تونس - الصّباح: المتهمة في هذه القضية امرأة تجاوزت الستين من عمرها هي أستاذة جامعية في اللغات متقاعدة من متساكني المرسى. أما التهم التي وجهت لها فتتعلق بتوزيع وعرض نشرات أجنبية المصدر على العموم والتي من شأنها أن تعكر الصفو العام. وأما منطلق الأبحاث فهو خبر زائف نشر على شبكة الأنترنات وفي عديد المواقع وخاصة على موقع «الفايس بوك» الشهير، وجاء فيه أنه يوم 30 أفريل 2009 حدثت عملية اختطاف 5 أطفال من محضنة بالحي الأولمبي قام بها مجموعة من الأشخاص الملثمين والذين يعملون لحساب شبكة تتاجر في الأعضاء البشرية. وأدى نشر الخبر المذكور الى ادخال حالة من الهلع والقلق لدى المواطنين وخاصة الأولياء، وبناء على الخبر «الإشاعة» وقع الاذن من قبل السلطات المختصة بفتح بحث تحقيقي للوصول الى مروّج «الاشاعة». وعند اجراء جملة من التحريات تبين أن أستاذة جامعية مسنة تقف وراء الخبر، وكشفت الأبحاث الأمنية أنها تبنت الخبر (الاشاعة) من نشرة أجنبية ونشرته على بريدها الالكتروني بموقع «الفايس بوك» ثم ارسلته عبر ارساليات الكترونية الى مواقع أخرى مما جعل الاشاعة تنتشر بسرعة فائقة. وعندما أحيلت المتهمة على الدائرة الجناحية الثامنة بابتدائية تونس قالت انها تلقت الخبر من امرأة تقيم بفرنسا فأرسلته الى أصدقائها ومعارفها «مثلما ترسل الزهور والأشعار التي ترد على بريدها» وعبرت عن حسن نواياها وقالت أنها لم تكن تتوقع أن يحدث هذا الخبر حالة من القلق والبلبلة في البلاد وأما محامو الدفاع فطلبوا الحكم بعدم سماع الدعوى في حق المتهمة لأنها تصرفت بعفوية، كما رأوا انه كان من الضروري سماع اقوال المرأة التي ارسلت للمتهمة الخبر. واثر المفاوضة القانونية قضت المحكمة بسجنها لمدة 8 أشهر.