في تصريح غير مسبوق وخطير في نفس الوقت أكد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لاحدى القنوات التلفزيونية الأمريكية، بأن إسرائيل دولة ذات سيادة ولها الحق في تقرير ما هو صالح لها في التعاطي مع الملف النووي الإيراني سواء وافقت الولاياتالمتحدة أم لا... هذا التصريح عد من قبل المحللين والمهتمين بالشأن الإيراني بمثابة الضوء الأخضر من البيت الأبيض لحليفتها تل أبيب لضرب منشآت طهران النووية. وبالرغم من أن تصريحات بايدن تأتي على النقيض مما أعلنه باراك أوباما بشأن تشبث بلاده بسياسة الحوار مع إيران - رغم الاضطرابات الأخيرة - إلا أن تصريحا من هذا القبيل يعد خطوة ربما من سيناريوهات طبخت بين الحليفتين وهي في نهايتها تنتظر فقط توقيت التنفيذ بما يفتح أبواب المنطقة على أكثر من احتمال، والأكيد أن الأسوأ فيها هو قيام الدولة العبرية بخطوة عسكرية تجر المنطقة برمتها إلى بؤرة توتر كبرى يصعب ردمها ويعسر التنبؤ بما ستؤول إليه المنطقة. تصريحات بايدن وإن نأت بواشنطن عن أي عمل ربما تقدم عليه تل أبيب في قادم الأيام تجاه طهران، إلا أنها في الواقع تعطي لإسرائيل كامل الحرية وتمضي لها صكا على بياض لتتصرف مثل ما يحلو لها، وهو حياد في الواقع غير محايد، بل يعكس حقيقة مفادها أن الحليفتين متفقتان تماما على ضرورة تحجيم القدرات النووية الإيرانية.. بقي فقط التوقيت والطريقة وكيفية التنفيذ. كلام بايدن بأن أمريكا لا تملي سياساتها على إسرائيل «فهي دولة لها حق سيادي»، ما هو في الواقع إلا تأكيد على حجم الاصرار الاسرائيلي على ضرب إيران وهو ما أكده رئيس حكومتها ناتنياهو في مارس الماضي من أن بلاده لن تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي باعتبارها دولة - حسب تل أبيب - تهدد السلم والأمن الدوليين، ووصل هذا التحريض الى حد اتهام واشنطن بالتساهل في التعاطي مع الملفين النوويين الكوري الشمالي والإيراني. ورغم تحذيرات قائد هيئة أركان الجيوش الأمريكية المشتركة الأميرال مايكل مولن من التداعيات الخطيرة لأي هجوم عسكري على إيران، إلا أن كل الخطوات والتحركات الإسرائيلية تزيد من احتمال قيامها بعمل عسكري ضد طهران وهي خطوة ستكون لها دون شك انعكاسات سلبية على المنطقة بأسرها نظرا لحجم طهران وقدراتها التسليحية وطبيعة المنطقة التي لم تعد تحتمل توترا جديدا. فهل ستقدم إسرائيل على مغامرة من هذا القبيل رغم تحذيرات إيران التي أكدت أكثر من مرّة بأن ردها سيكون حاسما؟