تونس الصباح وفق ما تم الالتزام به مع انطلاقة الدورة المنقضية من مهرجان قرطاج الدولي فإنه أصبح للعبدلية بالمرسى بداية من هذا العام مهرجان مستقل يحمل اسم "ليالي العبدلية". وكان هذا الفضاء الذي يعتبر من بين أبرز ما تركه الحفصيون من تراث معماري يدل على الحقبة التي كانوا خلالها يتولون شؤون البلاد التونسية يعتبر ملحقا لمسرح قرطاج الاثري خلال السنوات الفارطة ويحتضن عددا من العروض التابعة لمهرجان قرطاج الدولي. عروض ذات نوعية خاصة على ما يبدو دفعت بوزارة الثقافة والمحافظة على التراث إلى التفكير في منح العبدلية استقلاليتها. ذلك ما أعلنه السيد نبيل الباسطي مدير مهرجان "ليالي العبدلية" خلال لقاء اعلامي انتظم في سهرة الاثنين الليلة الثالثة من ليالي رمضان بالقصر الحفصي. وقال في نفس السياق أن قلة مواكبة الجمهور لعروض مهرجان قرطاج الدولي التي تقام بقصر العبدلية رغم أنها عروض فنية قيمة وجدية دفع باتخاذ قرار تنظيم مهرجان مستقل ينتظم سنويا مباشرة بعد انقضاء مهرجان قرطاج الدولي وبالاستقلال تماما عن موعد رمضان من كل عام وكان ذلك في إجابة حول ما إن تحدد تاريخ نهائي ينتظم خلاله المهرجان سنو يا. أبواب القصر الحفصي والفنان التونسي تنطلق إذن الدورة الاولى ل"ليالي العبدلية" يوم 29 أوت الجاري الذي يصادف الليلة الثامنة لرمضان الجاري ويتواصل إلى 17 سبتمبر ما يوافق الليلة السابعة و العشرين لرمضان. تشتمل هذه الدورة على عشرة (10) عروض. وقد شدد مدير المهرجان على أنه تم التصرف في حدود الميزانية الخاصة بالمهرجان التي لم تزد عن 80 ألف دينار. ولئن كانت كل عروض الدورة الاولى تونسية، فإن نبيل الباسطي لم ينف مسألة انفتاح المهرجان مستقبلا على عروض عربية ودولية غير أنه أوضح في نفس الوقت أن الاولوية المطلقة ستكون للفنان التونسي. وحول إن كانت لادارة المهرجان شروط خاصة أو فلسفة معينة تنوي اعتمادها بالنسبة لهذا المهرجان فإن نفس المتحدث أكد أن "ليالي العبدلية" سيسعى لان يكون الفضاء المفتوح لكل فنان تونسي يقدم مقترحا فنيا يقوم على فكرة وينطلق من طرح فكري مؤكدا أنه لا مكان للعروض والاسماء الاعتباطية بالعبدلية. وكان اللقاء الصحفي قد حضره كل من عادل بندقة الذي يقدم عرضا بعنوان "أندلسيات" مبرمجا لليلة السبت 10 سبتمبر وخالد بن يحيى الذي اقترح عرضا بعنوان "بحور العشق" وينتظر أن يكون الموعد يوم الثلاثاء 15 سبتمبر. وقدم الطرفان فكرة عامة حول عرضيهما. بين سنيا مبارك وليلى حجيج تفتتح الفنانة سنية مبارك هذه الدورة بعرض "مقامات" وتختتمها ليلى حجيج بعرض بعنوان "وجدان". وباستثناء الاسبوع الاول للمهرجان حيث يقدم الفنان عادل سلطان عرضه "نبضات" في سهرة الاحد فإن باقي العروض تنتظم بمعدل ثلاث مرات في الاسبوع وذلك أيام الثلاثاء والخميس والسبت. ويقدم بالمناسبة عرضان من انتاج المهرجان الاول بعنوان "ترجمان الاشواق" وهي سهرة أدبية وموسيقية من وحي كتاب محي الدين بن عربي وصاغ العمل محمد رجاء فرحات وأخرجه غازي الزغباني وهو مبرمج لسهرة الثلاثاء غرة سبتمبر أما العرض الثاني فهو عبارة عن سهرة للانشاد الصوفي من خلال قراءات مسرحية وترانيم صوفية مستمدة من ملحمة "سيدي بلغيث القشاش" الناسك والزعيم الشعبي الذي راجت حوله الاساطير وخاصة حول سياسته مع الاتراك. يتولى كذلك غازي الزغباني إخراج العمل وصاغ المسرحي محمد رجاء فرحات التصور العام للعمل.العرض مبرمج لسهرة السبت 5 سبتمبر القادم. وقد فسر مدير المهرجان هذين الاختيارين ببقاء الادارة في حدود ما وصل إليها من اقتراحات مع تعهد بالانفتاح مستقبلا على مختلف التجارب والتصورات. ويتضمن برنامج "ليالي العبدلية" في دورتها الاولى كذلك على عروض لكل من عدنان الشواشي (طربيات) ليلة الخميس 3 سبتمبر وحسن الدهماني (أقطاب) ليلة الثلاثاء 8 سبتمبر وتقدم درصاف الحمداني بنفس المناسبة عرضا بعنوان " أميرات الطرب " ليلة السبت 12 سبتمبر. وقال نبيل الباسطي بالمناسبة أن عدد العروض يمكن أن يرتفع مستقبلا معلنا أن البرنامج وقع إعداده في ظرف زمني قصير. وحول تحديد الاختيارات وما إن تم الاقتصار على الملفات التي كان توجه بها أصحابها لمهرجان قرطاج الدولي قال أن هناك ملفات وقع الاحتفاظ بها على غرار عرض الفنان عادل بندقة وهناك عروض أخرى كانت نتيجة اتصالات قامت بها إدارة المهرجان في حدود ما سمح به الوقت حسب قوله ووفق درجة التجاوب مع الفنانين. وأوضح في نفس السياق أن العملية لم تكن آلية وأن هناك أسماء ترى مثلا أنها أكبر من فضاء العبدلية معلنا أنه بدأ الاتصال بعد ببعض الاسماء والاعداد للدورة القادمة من الان. وعن الاهداف الاساسية التي يسعى "ليالي العبدلية" في نهاية الامر إلى بلوغها قال مدير المهرجان أنه حبذ ا لو يعتاد الجمهور على ارتياد هذا الفضاء من جهة وأن تشترك فيه ما وصفها بالاسماء الكبيرة على غرار ما يحدث مثلا في مهرجان المدينة من جهة ثانية إضافة إلى الاولوية الممنوحة للمبدع التونسي. تم لفت الانتباه بنفس المناسبة إلى عدد من النقاط أعيدت أغلبها إلى عامل الوقت ومن بينها مثلا التنسيق مع مهرجان المدينة حيث صادف أن عرض اختتام المهرجانين سيكون في نفس الموعد.