تونس - الاسبوعي: قطاع النسيج هو أحد القطاعات الثلاثة الواعدة التي تم تشخيصها من قبل الدراسة الاستراتيجية حول آفاق الصناعة التونسية في غضون ...2016 إضافة للصناعات الغذائية والصناعات الالكترونية والميكانيكية.. وللتعرف على مشاغل القطاع نحاور اليوم المدير العام للمركز الفني للنسيج بإعتبار أن هذا المركز هو هيكل الدعم الذي وضع من قبل الدولة للإحاطة بالمهنة والمهنيين.. وضيفنا السيد نجيب القرافي متحصل على شهادة المرحلة الثالثة في العلوم الاقتصادية من كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بتونس ..وسبق له العمل بالمندوبية العامة للتنمية الجهوية بتونس مكلفا بالتنمية الجهوية.. كما عمل مختصا في تنمية مناطق الجنوب وملحقا بديوان وزير الدفاع مكلفا بالاعتناء بخلية متابعة المشاريع التنموية مثل رجيم معتوق وبالتنسيق في بقية المشاريع الاحيائية الموكلة للجيش.. وهو إطار مساهم في إحداث المركز الفني للنسيج بين 1992 و..2003 فضلا عن كونه خبيرا عالميا في مختلف الأوساط الدولية والجهات المانحة وخاصة منها الأمريكية والأوروبية منذ العام 2003 وحتى ..2006 وعمل في هذا المجال بالأردن وسوريا وحتى تونس وكان مجال تخصصه قطاع الملابس والنسيج.. ودعي في2006 للاشراف على دواليب المركز الفني للنسيج. نحو بعث مركز متوسطي للموضة بإشراف أشهر مصمّمي المتوسط القماش الذكي أحد أهم مقوّمات التطوّر المستقبلية لقطاع النسيج شعار «نبيع كل ما ننتج» ولّى ليحلّ محلّه شعار «لا ننتج إلا ما وقع بيعه» * سي نجيب، هل يمكن اعتبار قطاع النسيج قطاع الأزمات المتكررة؟ - لا بل هو قطاع مصدّر.. وككل القطاعات التصديرية المرتبطة بأحوال السوق العالمية.. يتأثر إيجابا أو سلبا مع كل المستجدات بهذه السوق.. * وما هي مخلفات الزلزال المالي الذي ضرب كذلك الأسواق المعنية بقطاع النسيج في تونس؟ - هذا الوضع جلب للقطاع العديد من الصعوبات.. ولكنه أيضا وفر العديد من الفرص التي سنعمل على إحكام استغلالها. * مثل ماذا؟ - الازمة المالية العالمية قلّصت من عدد الطلبيات الكبيرة المتجهة أكثر نحو آسيا.. نظرا لرفض تمويلها من قبل البنوك ولهاجس الخوف من حصول خسائر فادحة من ورائها للتجار التقليديين بأوروبا.. ماذا بقي إذن؟ الطلبيات الصغيرة، أعتقد أن ذلك من اختصاصنا ولا تزاحمنا فيه إلا بلدان أوروبا الشرقية.. وإثر انضمامها للاتحاد الاوروبي.. لم تبق لنا إلا مزاحمة المغرب وتركيا. وبالتالي فمن يتخذ قرارات أفضل في هذا الشأن.. سيربح المعركة في خاتمة المطاف. * وما نوع هذه القرارات المحتملة؟ - قرارات تشدّ أزر المهنيين وتسندهم لخوض غمار هذا الصنف من الصادرات... وقبل عدة أسابيع كان اللقاء مع وزيري الصناعة والتجارة.. وكاتبي الدولة للوزارتين وثلة من كبار المصدرين والمراكز المختصة. وتم التعرض خلاله لمختلف المشاكل المطروحة.. واتفق الحاضرون على أن المشكلة الأكبر تتمثل في انعدام السيولة.. ولذلك تم إصدار تعليمات للبنوك في هذا الاتجاه لتيسير المعاملات والتعامل بمرونة أكبر بخصوص ضخ الأموال للمهنيين.. * بصرف النظر عن الازمة المالية العالمية.. يبدو أن الاعر اف الاستهلاكية ذاتها قد تغيرت في الأسواق التقليدية! - لأن مسالك التوزيع والتزوّد تغيرت.. كان هنالك فصلان فقط في العام سابقا.. واليوم تغيّر كل شيء..