بعد 11 سنة من الانتظار ازدان فراش الفنانة صوفية صادق وزوجها سامي التميمي بقدوم «خديجة صوفية» وهو الاسم الذي اختاره سامي لابنته عندما اعتمر وصوفية وطلبا من اللّه أن يرزقهما بخديجة تيمنًا وتبركًا بزوجة الرسول عليه الصلاة والسلام طمعًا في أن تكون من الذرية الصالحة. وخديجة لم ينتظر قدومها سامي وصوفية وحدهما بل انتظرها جمهور مهرجان قرطاج الدولي ومهرجان حمام الأنف والكاف وجمهور المنستير الذي نادى باسمها في العديد من المرات وأكبر في صوفية وقوفها أمامه للغناء مدة 3 ساعات ونصف ثم الجلوس على كرسي لتتمكن من أداء أغنية أم كلثوم «الأولى في الغرام» وهي حامل في شهرها التاسع.. كان الإعياء يأخذ منها مأخذًا ولكنها كانت تصرّ على أن تمتع جمهورها وأن تكون في مستوى الحب والتقدير الذي يكنه لها، إذ هبّ بالآلاف لحضور حفلاتها رغم قلة الإشهار في كل عروضها وخاصة في عرض حمام الأنف. وبعد أن أنجزت صوفية ما تعهدت به في المهرجانات، وبعد 3 أيام من المخاض وبعد أن قرر الدكتور سالم الغمقي والدكتور إلياس بن ميلاد أن تكون ولادتها طبيعية حلت «خديجة صوفية» على الساعة التاسعة و20 دقيقة من مساء يوم 27 أوت بعد عملية قيصرية، أي أنها من مواليد برج العذراء (علمًا أن صوفية من مواليد 3 ماي أي من مواليد برج الثور) فهلت بقدومها السعادة وابتهج كل من عرف صوفية وأحبها وعايش انتظارها للخلف الصالح. حدثتنا صوفية وقد كانت «الصباح» أول من أسرع لتهنئتها والترحيب ب«خديجة صوفية» فقالت: «سعادتي بخديجة لا توصف وهي لا تقل عن سعادة أي امرأة بمولود جديد، فما بالك بمن انتظرت كل هذه المدة منشغلة تارة بالعمل وباختيار الجيّد من الأغاني والعروض والمحافظة على مسيرة 20 سنة من البذل والعطاء تارة أخرى». أما عن اسم مولودتها فقد أعلمتنا أنها لم تتدخل في اختياره ولكنه أعجبها نظرًا لما لهذا الاسم من قيمة.. فخديجة مبشرة بالجنة ويكفي أنها أول امرأة آمنت بسيدنا محمّد عليه الصلاة والسلام فلعلها تسعد بهذا الاسم وتكون من الذرية الصالحة. وختمت حديثها معنا وقد بدا عليها التعب والإعياء واعدة بأن لا تتدخل في اختيار خديجة لمستقبلها وبأنها ستمنحها حرية أن تكون فنانة أو تختار أي اختصاص آخر.. هي فقط تتمنى من اللّه أن يمتعها بالصحة الجيدة وأن تكون في أخلاق وسماحة وسعة صدر والدها خاصة أنها تشبهه كثيرًا. علياء بن نحيلة وكيلة أعمالها زينات: نفّذت وعودها.. وتألقت رغم الاعياء السيدة زينات وكيلة اعمال الفنانة صوفية صادق فقد حدثتنا عن المصاعب الفيزيولوجية والتعب الذي كانت تشعر به صوفية وصبرها لحين اتمت المهرجانات على اكمل وجه فقالت: لقد امتدت مسيرة صوفية على مدى 20 سنة عملت فيها بمصداقية واحبت جمهورها وتعاملت معه بكل احترام كيف لا وقد شجعها وواكب مسيرتها وحضر لاي حفل او مهرجان كانت هي نجمته وعن سؤال: يبدو ان صوفية من المغنيات القلائل اللائي غنين وهن في وضعها امام آلاف المتفرجين قالت زينات: في البداية تخوفنا كثيرا ولكننا كنا نعرف ان صوفية قادرة على الوقوف على الركح بكل القوة والصرامة التي عهدناها بها رغم انها وبعيدا عن الركح انسانة هادئة وطيبة كثيرا ولا يسمع لها صوت فقد تمكنت صوفية في حفل قرطاج هذه السنة من ادارة فرقة تتكون من 62 عازفا وغنت وابدعت ولكنها وكعادتها كانت دائما تريد الافضل لجمهورها ولم تكن ترض عن نفسها ابدا خاصة انها مطالبة بالمحافظة على المستوى الذي وصلت له. اذ لا يجب ان ننسى انها صاحبة اغنية «الاه العرش» و«ربي سبحانك» وانها مطربة الوطنيات اي انها غنت 3 اغان وطنية اخرها اغنية عهد الله.. اضافة الى اغانيها التي انتشر بعضها عربيا ومازال الجمهور يلهج بها رغم مرور الزمن عليها وتغنى حتى في المدارس والمعاهد. وعن جديد صوفية بعد الولادة صرحت لنا وكيلة اعمالها بانها بعد نجاح البومها الاخير المتكون من 8 اغان وخاصة اغنية «نموت عليك» ستعمل على مزيد نحت تجربتها الفنية وعلى مزيد الانتشار عربيا. سامي زوج صوفية سعيد لأن خديجة تشبهه سامي التميمي زوج الفنانة صوفية صادق مدرس رياضة بدنية وممرن لفريق كرة السلة في النادي الإفريقي استقبلنا بكثير من الأدب واللياقة.. كان حييًا ومقلاً في الحديث ولكنه عبّر لنا عن سعادته بقدوم خديجة وسلامة والدتها... جلس بيننا مبهورًا برؤية ملاك يشبهه، لم يكن يقوى على حمل خديجة بين يديه ولكنه كان يغمرها بنظرات الحب والحنان ولا يكف عن تفحصها والتثبت في كل ملامحها وأصابع يديها.. كان يبحث عن وجه الشبه بينهما. وقبل أن نغادر قال لنا: «لقد سميتها خديجة تبركًا بالسيدة خديجة وبإذن اللّه سيكون لها إخوة وأخوات، فأنا أرغب على الأقل في طفل آخر.. وفي القريب العاجل إن شاء اللّه طبعًا. أما عن مستقبلها الفني أو الرياضي فهي التي ستختاره عندما تكبر.