مبدأ «خالف تعرف»... إذا دعا العرب إلى السلام ازدادت المستوطنات.. وامتد الجدار العازل.. وتضاعف عدد الأسرى والسجناء.. وكثرت الاغتيالات.. وتحركت الدبابات.. ونشطت اللوبيات.. وإذا رفض العرب «مبادرات» إسرائيل.. ينشط خطاب التطبيع.. والدعوة إلى السلام... بشروط تل أبيب وتتسابق الأيادي الاسرائيلية الممدودة وبنيامين ناتنياهو.. يحذق هذه السياسة لأنها مستهلكة في الداخل... وغير منتجة في الخارج * * * * * بزغت شمس نتنياهو.. عام النكبة.. لذلك وصفه شارون.. بالرجل المنكوب.. يصعد نجمه فجأة.. لكن سرعان ما يأفل.. في السياسة مضطرب... وفي التحالفات.. متردد.. قريب من كاديما.. وبعيد عنها.. يميل إلى أحزاب اليمين.. لكنه سريع الانقلاب عليها.. يدخل معها السباق الانتخابي ثم ما يلبث أن يسبقها إلى رئاسة الحكومة.. يشكل حكومة.. سرعان ما يستقبل بعض أعضائها.. يحبّ المفاوضات.. لكن من دون توقيع.. تعلّم مبكرا.. كيف يسابق الجميع إلى الهزيمة وكيف يصل متأخرا إلى النصر ويسقط سريعا في منتصف الطريق لأن تلك لعبة (بيبي) المفضلة.. * * * * * نتنياهو.. ذو الصوت الجهوري.. الذي يخيف الصغار.. ويزعج الكبار.. مفكر في دولة.. بلا مفكرين.. يؤمن بالدولة الفلسطينية... لكن بشروط ميسّرة.. أن لا تكون دولة... مع أنها ترفع العلم الفلسطيني تعمل بعقل إسرائيل.. وسياسة نتنياهو.. واقتصاد «النقد الدولي»... وسلاح الخردة.. في رأيه: أوسلو... لزوم ما يلزم.. وخريطة الطريق.. وثيقة من خارج الزمن الاسرائيلي.. الجدار العازل... عنوان الهوية.. والمستوطنات.. رقم بيبي السرّي.. * * * * * في الحكومة... معارض مع تأجيل التنفيذ.. وعندما يخرج إلى المعارضة.. يحن إلى الحكومة.. فيتعمد فصل اللام والألف.. عن السلام.. ليقدمه طعما للناخبين فيسترد به «أم الحقائب».. المليئة بأوهام السلام.. ومبادرات «الوضع غير النهائي».. والدولة الفلسطينية.. غير المرغوب فيها.. ومشاريع الإعمار... الاستيطاني.. ودبلوماسية «اليد قصيرة.. والعين بصيرة».. * * * * * في السياسة... عسكري ببدلة سموكينغ.. وفي العسكر... سياسي برتبة «مترصّد».. أول الداعين للحروب.. وآخر المصطفين خلف صفوفها.. يحبّ السياسة لأنها.. الطريق إلى الرئاسة... ويطمئن إلى الجيش.. لانه البوابة للسياسة.. في تحالفاته.. ماهر في الفشل.. وكلما تحالف.. خرج من الحكم.. وعاد للمعارضة.. عارض رابين.. لكنه خسر الانتخابات ضده.. عارض بيريز.. فأخرجه من رئاسة الوزراء.. عارض أولمرت.. فوجد نفسه رئيسا للحكومة.. تحالف مع ليبرمان.. لكي لا يلتقي مع ليفني فوضع نفسه في مأزق... وتمأزق معه السلام فهو اليوم بين كماشة (ميتشل) الناعمة.. ومطرقة ليبرمان ذات المنشأ الروسي.. * * * * * روسيا.. وسيط «عربي»... بعقل إسرائيلي.. وأسلوب سوفيتي.. يحبّها العرب عندما تحشر أنفها في السلام.. وتكرهها اسرائيل.. إذا ما غمست انفها في التراب.. وترتاح اليها أمريكا.. عندما تتخلى عن أنفتها.. فَتُدَحْرِجُ كرة الثلج باتجاه البيت الفلسطيني تحت عنوان «الصديق الناصح».. آمن نتنياهو بروسيا.. فاستقدم يهودها فتح لهم حسابات في تل أبيب.. استوطن اليهود الروس... فانتفخ قلب السلام.. وشاب.. ولم تعد تنفع معه.. أقراص الفياغرا.. * * * * * إسرائيل... كبش بلا قرون... تستعدي عن قرب.. وتحارب عن بعد.. إذا ما دخلت حربا... استأجرت قرونا... أمريكية الصنع... استنهضت شعوبا.. وجيّشت إعلاما.. من خارج تل أبيب تملك جيشا متطورا.. لكنه مهزوم.. وساسة «ديمقراطيون».. لكنهم فاسدون.. واستخبارات نشيطة.. لكن بعملاء عرب.. تتحرك ضد المقاومة.. بجهاز مناعة عاطل.. ربحت حربا واحدة.. وخسرت ثلاثة حروب.. ومع ذلك.. فهي تملك «جيش لا يقهر».. ورئيس حكومة... لا يعرف كيف يجلس على كرسيّه وساسة مُذَبذبون.. بين الاعلام والنياشين.. * * * * * بيبي... شرطي سير في بلاد.. من دون قانون للطرقات.. يشجع الاستيطان.. لأنه مصلحة قومية.. يرفض الدولة الفلسطينية... لأنها فعل مضارع بضيعة الحاضر.. وزمن المستقبل.. في عهده.. نشطت لوبيات المال.. تغلغلت المافيات.. في جهاز الحكم.. تعملق سلاطين المال.. أصبحت إسرائيل مختصة في إصدار جوازات سفر لشبانها الهاربين.. يحتكر ثروتها... عشر السكان.. ويعيش خمسها.. تحت خط الجوع.. دخلت الدولة... نادي المسنين... بشهوات متوحشة.. عناوينها الكبرى.. الاستيطان.. والارهاب.. والعدوان..