بعد إبداء مواقف صارمة ضدّ التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة يبدو أن الإدارة الأمريكية تراجعت عن ذلك وأصبحت على استعداد لإعادة النظر في مواقفها السابقة للتوصل إلى حل يرضي الإسرائيليين. وهذا التراجع يأتي في ظل توجّه أمريكي جديد بناء على محادثات جارية بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية وبعض الأطراف العربية المعنية تقوم إسرائيل على أساسها بخطوات بناء ثقة مع الفلسطينيين مما يجعل مسألة تجميد الاستيطان ثانوية ومهمّشة. ولكن بناء الثّقة المطلوبة يستدعي من الجانب الفلسطيني التعامل ب"إيجابية" مع سياسة ناتنياهو ومواقفه المعلنة من عديد الملفات الجوهرية وهو أمر يستعصي قبوله فلسطينيا على الأقل في المرحلة الراهنة نظرا لغياب هذه الثّقة في سياسة الحكومة الإسرائيلية ونهجها في التعاطي مع الاستيطان والمعتقلين وتهويد القدس والحصار الاقتصادي... واللاجئين. وبالتالي أصبحت مهمّة المبعوث الأمريكي إلى المنطقة في هذه المرحلة السعي إلى بناء هذه الثّقة بين الأطراف المتنازعة في انتظار بلورة خطوات سياسية أمريكية قد يعلن عنها قريبا.