اعتبر نواف الزرو القيادي والسجين المحرر الباحث بجريدة "الدستور" الاردنية انه ليس من المبالغة في شيء الاقرار بان الخلافات الفلسطينية الحاصلة تهدد مستقبل حركة "فتح" ونقل نواف الزرو موقف الشتات الفلسطيني من مؤتمر فتح. * ماهي السيناريوات المحتملة لمؤتمر فتح بين الداخل والخارج؟ وهل ينجح ابو مازن في احتواء التفجيرات ام ينجح القدومي في اسقاط الرؤوس...؟! الواضح ان مساحة الخلافات والتناقضات في داخل حركة "فتح" تتفاقم من يوم لاخر، ما يهدد ليس فقط مؤتمر فتح السادس المبرمج عقده في بيت لحم في الرابع من أوت الجاري (هذا ان حصل وعقد المؤتمر رغم منع حركة "حماس" لكوادر "فتح" في غزة من المغادرة لحضور المؤتمر)، وانما يهدد مستقبل الحركة التاريخية ان لم يعمل اقطابها على استدراك اوضاعهم في ربع الساعة الاخير المتبقي من حياة الحركة، وذلك ليس مبالغة او تهويلا، فقد عانت الحركة على مدى السنوات الماضية كما نعلم من حالة تشظ خطيرة، غير ان ما صعد الاوضاع الداخلية في فتح مؤخرا هي بالتاكيد تلك الوثيقة القنبلة التي اطلقها فاروق القدومي احد ابرز واهم اقطاب الحركة، والتي اتهم فيها الرئيس ابو مازن ومعه محمد دحلان بالتواطؤ مع الاسرائيليين في اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات..! الملموس ان الدنيا في فتح قامت ولم تقعد حتى الان، فبينما يسعى الرئيس ابو مازن الى احتواء تداعيات قنبلة القدومي عبر تمرير المؤتمر السادس لحركة "فتح" بصياغات وقرارات على قياساته التي اعدها سلفا وفقا لمصادر فتحاوية من الداخل، تعمل جهات فتحاوية مؤيدة للقدومي على احباط مخطط ابو مازن في السيطرة الاستراتيجية على حركة "فتح"، ويبدو ان الساحة الرئيسية لتحركات القدومي هي على مستوى الساحات الاردنية والسورية واللبنانية، حيث حرية الحركة متاحة له اكثر مما هي في الداخل الفلسطيني، ورغم وجود من يدعمه على مستوى الداخل الا ان طبيعة موازين القوى وهيمنة السلطة واجهزتها قد لا تسمح لمؤيديه بحرية الحركة والعمل كما يريدون...! * ولكن هناك ايضا تشكيك في الوثائق التي كشفها ابو اللطف؟ الاستشعار الوطني في الوعي الوطني الفلسطيني والفتحاوي يفيد ان معظم الفلسطينيين على قناعة راسخة بانه لم يكن لاسرائيل ان تغتال عرفات في مقاطعته لولا وجود تواطؤ من الداخل المقرب جدا في دائرته، وان لم تحدد اسماء بالتحديد، الا ان دائرة الشك تحوم الى حد كبير حول عدد من الاسماء المقربة جدا، والطبيعي كان ان تشكل فتح لجنة تحقيق للتحقيق في اغتيال عرفات، غير ان رفض ابومازن لهكذا خطوة عزز من الشكوك الفلسطينية في هذ الصدد، ما يمنح وثيقة القدومي مزيدا من المصداقية بغض النظر عن ظروف وتوقيت اعلانها الذي يرى عدد من المحللين انه جاء متأخرا جدا.. ويبدو ان الاسئلة الكبيرة المطروحة بقوة على الاجندة الفتحاوية في ضوء كل ذلك: الى اين تسير حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح...؟! وما الذي سيتمخض عنه مؤتمرها السادس...؟! - وهل سينجح الرئيس ابو مازن في احتواء التفجرات الداخلية ، ام سينجح القدومي من الخارج في تفجير المؤتمر واسقاط بعض الرؤوس الفتحاوية التي باتت في دائرة "التواطؤ والخيانة" من وجهة نظر القدومي ومن يؤيده...؟! * ثم ما موقف فلسطينيي الشتات مما يجري...؟ لا شك ان مستقبل الحركة بات صعبا وخطيرا وقد تصل الامور الى حد "اغتيال الحركة وانهائها تماما" عبر تشظيتها واضعافها وتفكيكها كما يسعى البعض وخاصة ياسر عبد ربه وسلام فياض كما تحدثت مصادر فتحاوية عديدة. وان تحققت وعود البعض من قيادات فتح الحريصة على بقائها فان المؤتمر السادس قد يعبر الازمة شكليا واعلاميا، بينما ستنتقل السيطرة الاستراتيجية عليها ربما الى اقطاب السلطة الذين يعملون على تفكيكها لصالح هيمنة السلطة الى الابد. اما عن موقف فلسطينيي الشتات في مخيمات اللجوء في الدول العربية ، فالاجماع الوطني الفلسطيني في الخارج وفقا للمجسات الوطنية هو بالتاكيد دائما الى جانب لملمة الاوضاع والاوراق الفلسطينية ان على مستوى فتح ووحدتها، ام على مستوى الفصائل الفلسطينية، الى جانب الحرص على الثوابت الوطنية الفلسطينية المتعلقة باسترداد الارض والحقوق المغتصبة، وما يجري في الداخل الفتحاوي بالتاكيد يشكل غصة حادة في الحلق الفلسطيني، وان كان فلسطينيو الشتات مع التحقيق باغتيال الرئيس الراحل عرفات ومحاسبة المتواطئين وهذه مهمة فتحاوية داخلية اولا ووطنية فلسطينية ثانيا، الا ان الجميع يتطلعون الى وحدة فلسطينية تلملم الحالة الفلسطينية في مواجهة هجوم الاحتلال التهويدي الذي لا يتوقف، فالجميع يتابعون ما يجري بالم وحزن كبيرين على الحالة الفلسطينية التي لا تسر سوى العدو...! الاسئلة والهواجس حول الحركة ومؤتمرها واسعة ومتشعبة، ويبدو ان الاجابة عليها بدقة عالية تحتاج الى شيء من الصبر والانتظار لنرى اولا ان كان سيعقد المؤتمر وسيتقرر ذلك اليوم او غدا، ولنتابع ثانيا الحراك السياسي الداخلي في الحركة والى اين تسير الرياح الفتحاوية ، فقد تكون هناك مفاجآت ليست في الحسابات لدى اقطاب فتح الخارج، المتشائمين من مستقبل الحركة، او حتى لدى اقطاب فتح الداخل...!