تونس الصباح : لان عرفات لم يكن زعيما عاديا في شيء فان ما ارتبط بملابسات حياة وموت هذا الزعيم لا يمكن ان تمرفي هدوء ولا ان تترك كل متتبع للشان الفلسطيني على الحياد ولاشك ان التصريحات والتلميحات التي نقلت عن فاروق القدومي ابو اللطف في العاصمة الاردنية عمان نهاية الاسبوع المنقضي بشان ظروف وملابسات اغتيال الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وتورط قيادات فلسطينية مع اطراف اسرائيلية وامريكية معروفة في تلك العملية كان لها وقع القنبلة في النفوس ولعل ذلك ما يفسر تردد العديد من المسؤولين الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين اعتذروا واختاروا التريث قبل الادلاء باي موقف بشان تصريحات القدومي وقد اعتبراحد المسؤولين الفلسطينيين الذي خير عدم ذكر اسمه بانها "على درجة من الخطورة والحساسية بحيث لا يمكن الاستهانة بها قبل التاكد من الوثيقة التي كشف عنها ابو اللطف..." ولاشك انه عندما ترتبط مثل تلك التصريحات بشخصية تاريخية في حجم فاروق القدومي امين سر حركة فتح ورئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية رفيق الزعيم الراحل على مدى عقود فان الامر لا يمكن ان يمر في هدوء...صحيح ان القدومي كان معارضا لاتفاق اوسلو وكان حريصا على اظهار ذلك للعلن وصحيح ايضا ان علاقة القدومي بالقيادة الفلسطينية تشوبها الكثير من الخلافات ولكن الاكيد ان تصريحاته لا تخلو من الاثارة ولايمكن بالتالي تصنيفها في اطار تصفية الحسابات الشخصية...في هذا الاطار حاورت الصباح كل من السفير الفلسطيني سلمان الهرفي والمحلل السياسي طلال عوكل والمحلل الأردني حمادة فراعنة وسمير غوشة عضو الامين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني حول تداعيات وابعاد تلك التصريحات كما حول جدوى توقيتها واحتمالات تاثيرها على مؤتمر حركة فتح مطلع الشهر القادم