تونس الصباح شكلت منظومة الانتصاب للحساب الخاص منفذا وحلا يلتجئ إليه الشباب من حاملي الشهادات العليا خلال الأعوام القليلة الماضية ويتواصل إلى اليوم بنسب متفاوتة بعضهم يختاره حلا للخروج من دوامة البطالة والاحتياج وبعضهم يندفعون إليه لتحقيق أحلامهم الكبيرة والتي عادة ما تتعلق بحياة رجال الأعمال وما تعنيه من رفاه واستقرار مادي خاصة ان التشجيعات والدعم والإحاطة التي توفرها الدولة عن طريق بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة وغيره من المؤسسات المالية الأخرى من شانه أن يكون دافعا لتعزيز هذه المبادرات الشبابية وتغيير العقليات خاصة وقد صادق البنك إلى حد جوان الفارط على تمويل 767 مشروعا صغيرا ومتوسطا بكلفة استثمار تقدر ب 592 مليون دينار منها 163 مليون دينار قروضا وفرها البنك مع الترفيع في مستوى حجم المشاريع القابلة للتمويل من قبل البنك بمفرده من 200 ألف دينار إلى 300 ألف دينار مما من شانه أن يعطي دفعا لبعث المشاريع. هذا ما دفع بأمين الشابي المتحصل على الماجستير في الاقتصاد والتصرف إلى التفكير في بعث مشروع خاص يتمثل في مراجعة الحسابات الإدارية وتقديم الاستشارات الاقتصادية بالإضافة إلى بيع مستلزمات الهواتف الجوالة وصيانتها وهو الآن بصدد إعداد دراسة الجدوى للمشروع وتقديمها إلى بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة بعد أن شجعته عائلته وبعض الأصدقاء على خوض هذه التجربة التي قد تساهم في فرض نقلة نوعية في حياته والتعويل على الذات بدل التواكل والالتجاء إلى الوالدين لتغطية نفقاته الذاتية وكان منذ طفولته يحلم بعالم المال والأعمال ويسعى إلى تحقيق هذا الحلم من خلال الدراسة المستمرة والإصرار على النجاح والتميز كان هاجسه الرقي وتحقيق الذات وعدم التعويل على الآخر في زمن بات العمل فيه سيد المواقف ويرى أن مسؤوليته تجاه عائلته تتمثل في نجاحه وتقديم الأفضل والأحسن عبر مشروع يتطور شيئا فشيئا خاصة أن اغلب المشاريع الناجحة في عالم المال والأعمال انطلقت بفكرة بسيطة ومؤسسة صغيرة وأصبحت فيما بعد سلسلة من المؤسسات ويقول انه سيلتجئ إلى البنك للاستفادة مما يقدمه من خدمات وما يوفره من تمويلات. الاختصاص العلمي لا يعيق التوجه العملي على عكس ما أكده أمين تقول سنية الكشو المتحصلة على شهادة تقني سام في التكنولوجيا الغذائية والتي تسير شركة صغيرة لبيع الحواسيب وآلات الطباعة تقول أن الحاجة إلى العمل دفعتها إلى التفكير في بعث مشروع خاص حتى وان كان هذا المشروع يتنافى مع توجهاتها واختصاصها العلمي تقول لقد طرقت كل أبواب الإدارات والمؤسسات واجتزت عشرات الاختبارات والمناظرات ولم أتحصل على عمل أو وظيفة وفي النهاية التجأت إلى العمل في شركة مزودة للحواسيب وآلات الطباعة وتمكنت من معرفة هذا المجال جيدا وأصبحت أجيد التعامل مع الحرفاء في هذه التقنية التي كانت بعيدة كل البعد عن اختصاصي العلمي ثم اقترح علي صاحب الشركة أن ابعث مشروع في نفس الإطار لخدمة ما بعد البيع وفعلا تمكنت من ذلك وشيئا فشيئا ازدادت الطلبات الشيء الذي دفع بي إلى البحث عن محل اكبر لتطوير هذه المؤسسة الصغيرة وقد ساعدني صاحب الشركة التي انطلقت منها على بعث هذا المشروع خاصة ان والدي متقاعد وفي حاجة ماسة إلى من يعيله ماديا وتمكنت من تحقيق جزء من أحلام عائلتي المتواضعة وقد وجدت ضالتي في العمل الذي ضاعف ثقتي بنفسي وبالآخر وبعد أن تطورت تجربتي العملية ونضج تفكيري المهني أصبحت احلم بالتوسع وبعث نواة أخرى لهذا المشروع ولم لا إقحام مجموعة من حاملي الشهادات العليا ومساعدتهم على تخطي عقبة البطالة والاحتياج فتونس تزخر بالطاقات الواعدة ويجب الاستفادة منها ومساعدتها على الانطلاق نحو الأفضل. عبد الرحمان متحصل على الأستاذية في التاريخ صاحب محل لبيع الأقمشة يقول لقد تعبت كثيرا من البحث عن عمل يناسب مؤهلاتي العلمية خاصة أن اختصاصي صعب الإدماج والتجأت إلى هذا الحل البديل لتذليل الصعاب المالية التي تواجه أسرتي وفيرة العدد خاصة ان اغلب أفرادها مازالوا يزاولون تعليمهم بالمدارس الابتدائية والثانوية ووالدي عامل بسيط في مؤسسة خاصة وقد اقتحمت مجال تجارة الأقمشة بتشجيع من احد الأصدقاء حيث دخلت في الفترة الأولى هذا المجال كمجرد بائع بإحدى محلات والده وبعدها توطدت علاقاتي بالمزودين وبقية التجار وساهم ذلك في تعميق معرفتي بالمجال وتوفير فرصة اكبر لاستثمار خبرتي وفتح محل وقد ساعدني ماديا بعض المزودين ممن وفروا للمحل الطلبات والمواد الأولية بتسهيلات في الدفع كبيرة وانا فخور بهذه التجربة ولن التجئ إلى الوظيفة العمومية إطلاقا ولو منحوني أعلى الرواتب. ومن جهتها تقول السيدة ل الساسي متحصلة على قرض من البنك التونسي للتضامن قيمته 8 آلاف دينار منذ سنة 2003 وذلك من اجل بعث شركة للإنتاج السمعي البصري والتوزيع ولم يكتف دور البنك في التمويل المالي فحسب بل أيضا في المتابعة والدعم والإحاطة وتقول أن هذا المشروع فتح أمامها أبواب النشاط والتميز وربط علاقات هامة مع العديد من المؤسسات وهي تفكر في توسيع نشاطها بالبحث عن أسواق خارجية تستثمر من خلالها إمكانياتها العملية خاصة ان هذا المجال هو ضمن تخصصها فهي حاملة لشهادة عليا في الاتصال تقول لقد وجدت السبيل إلى حياة من خلال هذا المشروع الذي يمثل بالنسبة لي حلا أفضل للخروج من البطالة والتمتع بامتيازات التي تمنحها البنوك المتوفرة في البلاد.