تونس الصباح : قال عنها الناقد والموسيقي الفرنسي دانيال قون : «يكفي أن تستمع إلى إحدى اسطواناتها لتفهم كيف تعلق الناس بشغف بها... إنها تملك كافة الصّفات اللازمة لمغنّ عربي من صوت مستميل وإيقاع ورنّة كاملة وسيطرة تامة على الأوزان موفّرةً أسلوب غناء متنوع، إبداع لا نهاية له وشخصية رائعة. لا يمكن مقارنة... بأي مغن معاصر فهي تتفوق عليهم كلهم...» كان ذلك إثر حضوره حفلها بقاعة الأولمبيا بباريس منذ سنوات طويلة... ووصفها في ذات السّهرة الفنان الكبير شارل أزنافور بأنها صوت وجدان الإنسان العربي... في أجلّ مظاهره وأبهاها... صوت أخلص للفنّ العربي.. بصدق متناهٍ يحق للإنسانيّة أن تفخر بصوت في حجم وقوّة وصفاء وردة الجزائرية... بعد حوالي العشرين سنة ستكون الفنانة وردة الجزائرية إحدى نجمات الدورة الخامسة والأربعين لمهرجان قرطاج الدولي لتغني على ركحه وتشدو لجمهوره بأحلى وأروع أغانيها التي جعلت منها إحدى رائدات الأغنية في العالم العربي. وردة الجزائرية أو كما يحلو للجزائريين تسميتها «وردة الجزائر» تثير وتشع دائما سعادة وفرحا عند محبّيها ومعجبيها في العالم عبر فنّها وموهبتها وصوتها الآسر. وردة البالغة من العمر اليوم 69 عامًا تتوفر على أكثر من 300 أغنية مختارة بدقّة وعناية، مضمونا وألحانا وأشعارا... السيّدة وردة نلتقي على صفحات جريدة الصباح بعد تأكيد حضورك لفعاليات مهرجان قرطاج الدولي ؟ - أنا في قمّة السّعادة... وإني أشكر بحرارة وزارة الثقافة التونسية التي منحتني هذه الفرصة الهامة في مسيرتي الغنائية لأجدد العهد مع الجمهور التونسي الذي تربطني به وشائج حب ومودة. متى كانت آخر زيارة لتونس ؟ - أذكر أن آخر زيارة لي كانت في تسعينات القرن الماضي أي منذ حوالي العشرين سنة حيث كانت لي مشاركة في ال «تيليطون».. يومها أكرمني سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي بأعلى وسام للجمهورية، وسام شرف أفتخر به إلى الآن. وانتظرت صيف 2009 لزيارة تونس بعد هذه االسنوات ؟ - هي الظروف التي أملت هذا الغياب لكن يقيني أن الجمهور التونسي يحب وردة ويعشق ويحفظ أغانيها... هل لك استعدادات خاصة لقرطاج ؟ - سأقدم في الحفل أحلى الأغاني التي يعشقها ويحبها الجمهور التونسي. لا وجود لإنتاج خاص ؟ - إني أعمل حاليا على إعداد مجموعة من الأغاني الجديدة مع شركة «روتانا» التي يربطني بها عقد لإنتاج شريط وحيد... وهنا لابدّ من التأكيد أنه خلافا لما تمّ تداوله فإن شركة «روتانا» لا علاقة لها البتة بحفلي في مهرجان قرطاج. هذا يعني أنك لن تقدمي جديدك في قرطاج ؟ - إلتزاما بالعقد الذي يربطني بشركة «روتانا» فلا يمكن لي تقديم جديدي... موعد حلولك بتونس ؟ - سيكون ذلك يوم 25 جويلية، ليكون اللقاء المنتظر يوم 28 جويلية. إني على أحر من الجمر في انتظار هذا الموعد.. شوق كبير يهزّني إلى تونس الحبيبة.. قلبي يخفق شوقا لتونس الخضراء ولجمهورها العزيز على قلبي. والحديث عن تونس يعني الحديث عن ذكريات جميلة وطرب أصيل ومتعة فنية راقية وحب خالد لا ينتهي.. أحب تونس فهي أرض الأمن والسّلام والعطاء بلا حدود. إني أعشق تونس وناسها وخضرتها، وقرطاج هي الحضارة والتاريخ. وحسب ما توفر لي من معلومات فإن شارل أزنافور سيكون أحد المشاركين في المهرجان إذ تربطني بهذا الفنان العالمي علاقة مودّة فنية وأذكر أنه قدمني منذ سنوات في حفلي بالأولمبيا... ولا أدري إن كان سيكون في تونس يوم حفلي. إنني حاليا أستعد للسّفر إلى الجزائر الثلاثاء 30 جوان (اليوم) لإحياء حفلين على أرض المليون شهيد يومي 5 و6 جويلية 2009 إثر ذلك سأعود إلى القاهرة لأركن إلى الراحة استعدادًا للقاء المنتظر والذي أتحرّق له شوقا في تونس بإذن اللّه يوم 28 جويلية القادم.