يمثل تأكيد سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان على تشريك تنظيم"حزب الله" في الحكومة رغم تحذيرات إسرائيل وتهديداتها مؤشرا آخر على التحول الذي بدأ يطرأ على أبرز قادة تحالف 14 آذار بخصوص جملة من المسائل الداخلية والخارجية وذلك بعد تصريحات جنبلاط التي فاجأت الجميع . ويبدو أن الحريري وجنبلاط تيقنا من أنه لا مفر من وحدة الصف اللبناني في ظل ظروف دولية وإقليمية قد يشكل لبنان فيها حلقة ضعيفة وبالتالي يتعين تحصين الجبهة الداخلية بمراجعة بعض التحالفات الداخلية والخارجية خصوصا توحيد الصف ضد إسرائيل. ولا شك أن التهدئة الحالية على الساحة السياسية اللبنانية تعني أن سوريا بصدد لعب أدوار خفية من شأنها إعادة التوازن على ساحة طالما تجاذبتها الولاءات الخارجية وفرّقتها الخلافات بخصوص كيفية حفظ الوفاق الداخلي. ...لكن هل ستبقى الحكومة الإسرائيلية تراقب التحولات الداخلية دون أن تحرك ساكنا؟