وحدة العراق في خطر وهي حقيقة قائمة لا تقبل التشكيك او التجاهل وكل المؤشرات القادمة من بلاد الرافدين تؤكد ان الازمة الراهنة بين الحكومة المركزية في بغداد وبين حكومة اقليم كردستان تتجه نحو مزيد التعقيدات والمخاطر التي قد لا تكون قابلة للتراجع قبل موعد الانتخابات العامة في الاقليم الكردستاني غدا. واذا كان سلاح الاحتلال والاجتياحات قد فشل حتى الان في اختراق وحدة الشعب العراقي وكسر ارادته رغم محنه المتكررة فقد بات واضحا اليوم ان الرهان على تقسيم وحدة العراق الترابية وتحقيق الخطوة التالية للاحتلال بات يعتمد سلاح الفتنة والصراع الطائفي باتجاه اشعال فتيل الحرب الاهلية بكل ما يمكن ان تعنيه من تداعيات امنية وسياسية واقتصادية خطيرة ... ولعله في تحذيرات الاممالمتحدة التي حرصت ولاول مرة على التحذير من احتمالات دخول المنطقة في حرب اهلية دموية وحث اكراد العراق على عدم المضي قدما في اجراء الاستفتاء بشان انفصال الاقليم الذي يتمتع بنوع من الحكم الذاتي والذي يجمع جزءا لا يستهان به من المدخرات النفطية للعراق ما يؤكد المخاوف بشان السيناريوهات المستقبلية التي يمكن ان تستهدف وحدة العراق الترابية وتؤدي الى تفكيكه.