نجحت فرقة الابحاث والتفتيش للحرس الوطني بالمهدية مؤخرا في القبض على مشبوه فيه بالتحيل كان يدّعي أنه قادر على توفير تأشيرات سفر الى احدى الدول الخليجية مقابل مبالغ مالية هامة تسلمها ممن كانوا يمنون النفس بالهجرة. جاء في ملفّ هذه القضية أن شابا في الخامسة والعشرين من عمره مقيم باحدى مناطق المهدية عاد الى أرض الوطن في الآونة الأخيرة ليستقر نهائيا بموطنه بعد اقامة قصيرة باحدى الدول الخليجية، وقد فكّر هذا الشاب في استثمار رحلته فروّج بين اصدقائه أنه قد ربط علاقات وطيدة ببعض الأثرياء وأصحاب المصانع من رجال الاعمال بالدولة الخليجية التي كان يعمل فيها وأنه قادر بفضل هذه العلاقات على توفير تأشيرات سفر الى هذه الدولة لكل راغب في العمل بها. سرى الخبر بسرعة بين بعض الشبان الراغبين في الهجرة فاتصلوا بالشاب يستفسرونه عن حقيقة الامر فأكد لهم انه قادر على التوسط عند معارفه في الدولة الخليجية التي كان يعمل بها ليسهلوا له الحصول على تأشيرات السفر بحكم امتلاكهم لشركات تتوسط في منح عقود عمل لكل من يرغب في ذلك. بدا الشاب حريصا على اقناع كل من اتصل به بصدق مزاعمه فكان يصف لهم أجواء العمل في تلك الدولة الخليجية ويمنيهم بأموال طائلة سيكسبونها في مدّة قصيرة ويحدثهم عن علاقاته المتعددة وأصدقائه من ذوي النفوذ والثروة، فسال لعاب كثير من الشبان الذين طلبوا منه التوسط للحصول على التأشيرة. طلب الشاب من كل راغب في الحصول على التأشيرة توفير مبلغ مالي قدره 2000 دينار مع بعض الوثائق الادارية المختلفة... واشترط الحصول على مبلغ 500 دينار تسبقة اولى في انتظار اتمام الاجراءات، فاستجاب لطلبه عدد كبير من الشبان الذين قدموا له ما أراد وظلوا ينتظرون التأشيرة المزعومة بفارغ الصبر. تململ ومماطلة... انقضت أشهر على تسلم الشاب للمبالغ المالية والوثائق الادارية من الراغبين في الحصول على التأشيرة دون أن يفي بوعوده، فاتصلوا به أكثر من مرة فكان يماطلهم ويختلق أعذارا واهية... ولم يقف الامر به عند هذا الحدّ بل طالبهم بتسديد بقية المال مدعيا أن أصدقاء في الخارج قد أوشكوا على إتمام الاجراءات فانصاع لامره المتضررون ومكنوه من مبالغ مالية متفاوتة على أمل ان يحصلوا على مبتغاهم في أقرب الآجال، لكن أخباره انقطعت فجأة فبحثوا عنه في كل مكان الا أنهم لم يعثروا له على أثر، عندها أحسّوا بأنهم قد وقعوا ضحية التحيل فتوجهوا الى مركز الحرس حيث رووا على أعوانه تفاصيل ما وقع لهم وعلى ضوء ما قدموه من أوصاف المشتكى به اجتهد اعوان فرقة الابحاث والتفتيش للحرس في البحث عنه حتى تمكنوا من الوصول اليه فألقوا عليه القبض قبل ان يلوذ بالفرار، وبالتحري معه اعترف بتحيله على قرابة عشرين شابا أوهمهم بقدرته على التوسط في الحصول على تأشيرة سفر مقابل مبالغ مالية هامة كما اعترف بأنه لا يملك أي علاقات أو صداقات في الخارج، فتمت احالته على التحقيق في انتظار محاكمته.