تونس - الصباح: حرارة الطقس هذه الأيام مرتفعة ويزيدها ارتفاعا انطلاق البطولة الوطنية لكرة القدم وعودة تلك «الأهازيج» أو الأغاني بقوة إلى الشوارع والمقاهي والبيوت. وهذه الشعارات المرفوعة في الملاعب وغيرها في ظاهرها تشجيع لفرق كروية لكنها في مضامينها دعوات للعنف وتطرح تساؤلات بمواضيعها الملغومة. لا يختلف إثنان في أنّ «حوت» الرياضة يشق طريقه بكل قوة داخل المجتمع التونسي كغيره من المجتمعات لكن الخطير في الأمر هو تلك «الزعانف» المتمثلة في أغاني الجماهير والتي قد تسير «بحوت» الرياضة في اتجاه مدمّر إذ تحمل مضامينها «سموما» مختلفة في صدارتها العنف بنوعيه اللفظي والمادي فمن «الكومندو» الذين يحرسون أسوار عاصمتهم من «الجْبُورة» إلى مفردات أخرى لا علاقة لها بالرياضة بل تعمّق الانتماءات الجهوية الضيقة.. ولا يمكن أن ننسى ما تنطوي عليه من ثلب لعديد الاشخاص سواء كانوا مدرّبين أو لاعبين.. وقد يصل الأمر بهؤلاء إلى ثلب أهاليهم وكل هذا يحدث في فضاءات تسمّى رياضية. ومن أكبر العقبات التي تعترض الباحث في حقيقة هذه الأهازيج التي تردّدها جماهيرنا هو مصدرها حيث يقول لك «العارفون المطلعون» إنّها صدرت تلقائيّا من جمهور جاء لمشاهدة المباريات. لكن كل الحقائق تنفي هذه الادعاءات لأنّ التنظيم المحكم لمفرداتها وألحانها ليس من العشوائية في شيء بل يعترف عديد الأحبّاء بأن هذه الأغاني تركيب لكلمات تونسية على ألحان مقتبسة من أهازيج لجماهير فرق أوروبية وأمريكية جنوبية. وهنا لا بد من البحث في من يقف وراء خروج فقاعات هذه الأهازيج إلى السطح خاصة وأنّ لكل فريق لجنة أحبّاء تسهر على تنظيم الجمهور والسؤال المطروح بشدّة هو كيف تغفل هذه اللجان عن مثل هذه التجاوزات في ال «فيراج»؟!! من الأكيد أن المسؤولين في الجمعيات الرياضية وخارجها مطالبون بمزيد التحقيق في الموضوع والتدقيق جيّدا في ما «يسمّى» بلجان الأحباء باعتبارهم بشكل أو بآخر «قادة رأي» داخل الملعب وبإمكانهم قيادة «حوت» الرياضة بكل أمان.