يطلق عادة اسم مستودع الحجز البلدي على كل مكان تحجز فيه البلدية سيارات أو شاحنات أو دراجات أو حتى مواد بناء، ولا يهم أن يكون المكان مستودعا حقيقيا أو مجرد بطحاء مسيجة المهم أن البلدية تودع في ذلك المكان ما تحجزه مؤقتا في انتظار تسوية الوضعيات لكن إحدى الدوائر البلدية التابعة لبلدية العاصمة استنبطت اسما جديدا لمكان الحجر إذ وضعت لافتة توجيه تشير إلى «فندق الحجز البلدي»! ولا شك أن واضعي اللافتة لا يدركون أن الفندق في اللغة العربية الفصحى هو النزل وفي لهجتنا العامية هو ذلك المكان الذي يخصّص في الأسواق الأسبوعية للدواب (بغال، حمير، خيول) التي يستعملها المتسوّقون وسيلة نقل توصلهم وتعيدهم إلى السوق اللهم إلا إذا كانت هذه الدائرة البلدية تريد أن تدلّل السيارات والدراجات و«أسطل البغلي» فخصصت لها فندقا قد يكون من فئة 5 نجوم!!
منزلان!! هي متسوّلة محترفة وفنانة من الطراز الأول في استعطاف «تسخيف» الناس بمعزوفة حفظها كل من يعرفها ويقول مطلعها: «عاونوني راهو عندي الأيتام»... أما لحن المعزوفة فشجيّ جدا ويذيب الحجر إن لزم الأمر، هذه المرأة قيل في شأنها الكثير، واتفق الرواة على أنها ليس لها أيتام ولا «والو»! وقد أكد أحد الرواة أنها تملك منزلين، أحدهما مسوّغ والثاني تسكن فيه... وبما أنها ليست الوحيدة التي يتضح أنها تملك أموالا وعقارات وحالتها «خير منّي ومنك» فإن كل الروايات جائزة خاصة أني رأيتها بعيني ذات مرة وهي واقفة أمام بائع سمك في السوق المركزية بالعاصمة وقد طلبت منه أن يزن لها كيلوغراما من «التريليا الحجر» التي لم تدخل مطبخ خمسين في المائة من التونسيين بما أن سعرها متكّبر دائما ولا ينزل تحت عشرة دنانير في أسوإ الأحوال...!
الشيب والعيب! عادة يضرب هذا المثل للتعبير عن رفض تصرّف هجين لشخص شاب شعره ولا يحترم عمره... لكن ماذا يمكن أن نقول عن «عزوزة في الستين» على أقل تقدير تمشي في الشارع «لابسة من غير هدوم» مثلما قال عادل إمام في مسرحيته الشهيرة «شاهد ما شافشي حاجة»؟! والله بكل صراحة منظر بائس وتعيس. فهذه العجوز المتصابية هي في النهاية مجموعة عظام متنافرة تكسوها جلدة زرقاء، سوداء، خضراء، لا تدري بالضبط ماهو لونها... أما نهداها المترهّلان اللذان حرصت على أن تكشفهما للشعب الكريم فحدث ولا حرج عن ذلك المنظر «المكرب»!! وأما ساقاها فحديد «بوستّة» يحمل -غصبا عنه- تلك الجثة التي لو ظهرت لشخص في منتصف الليل لأصبح جثة مثلها بكل تأكيد... وعلى فكرة فإن هذه «العزوزة» ليست «قاورية» حتى يقال إن ما تفعله عادي جدا بل هي تونسية تبدو معجبة بالمطربة صباح التي لا تريد أن تعترف بأنها صارت قطعة أثرية!!
قماش كانت تمشي على الشاطئ بدلال مصطنع والأرض ترتعد تحت قدميها... وزنها لا يمكن أن يقل عن 120 أو 130 كيلوغراما... على واجهتها الأمامية الكثير من الهضاب والشعاب و«الطلعات والهبطات»... ارتدت بعض السنتيمترات من القماش لتستر جزءا صغيرا من نصفها الأعلى وسنتميترات أخرى أرادت أن تستر بها ما يمكن ستره في الجزء الأسفل لكنها لم تستر شيئا لأن القماش ضاع «بين الثنايا»... أما أغرب ما في قصة هذه «الغزالة» أنها بعد أن دوّخت الجميع بحسنها ودلالها عادت لتجلس تحت «باراصول» مع ثلاث نساء محجبات!! فهل جلست معهن «باش تطيّر عليهم النفس» أم ماذا؟!
تنظيم!! تطالب بعض البلديات «مواطنيها» بإخراج «الزبلة» في أوقات معينة لا قبلها ولا بعدها .... وبعض هذه البلديات تهدد باتخاذ إجراءات ردعية ضد السكان المخالفين.. لكن هل تحترم هذه البلديات مواقيت رفع الفضلات من قبل شاحناتها وجراراتها؟! بالتأكيد لا ويحدث هذا في أغلب الحالات بدليل أن أكداس الفضلات التي من المفروض أن ترفع ليلا تبقى حتى الصباح أو الظهر أحيانا... وقد رأيت في أكثر من مرة... في العاصمة وأحوازها كيف تتجول الشاحنات والجرارات في «طمبك» حركة المرور.... ولكم أن تتخيلوا طبعا المشهد الذي يدل على قلة التنظيم من قبل مؤسسات تدعو المواطنين دائما إلى التنظيم.