وفي واقع الأمر «البوزة» التي أهدتها لحبيبها لم تكن إلا «بوزة» رمزية، لأن الحبيب المقصود ليس شخصا معينا وإنما جمهور «أمينة» الوافد بأعداد غفيرة، والذي ما فتئت ترميه بالقبلات منذ اطلالتها الأولى على الركح، إلى نهاية الحفل. إذن المفاجأة التي تحدث عنها مدير مهرجان المدينة في الندوة الصحفية للمهرجان، كانت «بوزة» بالفستق و«الحبّ» أعدتها أمينة فاخت بنفسها، لأصدقائها وللفرقة الموسيقية المصاحبة لها بقيادة الأستاذ «نبيل زمّيط» وللعاملين بالمسرح البلدي كذلك. وما جاء في تصريح «أمينة فاخت» على الركح ليس بغريب عنها، فهي تترك في كل حفل تحييه بصمة خاصة، ومادة صحفية مقصودة لكنها كعادتها أيضا لم تأت بالجديد على مستوى الأغاني. «الساحرة.. ما عندها والي» ولأن لمهرجان المدينة خصوصيته، فقد ارتأت الفنانة أمينة فاخت أن تنوّع في الأغاني التي أدتها فغنت لكوكب الشرق (أم كثلوم) «القلب يعشق كلّ جميل» وكوكتال من أغانيها الخالدة (أغاني أم كلثوم) بالاضافة إلى أغنية «ألف ليلة وليلة» كما غنّت «أنت مرادي». الأغاني الطربية في حفل الفنانة التونسية لم تقتصر على أغاني أم كثلوم، فقد اختارت أن تستهلّ حفلها بأغنية «ما عندي والي» للفنانة التونسية «نعمة»، وربما يكون اختيار هذه الأغنية مقصودا من حيث دلالة كلماتها. كما غنت أمينة فاخت رائعة «الساحرة» للمطربة التونسية الراحلة «علية». وبخصوص هاتين الأغنيتين، اختلفت الآراء بين شاكر لطريقة الأداء وبين مستاء، لكن في الواقع أمينة فاخت غنّت بروحها وبطريقتها الخاصة «ما عندي والي» و«الساحرة»، لكن عيبها الوحيد أنها لم تكن حافظة للأغاني حيث كانت تستعين بالورقة عند أدائها لهذه الأغاني، وهذا الموضوع إن توسع فيه القول طال وإن رمي بالقصد جاز. إلا أن أمينة وبطريقتها الخاصة أكدت أنها هي سلطان الركح تغني ما تريد ووقت ما تريد، فغنت «على اللّه» و«سلطان حبّك» كما غنت «أحبّك» وبعض الأغاني التي أدتها في حفلها الأخير بقرطاج. زياد غرسة حاضر وقد حضر حفل المطربة أمينة فاخت، الفنان زياد غرسة وهذا الحضور جعلنا كصحفيين نتوقع أن تكون المفاجأة المتحدث عنها الأغنية الجديدة للفنان زياد غرسة «حبّك كم معياره» التي عرفت نجاحا كبيرا في عرض «البيانو العربي» والتي لحنها الفنان سمير العقربي ملحّن أغنية «سلطان حبّك» التي لا تفوّت أمينة فاخت فرصة أدائها في كل حفل تحييه، لكن أمينة لم تؤدّ الأغنية الجديدة «حبّك كم معياره» وقد يكون ذلك اختيارا منها، إلا أن عدم أداء هذه الأغنية ردّه البعض إلى صعوبة حفظها السريع للأغاني في ظل استعانتها بالأوراق المكتوبة في حفلها الأخير بالمسرح البلدي بالعاصمة. عموما، أمينة فاخت تسلطنت في حفلها بمهرجان المدينة وأطربت جمهورها الغفير بأجمل الأغاني التونسية والعربية وكانت خفيفة ظل ب«تخمّرها» المعهود مع اللّحن والكلمة. جمالية في الأداء وقوة في الصوت، كادت تفسد متعة الاستماع لدى الجمهور المتعطش لهذا الصوت، لأن أمينة فاخت أطنبت في الغناء بلا مصدح، فحرمت بالتالي جمهورها من الاستمتاع بقوة صوتها، وهذه الطريقة في الأداء (من دون مصدح) تقول عنها أمينة إنها على الطريقة الصعيدية (الصعيد المصري). وسام المختار تونس «الشروق»: «اليوم أعددت «بوزة» بالحبّ.. بنينة.. وأهديتها إلى من أحبّ.. وهو موجود بينكم (الجمهور).. لكن لن أقول من هو لأترك المجال للصحافة.. نعم أنا أحبّ.. ما العيب في أن أعيش قصّة حبّ!..» هكذا صرحت الفنانة أمينة فاخت ليلة السبت الفارط في حفلها بالمسرح البلدي بالعاصمة، في إطار فعاليات الدورة 27 لمهرجان المدينةبتونس.