ليشهد الفصل الواحد حوالي أربع تشكيلات أحيانا.. وصارت الموضة تهيمن على كل شيء.. وهي بدورها أي الموضة تهيمن عليها منافسة حادة.. وهو ما يجعل التجار بالأسواق التقليدية في حيرة من أمرهم.. ومجبرين على تغيير واجهات محلاتهم كل 15 يوم.. * ورغم ذلك فإن مؤشرات الاستهلاك قد تراجعت! - بطبيعة الحال هناك أزمة عالمية.. وهناك تراجع للقدرة الشرائية والرغبة في اقتناء منتوجات النسيج..ليصل التراجع أحيانا الى 12%.. ولكن من حسن حظ القطاع في تونس أن انعكاسات تلك الازمة كانت أخف وطأة وأقل حدّة بفضل الاجراءات التي أقدمت عليها بلادنا.. ولقد أثبت الصالون القطاعي الاخير الذي أنتظم بالمغرب في شهر أكتوبر 2008 هذا التراجع. * ولكنه يبقى دائما قطاعا واعدا - فعلا يظل هذا القطاع واعدا دوما.. فهو كان محميا باتفاق متعدد الألياف.. يفرض على منافسينا الآسيويين حصصا معينة في الاسواق الأوروبية.. ومنذ حلّ هذا الاتفاق صرنا نخضع لأحكام ومنطق المنافسة على غرار بقية المصدرين.. وأصبح هذا التفكيك نهائيا بحلول 2005 .. ولكن ما أردت الاشارة اليه هو أننا في تونس عملنا ومنذ 1999 على تحسيس أهل القطاع بأهمية الإجراء قبل الدخول فيه بسنوات ..وهناك دراسة استراتيجية تخللتها عدة مجالس وزارية أشرف عليها سيادة رئيس الجمهورية وحملت العديد من التوضيحات قصد التهيؤ للوضع الجديد.. وعلى كل حال فإن كل شيء في القطاع مرتبط بحجم النشاط ودرجة العمل والجهد المبذول.. وسيبقى هذا القطاع ما دام هناك بشر على وجه الأرض.. يلبسون ويتغطون ويجلسون على الأرائك ويستعملون الستائر حول الشبابيك والأبواب.. * وماذا يمكن أن نعرف حول الدراسة الاستراتيجية؟ - تونس خامس مزوّد للسوق الأوروبية ..رغم أن نصيبها من هذه السوق لا يتجاوز 5%.. ولهذا ينبغي مواصلة الجهود.. نعرف أنه لدينا العديد من المكاسب في هذا المجال.. ومنها تواجد ثماني مراكز قطاعية وخمسون مركزا متعدد الاختصاصات للنسيج.. ومدرسة للمهندسين و2 معاهد عليا وكذلك دراسات وبرامج استراتيجية.. ولكن لابد من مواصلة الجهود مثلما قلت في البداية.. لذلك طالب وزير الصناعة بتحسين هذه الدراسات ورسم خارطة طريق جديدة للقطاع. * علام تقوم هذه الدراسات في شكلها الجديد؟ - المواد الأولية التي يعتمد عليها المهنيون.. تتكون من الأقمشة.. والتكملة والخياطة.. وستهتم هذه الدراسات بدعم الجوانب المتصلة بالتكملة (الطباعة مثلا).. وستتزود مصانع الخياطة في المستقبل بحاجياتها في هذا المجال مباشرة من تونس بعد استكمال القطب الصناعي بالفجة ولن تلجأ للتوريد في هذا الصدد في قادم السنوات.. * وهل توجد خطة عمل واضحة ودقيقة للنهوض بقطاع حقق العديد من المكاسب؟ - الهدف من تحيين الدراسات هو وضع برنامج عمل وخطة لتنمية القطاع.. ونظرا لنقص التمويلات سوف ينتج عن هذه الدراسات برامج وأفكار مشاريع.. سنروّج لها ونعمل على إقناع شركائنا بجدواها. * هل بدأت ملامح هذه البرامج والأفكار تتبلور أمام أعينكم في المرحلة الحالية؟ - هناك الكثير من البرامج ومشاريع الأفكار في الوقت الحالي.. وهي لا تزال في طور المواد الخام في انتظار أن تتبلور أكثر فأكثر .. ومنها مطالبة بعض المهنيين بدعم المحروقات.. وإحداث صندوق خاص بالترويج لضبط استراتيجية متكاملة للتسويق ويتم تمويله من خلال تثقيل بعض المعاليم على شتى المعاملات بالقطاع.. وكذلك هناك تفكير وتوجه نحو إحداث مركز متوسطي للموضة.. يشع اقليميا ومتوسطيا.. ولديه رؤية أشمل وتتجاوز المحلية بإشراف أشهر مصممي المتوسط. * ما يلاحظ أن القطاع يستفيد كثيرا من تموقع تونس جغرافيا.. ألا توجد لديكم طموحات للذهاب الى ما أبعد من ذلك؟ - قبل التفكير في ذلك لابد من إحكام استغلال الموقع الجغرافي لبلادنا.. مع أن ذلك لا ينفي وجود نية لاقتحام السوق الأمريكية ودخولها بدفع من الحكومة التونسية. * وماذا عن التوجهات الاستهلاكية الجديدة في القطاع؟ - ثمة اتجاهات جديدة في قطاع النسيج.. ومن شأن ذلك أن يرسم آفاقا جديدة للقطاع.. ومن هذه التوجهات القماش الذكي.. فرياضة النخبة وحصد الأرقام القياسية النتائج الباهرة النجاحات مرتبط كذلك بالازياء ونوعيتها واذا أخذنا على سبيل المثال ميدان سباق السيارات.. نلاحظ أن بعض السيارات المشاركة في السباقات تنقلب وتحترق بكاملها ومع ذلك يخرج سائقها سليما معافى وكأنه لم يكن بداخلها.. والفضل في ذلك يعود طبعا لنوعية القماش الذي صنع منه زيه الرياضي.. خلاصة القول هو أن هذا الميدان ينبني على عدة مجالات النجاح وما قلته عن سباق السيارات يصح ايضا عن السباحة والعدو والتنس وغيرها..والجديد أيضا في هذا القطاع هو أن الرجال صاروا يواكبون الموضة عند التزود بمقتنياتهم من اللباس وهو أمر لم نكن نلاحظه في السابق وفق قاعدة «البس ما ستر» . * هل بامكاننا القول اليوم أنه لا يزال هنالك آفاق جديدة لتطور هذا القطاع رغم الكثير من المعوقات؟ - نحن ندرك أين نقف والى أين المسير.. وكذلك سلطة الإشراف وعلى رأسها وزير الصناعة.. وندرك كذلك تفاصيل المرحلة الحالية وما تتطلبه.. لقد كان شعارنا سابقا «نبيع كل ما ننتج» وصار الآن «لا ننتج الا ما وقع بيعه».. فالمرور من المناولة الى المشاركة في الانتاج ثم المرور مجددا الى تصنيع المنتوج كاملا.. يتطلب خبرة وكفاءة وإمكانيات مالية وسيولة كافية.. وللمرور من وضع انتاجي الى وضع جديد تتضاعف ميزانية المصنع الواحد أحيانا عشرة أو اثني عشرة ضعفا. * نعود الآن الى الحديث عن المركز الفني للنسيج ماذا يمكن أن نعرف عنه؟ - هو هيكل دعم وضع من قبل الدولة بالاتفاق مع المهنة قصد الإحاطة بمؤسسات قطاع النسيج والملابس ومساعدتها على تحسين قدرتها التنافسية لتمكينها من اكتساح الأسواق العالمية.. أحدث سنة 1991 ويضم ثلاثة ممثلين للإدارة و9 ممثلين للمهنة وينتمي رئيس مجلس إدارته للمهنة وهو ما يعكس الصبغة المهنية للمركز.. ويقدم هذا المركز 3 أصناف من الخدمات : خدمات لفائدة المنشآت وخدمات لفائدة المهنة وخدمات لفائدة الادارة. * وما هي أهم المصالح والأدوات التي تساعده في القيام بأدواره تلك؟ - فيما يخص التسويق هنالك بنك معلومات حول مؤسسات القطاع بمختلف أنشطتها.. وبنك معلومات حول التجارة الخارجية.. ومتابعة دائمة للمستجدات العالمية في ميدان صناعة النسيج والملابس.. ودراسات قطاعية وبحوث دول المنتوجات.. ومكتبة تضم مراجع ووثائق ومجلات متخصصة فنية وتجارية. . أما في مجال التعاون الدولي أي تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا ..هناك اتفاقيات شراكة بين المركز الفني للنسيج ونظرائه بكل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا والجزائر والاردن والسينغال.. كما توجد شراكة مع عديد المنظمات العالمية.. أما بخصوص التكوين والتجديد فيتم تنظيم تربصات خصوصية داخل وخارج المؤسسة في التنظيم والمناهج ومنوال الوقت وكلفة دقيقة العمل والتدرج والتعشيق.. ومصاحبة المؤسسة لضبط برنامج تكويني خاص بها لتحديد الحاجيات وإعداد البرامج وإنجاز عمليات التكوين وتقييم نتائج العمليات.. مع توفير التكوين التكميلي لفائدة حاملي الشهادات العليا. * وكيف يستجيب المركز لمختلف المؤسسات والمنشآت من حيث نوعية وسرعة تقديم الخدمة المرغوبة؟ - بعث المركز عدة أقاليم لتقريب خدماته من مختلف المنشآت والاستجابة الفورية لحاجياتها في القيام بدراسات التشخيص وتقارير الخبرة.. في مجالات التقييم والتشخيص الفني أي تقييم المعدات والآلات وتقييم مؤشرات النجاعة وكذلك التشخيص التجاري أي التموقع التجاري للمؤسسة داخل الأسواق.. والتشخيص المالي أي الوضع المالي للمؤسسة.. والتشخيص البيئي أي دراسة انعكاسات المشاريع الصناعية على البيئة.. هذا بالاضافة الى إعداد مخططات التأهيل وضبط خطة عمل لتحسين أداء المؤسسة.. وتركيز الآليات اللازمة لتحسين التنظيم وتطوير الإنتاجية.. فضلا عن إعداد مخطط عمل للحصول على شهادات المطابقة للمواصفات العالمية. * وهل يوجد بالمركز مختبرات معتمدة عالميا من قبل هياكل اعتماد وطنية وعالمية.. لتقديم الخدمات المطلوبة؟ - للمركز مخبر معتمد عالميا من قبل هياكل اعتماد وطنية وعالمية.. ويقدم هذا المخبر عدة خدمات لفائدة المنشآت والوزارات والهياكل الحكومية ومن بينها.. إجراء اختبارات المراقبة والتحاليل المختصة فحسب حاجيات المؤسسة وإعداد كراريس الشروط ومراقبة مدى مطابقة المشتريات لها.. وتحديد جودة مكونات منتوجات النسيج من الخيط الى المنتوج النهائي إضافة لاجراء البحوث في ميدان النسيج.. وإضافة لكل ذلك هناك قسم للابتكار والموضة يساعد المؤسسة على ابتكار نوعيات أو تشكيلات أزياء تتوافق وحاجيات السوق المستهدفة وتوجهات الموضة العالمية.. ويقدم خدمات الإبتكار والتصميم بالإعتماد على الحاسوب وإعداد الملفات الفنية وكراريس الشروط الخاصة بالأزياء.