لبنان... دولة بسياق خاص.. «صاحبة الفخامة» فيها.. ثانوي الدور.. «دولة الرئيس»...يمشي على حبل من نار.. رئيس البرلمان.. يتنقل بين رمال متحركة.. الطوائف.. أقوى من الأحزاب والمؤسسات معلقة بين حسابات الطائفة.. ومعادلات الحكومة.. وأجندات الأحزاب.. و«صاحبة الجلالة».. هي المنديل الذي يمسح فيها الجميع أيديهم.. أما الدستور فهو الثوب الذي لم يعد أحد يرغب في ارتدائه.. ...لأنه أضعف من «الطائف».. * * * * في لبنان.. صناعة النجوم أسهل من صناعة وحدة وطنية يمكن ان يكون لك مجد في بضع سنوات فتدخل «نادي الكبار» من دون نشيد وطني.. ولا بروتوكول عسكري وسعد الحريري بدأ رحلة السياسة من بوابة «النجوم فاست فود».. * * * * تعلم الحريري في أربع سنوات ما كابده والده في اربعين عاما اختصر المسافات أحرقت امامه المراحل قفز على ثوابت السياسة في لبنان بحيث جاءها.. بلا تاريخ ولا نضال ولا رصيد سوى بوابة الوراثة وبعض من كاريزما «رفيق» وبضع من ثروة «الشهيد» وسفرات مكوكية للغرب.. والشرق.. وبذلات من النوع الإفرنجي ونظارة حسده عليها خصومه فاتهموه بكونه «نسونجي» وردّ عليهم مناصروه بانه «راجل بصحيح»... * * * * يبدو «دولة الرئيس» ضد الخطوط المستقيمة.. فقد ولد في السعودية ودرس في لبنان و«أجيزا» في الولاياتالمتحدة دخل المدرسة الفرنسية في بيروت وحصل على الجنسية الفرنسية من باريس «امتهن» طريق الحريري.. الاب فاقتحم عالم المال واخترق أسوار الاستثمار ووضع قدميه في الاعلام وكانت له صولة في «التيليكوم» فلم يتردد في فتح ثقب في جدار شبكة «اتصالات حزب الله».. بدأ رحلته السياسية من بيروت حيث أعاد والده بناءها قبل ان يُغتال في بيروت فاز (سعد) عن دائرته شكل كتلة برلمانية وبنى دكان «14 آذار».. ليربح التشريعية.. ورئاسة الحكومة ونبيه برّي ويخسر عون.. وحزب الله الى الأبد.. * * * * هو قريب من سوريا.. عائليا بعيد عنها.. سياسيا حارب الوجود السوري في لبنان.. لكنه لم يرفض دور دمشق علّق المصالح السورية ولم يعلّق المستقبل السوري في لبنان.. أثبت ان رأس المال جبان في الاعمال لكنه نشيط في السياسة وصاحب «فهلوة».. * * * * لبنان بين حالة اللاحرب واللاسلم.. السنة تصارع.. الشيعة «أمل» تناكف.. حزب الله في السرّ وتتحالف معه.. في العلن.. حرب باردة بين «14 آذار» و«8 آذار».. النظام السياسي.. نظريا برلماني ميدانيا.. طائفي.. الكعكة بألوان جميع الأطياف والقسمة.. ضيزى بحسب التحالفات الاقليمية.. ادرك الحريري.. مبكّرا.. ان تشكيل الوحدة الوطنية اهم من تشكيل الحكومة وان وحدة البلاد.. قبل وحدة الطوائف لكنه استوعب.. مبكرا ايضا.. ان رئاسة البرلمان «وقف برّي» لا يجوز التفويت فيه لمن هو خارج (حركة أمل).. * * * * في لبنان.. الطوائف هي الصوت الأعلى.. الرئيس من الطائفة المسيحية.. ورئيس الحكومة من الطائفة السنية.. بالتقادم.. ورئيس البرلمان.. من الطائفة الشيعية.. المشكل طائفي.. والحل طائفي.. والتدخل الأجنبي ينتهي الى دستور من الطائف.. والجميع يتحدث عن لبنان عصري بعقل.. طائفي.. * * * * امام «سعد» برنامج ألغام مطالب بتفكيكها.. إيران هي البعبع.. وهي المروّض «للشبل» الداخلي.. سوريا هي المشكل.. وهي جزء من الحلّ.. سلاح المقاومة غير مرغوب فيه.. ولكنه ضروري.. الشيعة جزء من الوطن.. لكنها معطلة لمن يحكم الوطن.. المؤسسات مرغوب فيها.. ومطعون في أدوارها.. الحوار أعلى من الحكومة وأعلى من البرلمان وهو المطلب.. والمعطّل.. الطائفية.. قوة اذا ما توحدت أزمة اذا ما تفرقت.. وتصارعت.. * * * * الثلث المعطّل.. لعبة لبنانية صميمة استخدمته المعارضة لتعطيل من يحكم.. وترفضه «الفرقة» الحاكمة لان الحكم بثلث معطل كمن يحكم مع «تأجيل التنفيذ».. والحريري يرغب في أن يحكم.. ويشرّع.. وينفذ..