بات من شبه المؤكّد أنّ فراش الإعلام المرئي التونسي سيزدان بما لا يقلّ عن مولود آخر خلال المدة القادمة بما يعني أن المشاهد التونسي سيكون أمام خمسة اختيارات كحد أدنى، لكل اختيار منها قائمة أطباق هدفها شدّ المتفرج مهما كان الثمن. وفي هذا الزخم المنتظر الذي تضاف إليه تخمة الفضائيات العربية وتخمة ما توفره القرصنة البرابولية يبقى السؤال مطروحا حول مصير قناتنا الوطنية التي تشاركها في الصفة بقية القنوات التونسية وتسدد وحدها فاتورة الوطنية... ففي الشوط الأول من «معركة» المنافسة فقدت قناتنا الكثير من الريش، وكان لزاما أن تستعين بقوى خارجية لتكسب الشوط الثاني ولا تزال الأشواط القادمة موضع استفهام خصوصا أن أصدقاء الأمس سيصبحون منافسي الغد وما أخطر الإصابة بنيران صديقة؟ نظريا فإن للتلفزة الوطنية كل مقوّمات النجاح، فهي تتميز بكون لها بناية حديثة وتجهيزات عصرية وإمكانيات ضخمة وكفاءات عالية، وقد كانت ولا تزال المصدّر الأول للمبدعين في شتى مجالات العمل التليفزيوني لعدد من القنوات التونسية والعربية لكنها اختارت دوما أن تصوم كامل السنة عن الإنتاج الذي يشدّ المتفرّج لتتخمه في رمضان على خلفية محدودية الإمكانيات. عمليا يسعى المشرّع لوضع كل الأطر الملائمة لدخول المرحلة القادمة بحظوظ متساوية من خلال وضع الأسس العلمية لاحتساب نسبة الإقبال على المشاهدة وتطوير تقنيات البث الأرضي باعتماد التقنية الرقمية... يأتي كل ذلك بعد إعادة الهيكلة التي شملت مؤسسة الإذاعة والتلفزة والتي أمّن تفريعها ليونة أكثر في التصرّف. إذا كل شيء توفّر لتحقق التلفزة الوطنية إقلاعها: إطارات كفأة... تجهيزات متطورة... مقر جديد وعصري... دعم من الدولة... عزيمة صادقة من سلطة الإشراف للنهوض بالقطاع... فقط تبقّى أن يُترك العنان للكفاءات كي تستنبط وتجسّم بعيدا عن الضغوطات المألوفة والحسابات الضيّقة... بعيدا عن التوصيات والمهاتفات والتدخلات وستتأكدون أنها الأفضل بلا منازع. حافظ الغريبي للتعليق على هذا الموضوع: