لم يكن هناك ما يوحي بأن «الوضع الأمني» في تلك البقعة الصغيرة من الشاطئ سينقلب فجأة رأسا على عقب.. فالجموع كانت تبدو هانئة ومطمئنة، وهي تستمتع إما بالسباحة في مياه البحر، أو بالاستلقاء على الرمل.. عائلات وأسر بجميع أفرادها كانت ضمن المصطافين يومها.. الأجواء كانت تبدو «عال العال» وفي حدود اللياقة والاحترام، فلا حالات جهر بألفاظ نابية أو منفلتة مثلا من شأنها أن تثير حفيظة رب عائلة جلس مع أفراد أسرته، ولا محاولات تجاهر بما ينافي الحياء مهما كانت طبيعتها صدرت عن أي من الشبان الذين كانوا يومها ضمن المصطافين... الجميع كان يبدو ملتزما بما تقتضيه أخلاقيات «الاجتماع» والسباحة في شاطئ مفتوح للعموم... هذه الحال من الهدوء المطلق، ومن الطمأنينة دخلها في البداية، شيء من الاضطراب النسبي بمجرد أن حلت بالشاطئ مجموعة من الشبان أخذوا لأنفسهم مكانا وسط الجموع وشرعوا مباشرة في نزع ثيابهم الخفيفة.. الأمر الذي أثار حفيظة بعض المصطافين وجعلهم يبادرون احترازيا بمغادرة «البقعة» في اتجاه «بقعة» أخرى من الشاطئ... طبعا لم يكن مجرد قدوم هؤلاء ما أثار حفيظة البعض، وإنما حركة أتاها أحد هؤلاء الشبان الوافدين على المكان، هي التي جعلت البعض يعجّل بمغادرة المكان ولسان حاله يقول: «السماح!»... «الحركة» تمثلت في اقدام هذا الشاب على الاكتفاء بستر عورته الأمامية، وهو يهم بارتداء تبّان السباحة، فيما كانت مؤخرته تبدو مكشوفة بالكامل لمن صادف أن وقعت عيناه عليه وهو في ذلك الوضع المزري!!! هذه الحادثة الاولى التي مثلت نذير شؤم حقيقي لكل من شاهدها بالصدفة من المصطافين، فعجّل مكرها بالرحيل عن المكان، تبعتها "حركات" أخرى مقرفة وخطيرة أتاها أفراد هذه المجموعة من الشبان في فترات من بينها على سبيل الذكر لا الحصر عدم تورعهم عن معاكسة كل فتاة أو امرأة تمر من أمامهم، حتى ولو كانت برفقة رجل كائنا من كان الأمر الذي كاد أن يتسبب أحيانا في حوادث عنف ومآس لولا... لولا أن أصداء تصرفات هذه «العصابة» قد بلغت في الوقت المناسب أفراد دورية أمنية حلت على عين المكان وبادرت في مرحلة أولى باستجواب المجموعة، ثم لتأخذهم لاحقا بعيدا عن المكان... فكان أن نقّت منهم الشاطئ كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس!