فتح تحقيق في الغرض ووالد الضحيّة يتّهم من كان وراءالإهمال الأسبوعي - القسم القضائي خيّم خلال الأسبوع الفارط الحزن على الأهالي بمدينة الشابة إثر الحادثة الأليمة التي سجّلت أثناء حفل زفاف أحد أبناء الجهة وراحت ضحيتها طفلة تجاوزت ربيعها الثالث بشهر واحد تدعى زهور. الألم تقرؤه في أعين أقارب البنية.. والوجع تلاحظه في نظرة الأب «توفيق» الذي شاءت له الأقدار التعاقد مع الفراق إذ سبق للأب الشاب أن فقد زوجته قبل نحو خمسة أعوام مخلفة له طفلتين في أمس الحاجة للرعاية وبعد هذه المدة اختطف الموت ابنته من الزيجة الثانية بطريقة مؤلمة للغاية. تساؤلات فقبل لحظات كانت زهور تلهو سعيدة بطفولتها.. ترقص على إيقاعات الموسيقى وتمعن النظر الى أعضاء الفرقة الموسيقية التي أحيت الحفل الذي حضرته رفقة أسرتها.. قبل أن «تقترب» ببراءة من المنصّة التي تشهد العرض لتتابع عن قرب عملية العزف فجأة أطلقت صيحة تناهت الى مسامع الجميع.. أردفت بصيحات أطلقتها جدّتها.. لقد وقع المكروه.. فسارع الجميع بنقل البنية الى القسم الاستعجالي بالمستشفى المحلي بالشابة غير أنها سرعان ما فارقت الحياة مخلّفة اللوعة وموجة من التساؤلات.. كيف ماتت هذه الملاك؟ من يتحمّل مسؤولية وفاتها التي صدمت الجميع؟ هل الحادثة ناجمة عن إهمال؟ مكالمة «صاعقة» والد الطفلة الذي ألتقينا به ساعات قبل مواراة جثمان فلذة كبده الثرى حدّثنا عن أطوار الواقعة بعبارات متقطعة فقال: «آش باش انقلكم وآش باش نحكيلكم.. بنيتي مشات ضحية الإهمال والتسيب..» وأضاف: «في تلك الليلة اصطحبت زهور ووالدتها وشقيقتها وجدّتها الى حفل زفاف أحد الأصدقاء وبعد فترة اصطحبتهم الى حفل «حنة» آخر وتركتهم هناك لقضاء بعض الوقت قبل أن أعود لاصطحابهم الى البيت ولكن فجأة تلقيت مكالمة هاتفية يعلمني فيها أحد معارفي بتعرض طفلتي لمكروه فسارعت بالتحول الى المستشفى حيث فوجئت بتجمع عشرات الأهالي أمام القسم الاستعجالي قبل ان يتم إعلامي بوفاة ابنتي». أطوار الواقعة وكشفت المعطيات التي تحصلنا عليها أن «زهور» اقتربت من ركح الفرقة الموسيقية وما أن لامست إحدى يديها المنصّة المحاطة بقطع حديدية حتى صعقها التيار الكهربائي.. حينها تفطنت جدّتها للواقعة فحاولت إنقاذ حفيدتها ولكن التيار جذبها أيضا ولولا تدخّل أحد الشبان لأصيبت الجدة أيضا بصعقة قاتلة وفي هذا الإطار يقول محدثنا: «لقد علمنا أن سلكا كهربائيا ترك عاريا وصادف أن لامس حديد المنصة وباعتبار الحديد جسم ناقل فقد أصيبت فلذة كبدي بصعقة كهربائية أدت الى وفاتها وأحمّل مسؤولية وفاتها لمن ترك السلك مهملا وهو ما سيكشف عنه أعوان الأمن». تحذير ولكن.. هنا أفادنا صهر العائلة ويدعى ناصر بأن أحد الحاضرين «أصيب قبل فترة زمنية من الواقعة الأليمة بصعقة كهربائية «خفيفة» وأشعر بعض الأشخاص بوجود «ماس كهربائي» في المنصة ولكن تحذيره لم يؤخذ بعين الاعتبار وتم تجاهله حتى حصل ما لم يكن في الحسبان وتوفيت ملاك وهي تلهو بكل عفوية بالقرب من المنصة». فتح تحقيق يذكر أن أعوان مركز الأمن الوطني بالشابة تعهدوا بالبحث في ملابسات الواقعة بإذن من السلط القضائية بالمهدية بعد معاينة الجثة وفحصها من قبل الطبيب الشرعي بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير ومن المنتظر أن يستمع المحققون لوالد المأسوف عليها وشهود عيان الى جانب المكلّف بالشبكة الكهربائية للحفل لتحديد المسؤوليات في وفاة زهور.. الطفلة التي راحت ضحية للإهمال. صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: