انتهت الضجة الصيفية بكل ما فيها من عروض وخصومات.. ومن بين اللواتي كانت لهن معارك خاصة مع أكثر من طرف متعهدة الحفلات وحيدة البلطاجي التي خصّت «الشروق» بهذا الحديث الذي تطرقت فيه إلى العديد من النقاط الساخنة مثل خلافها مع حاتم القيزاني وجعفر القاسمي الذي راهنت عليه وأخرجته إلى النور وغيرها من المسائل: بداية نسألك كيف خطرت لك فكرة تبني مسرحية «واحد منّا»؟ اقترح عليّ محسن بن نفيسة وهو صديق عزيز نصّا عنوانه «صبّاط الظلام» ثم أصبح «26 جانفي» ووقع الاتفاق على تسميته «واحد منّا». اقترح محسن جمال ساسي لتمثيله ولكن نظرا لالتزاماته في تلك الفترة لم يتمكّن من العمل معنا، فخطر ببالي جعفر القاسمي الذي عمل معي في افتتاح مهرجان قرطاج في عرض «ريحة البلاد ورد وياسمين» ورغم أن الجميع كانوا غير مؤمنين بقدرات جعفر ونصحوني على عدم اعتماده في هذه النوعية المسرحية أصريت على ذلك وكان اللّقاء بيننا إضافة إلى منير العرقي الذي اقترحته أيضا لاخراج العمل بحكم الصداقة التي تجمعني به. بصراحة هل كنت تتوقعين هذا النجاح الجماهيري ل«واحد منّا»؟ كانت الثقة التامة في هذا الثلاثي.. جعفر أعطى روحا أخرى للمسرحية وإحقاقا للحق المسرحية «هزّها» جعفر على أكتافه، كانت له تدخلات أيضا على مستوى النصّ وقد سمح له محسن بذلك بكل محبّة فجعفر هو الذي قام بكلّ شيء. ولكن الحكاية وقع تغييرها كليا وهناك من يرى أنه وقع تشويه النصّ ككل ممّا أثار انفعال وغضب محسن بن نفيسة ذاته؟ لم نغيّر الكثير.. كل شيء تمّ بحضور ورضاء محسن بن نفيسة.. أنا جازفت بهذا العمل لأن الكثيرين نصحوني بعدم المغامرة بجعفر.. لأن لمين النهدي كان مهيمنا في تلك الفترة.. لكن رغم العراقيل والصعوبات نجحنا.. ألم تساهمي بحكم مهنتك في دعم أشباه الفنانين العرب على حساب المبدعين التونسيين من خلال توسطك في جلب البعض منهم؟ بالعكس أحرص في أكثر من مناسبة على إعطاء التونسي المكانة التي يستحقها ولا أتردّد في تشجيعه والوقوف معه كلّما تعلّق الأمر بتنظيم تظاهرة. منذ مدة طويلة لم أجلب أي مطرب من الخارج وحتى عندما أقوم بذلك فأركّز على الفنان الأصيل لا الفنان المزيّف. هل لنا في تونس فنانون مزيفون؟ نعم هناك الكثير. من؟ تضحك.. لا أستطيع ذكر الأسماء هذا أمر لا يخفى.. ماذا حصل في حفل نانسي عجرم وغازي العيادي؟ لا أريد الرجوع إلى تلك الحفلة «غلطة وعملتها». هل ندمت على تشريك غازي العيادي؟ «موش مسألة ندم» أنا بطبعي أحرص على تواجد التونسي ولكن أن يعرقل برنامج حفلة فهذا غير مقبول.. (تتردّد) تصوّر حدّدت له المساحة الزمنية للغناء قبل صعود نانسي عجرم ولكن ما راعني إلا وهو يتشبث بالبقاء على الركح فتأخر الوقت ولم تصعد نانسي مما جعلنا نتكبّد خسائر كبيرة ونبرمج حفلا آخر من الغد.. هذه الحادثة لن تجعلني أراجع موقفي فأنا مع الفنان التونسي مهما حدث. لكن ألا ترين أنك تعاملت مع حاتم القيزاني بشيء من القسوة واللامبالاة؟ بالعكس أعتبر نفسي من بين الذين يكنون محبة خاصة لحاتم.. أحترم عمله كثيرا ومؤمنة بكفاءته. ولكنك رفضت التصور الذي قدّمه لك والمتعلق بعرض الشابي.. ألا يعتبر موقفك تشكيكا في كفاءة الرجل؟ دعني أرجع بك إلى بداية الحكاية.. التقاني هاني دمّق فوجدني بصدد تجميع «أشياء» عن الشابي فأعلمته بأني بصدد تحضير عمل عن هذا الشاعر فأخبرني بأن حاتم القيزاني أحسن من يفيدني بذلك بحكم أن له عملا جاهزا حول الشابي، وانتظم لقاء بيننا يوم 24 سبتمبر 2008 بقاعة الفن الرابع تحدثنا عن الفكرة عموما فوعدني بجلب ما أنجزه حول هذا الموضوع.. انتظرته ولكن لم يأت.. اتصلت به فجلب لي قرابة 4 صفحات لم أجد فيها ما يستجيب لتصوري فأوضحت له تفاصيل هذا التصور فوعدني بتعديل بعض الأشياء، واتفقنا على موعد آخر فجلب لي نصّا مغايرا هذا علما وأن حاتم أضاع عليّ وقتا طويلا، لأني بقيت أنتظره عدّة مرات وللأسف ما اقترحه ليس ما كنت أرغب فيه. هل توجّه حسن المؤذن لم يرضك أيضا؟ حسن المؤذن طلب شروطا مجحفة لم أقدر عليها.. بعضها كان تعجيزيا.. تصور أنه طلب منزلا وسيارة وجلب فريقا كاملا من مدينة المهدية، إضافة أنه يريد تغيير عنوان العرض من «الصباح الجديد» إلى «أغاني الحياة» كما أراد تغيير بعض اللوحات التي لم تعجبه ومنها اللوحة الأولى. تحرصين على جلب مختصين وفي الأخير تنفذين أرائك.. هل يستقيم الأمر فنيا والحال ان المسؤولية كبيرة تتعلق بافتتاح مهرجان قرطاج؟ لم أوافق على التغيير لأن الموافقة على ما تمّ تخطيطه تمت قبل ذلك. ألم يكن اعتراضك على توجهات حسن المؤذن لأسباب مادية بحتة؟ لم يكن هاجسي.. ماليا في هذا العمل.. المسألة ترتبط باختيارات واختلافات في الرؤى لا غير. ولكن حسن المؤذن طلب أسماء فنية مهمّة لكي يكون العمل في مستوى الحدث مثل لطفي بوشناق وسنيا مبارك وغيرهم من الفنانين؟ أنا أوّل من اتصل بلطفي بوشناق ولكنه اعتذر قائلا أن هذا العمل لا يتماشى مع توجهاته ولا يرى نفسه فيه. كان من الممكن أن يكون التعامل بأكثر حرفية؟ بالعكس عندما استحال الاتفاق مع حسن المؤذن طلبت منه تدوين سبب تخلّيه عن العمل بالتفاصيل التي ذكرتها لك وسأرسل لك الورقة ممضية من طرفه اعترافا بما اقترحه.. هو الذي خيّر الانسحاب قائلا إنني لم أحقق ما طلبه وسينسحب وكان له ذلك. إذن الجمهور تفرّج على مجموعة من الخلافات قبل مشاهدة العمل الفني؟ ليست خلافات هي اختلاف في الرؤى وهذا جائز وموجود في كل الأعمال الفنية.. عموما العرض لاقى استحسان الجميع رغم المشاكل العديدة التي شابت التحضيرات. لكن وزير الثقافة لم يكن راضيا عن هذا العمل عند متابعته للتحضيرات؟ أبدى عدّة ملاحظات وطلب بتغيير بعض الأشياء وقدم بعض المقترحات وهذا أمر طبيعي ومطلوب ومستحب. ألا ترين أن العرض همّش الشابي؟ نحن قدّمنا الشابي كما يراه جيل 2009 وأغلبية جمهور قرطاج هو من الشباب وكذلك المجتمع التونسي.