي؟ ومن جهته اطلعنا حسن المؤذن على تفاصيل جديدة تخص عرض «الصباح الجديد» منها أن إدارة مهرجان قرطاج رفعت المبلغ المرصود لعرض الافتتاح من 160 ألف دينار إلى 220 ألف دينار كما اخبرنا أن منتجة العرض لم تقبل بمبلغ 15 ألف دينار كتكلفة للجوق الراقص في الاوبيريت بإشراف عائشة مبارك وحفيظ وتفضيلها الاعتماد على هواة.. وقال ان عرض الافتتاح كما تصوره هو توليف مدقق للسيرة الفنية لأبي القاسم الشابي من خلال خط درامي شعري وليس تاريخيا وفضل انجازه بحرفية عالية مع وجوه متأكدة القيمة في الساحة الفنية لكن الشركة المنتجة أرادت له انجازا هاويا. أحدهما قدم ملخصا وآخر تصورا ماديا وردا منها على هذه القضايا المثارة بينت لنا السيدة وحيدة البلطاجي منتجة عرض الافتتاح الذي سيقدم يوم 9 جويلية على ركح قرطاج أن حاتم القيزاني طلب منها أن يقدم تصورا كاملا لكنه قدم لها ملخصا في ورقتين وأضافت أن أشعار الشابي هي ملك للجميع وليست حكرا على أحد. وحسب حسن المؤذن فان السيد محسن بن نفيسة صاحب المشروع الرسمي الآن في افتتاح قرطاج لم يرض بمبلغ 18 ألف دينار الذي حدده له لاختيار أشعار الشابي بمعنى آخر أنه اختيار أشعار الشابي فاق هذا المبلغ المذكور وهذا يدعونا إلى التساؤل عن المبلغ المقدر لكتابة مشروع كامل من غير الرجوع الى الكتب.. وبخصوص أمر حسن المؤذن فقد ذكرت وحيدة البلطاجي بانه قدم لها تصورا ماديا مجحفا عوض تقديم تصور فني. كما أعلمتنا وحيدة البلطاجي بأنها ستعقد ندوة صحفية اليوم الاثنين غرة جويلية لتوضح فيها كل الأمور وستطلع الصحافيين على المشاريع التي تقدم بها حاتم القيزاني وحسن المؤذن لها وتسلمهما منها نسخة على حد قولها. عرض «الصباح الجديد» هو واحد من المائويات الثلاث التي يقترحها هذه السنة مهرجان قرطاج على جمهوره وحسب منتجته سيكون في تصور شبابي لأن الشاعر المحتفى به مات وهو في عنفوان الشباب لكن هذا لا يبرر مطلقا المغامرة المجهولة بالاعتماد على هواة في مهرجان عريق كقرطاج له طقوسه واحترامه. كما نتمنى ألا يكون هذا العمل عن الشابي مناسبة جديدة لتقزيمه أو انخراطا في الحط من قيمته... وحيد عبد الله