تونس الصباح: واكب الاعلام الجزائري الحضور الثقافي التونسي في هذا البلد المغاربي، فكان ان حظي مثلا المطرب صابر الرباعي باهتمام كبير من وسائل الاعلام باعتبار انه قد احيا حفلا فنيا بقصيف سيدي فرج ليلة امس. لعل من ابرز تجليات هذا الحضور المقال الذي صدر امس باحدى الصحف الناطقة بالفرنسية بامضاء روزا الشاوي حيث تناولت في مقالها ابرز المحطات الفنية في حياة الفنان التونسي واهم انجازاته في تونس والساحة الفنية العربية منوهة بجملة الخصال التي يتمتع بها واهلته ليحوز مركزا متقدما ضمن نجوم الاغنية العربية معتبرة ان ما حققه من نجاحات فنية في السنوات الاخيرة لم يكن بمحضى الصدفة مستدلة على حب الجماهير له بان اغلب حفلاته تلاقي اقبالا جماهيريا منقطع النظير. ولم يكن صابر الرباعي الاستثناء في الصحافة الجزائرية في المدة الاخيرة. اذ سجلت عديد الاسماء ومن ثمة اعمالها الفنية حضورها في الصحافة المكتوبة خاصة. كالسينمائي التونسي فاضل الجزيري الذي خصته صحيفة «الفجر» الجزائرية بحوار تحدث فيه عن تجربته السينمائية من خلال فيلم «ثلاثون» الذي شارك مؤخرا في مهرجان الفيلم العربي الذي انتظم بوهران وعرض خارج المسابقة الرسمية للمهرجان. وفي حديثه عن السينما التونسية قال الجزيري: «السينمائيون التونسيون مثل نظرائهم الجزائريين يعملون على التأسيس لمرحلة جدية وجديدة. وعن دوره في المشهد والواقع السينمائي انطلاقا من فيلم «ثلاثون» التونسي اضاف «انا اشتغل على اعادة الاعتبار لصناع التاريخ ورموز الثقافة التونسية لان السينما هي اقرب الوسائل الفنية لذهن المتلقي» وعن سؤال حول الفن والتاريخ اجاب الجزيري: انا اقدم فنا وابداعا ولا احتكم في ذلك الى الحقائق كما يفرضها علينا المؤرخون، لم اكن اصور بشكل توثيقي للمرحلة بقدر ما كنت اثير نقاشا فلسفيا لفهم المرحلة في سياقاتها الفكرية والسياسية» كما شارك في نفس المهرجان المخرج ابراهيم لطيف بفيلمه «شارع 7 نوفمبر» وتحصل على تنويه خاص من لجنة التحكيم. ومن الاسماء التونسية الاخرى التي كانت حاضرة في الاعلام الجزائري الفنانة الصاعدة «الشابة ريم» التي تغني الراي حيث اجرت معها «الجزائر نيوز» حوارا مطولا تحدثت فيه عن بداياتها الفنية وسبب اختيارها لموسيقى الراي واعترفت للصحيفة قائلة: «اعتبر نفسي جزءا من الموسيقى الجزائرية، تربطني علاقة غرام مع الراي الجزائري منذ كنت صغيرة اغني الراي الى حد ان العديد من التونسيين يعتقدون انني جزائرية خاصة اني اعيش في منطقة الشمال الغربي». مضيفة: «تأثرت بالكثير من الفنانين الجزائريين لكن ملك الراي الشاب خالد هو فناني المفضل» وقدمت نفس الصحيفة الفنانة التونسية باعتبارها مولعة بمختلف الاذواق والطبوع الموسيقية كالراي والموسيقى التونسيةوالجزائرية والشرقية والخليجية.. وحول طموحها المستقبلي في المجال اضافت: «اتمنى من اعماق قلبي.. ان اغني مع الشاب خالد» والامر لم يتوقف على هذه الاسماء بل كانت بعض الاعمال الفنية فضلا عن اسماء فنية اخرى محل تطارح في الاعلام الجزائري كالفنانة لطيفة العرفاوي والمسرحي منصف السويسي.. واذا كان الحضور الفني المغاربي في اعلام هذه البلدان عادة ما يرتبط بالمشاركة والحضور في المناسبات والتظاهرات الفنية التي تقام بهذه البلدان، فان الامل من الهياكل والاطراف المشرفة على الفعل والنشاط الثقافي فيها ومن ثمة المثقفين والفنانين هو العمل على تكثيف الحضور نظرا لما يلعبه من دور في التأسيس لقاعدة جماهيرية مغاربية هي ركيزة تكوين الهوية المغاربية.