عرضت دول غربية على السودان حزمة حوافز اقتصادية مغرية مقابل قبول «حزب المؤتمر الحاكم» بنتائج الاستفتاء والمشاركة فيه ب «طريقة ايجابية» فيما دخلت قوات من «الجيش الشعبي لتحرير السودان» منطقة «أبيي» المتنازع عليها في تطوّر عسكري مفاجئ من شأنه إشعال فتيل الحرب بين الشمال والجنوب. وأعلنت النرويج ان دولا غربية عرضت على السودان حوافز مالية من بينها رفع العقوبات الامريكية عليه وإعادة دمجه في البنك الدولي. الحاجة الى الحوافز وقال نائب وزير الخارجية النرويجي اسبن بارت ايده ان الدول الغربية تركّز بصفة خاصة على حاجة الشمال الملحة لهذه الحوافز المالية. وأضاف ان الحوافز قد تشمل مساعدات نرويجية للخرطوم على تخفيف عبء الديون الخارجية التي يتعدى حجمها 36 مليار دولار. وتمثل النرويج والولايات المتحدة وبريطانيا «الثلاثي الأساسي» الذي ساهم بشكل شبه كلي في التوصل الى «اتفاق أبوجا 2005». كما تقدّم النرويج وهي دولة رئيسية في انتاج النفط، المشورة لكل من الشمال والجنوب في ما يتعلق بالتعاون بخصوص انتاج السودان للنفط الذي يبلغ حوالي 500 ألف برميل يوميا. اختراق ل «أبيي» وفي سياق ذي صلة، أكد الناطق باسم القوات المسلحة السودانية المقدم الصوارمي خالد سعد ان قوة كبيرة من الجيش الشعبي الذي يسيطر على الجنوب دخلت بالدبابات وبالسيارات العسكرية «منطقة أبيي» المتنازع عليها بين الشمال والجنوب متهما إياها بالسعي الى تعطيل الاستفتاء. وأضاف ان القوة قوامها عشر دبابات و15 سيارة معتبرا ان الخطوة تمثل تطوّرا خطيرا قادرا على إشعال حرب جديدة في المنطقة برمتها. في المقابل، نفى رئيس حكومة منطقة «أبيي» دينق أروب كوال اتهامات «الشمال» وفق تعبيره زاعما ان الجيش السوداني هو الموجود داخل حدود «أبيي». وناشد كوال الأممالمتحدة الاطلاع على ما يحدث في المنطقة. يأتي هذا التطوّر الميداني في وقت دشن فيه من يوصف برئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت القصر الرئاسي في «جوبا» عاصمة الاقليم في خطوة جديدة نحو تقنين الانفصال وتكريسه. وقال نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار الى ان هذه المناسبة مهمة وعظيمة لاسيما وأنها تتزامن مع الاستفتاء على حق تقرير المصير. وأضاف ان الكثيرين يعملون ما يمكن ان تفضي اليه عملية الاستفتاء في إشارة الى الانفصال الذي بات وشيكا جدّا.