فتح المجال أمام الخواص والمواطنين للمساهمة في الشركة المنتظرة تونس الصباح حركية كبيرة تشهدها عدة دواوين وزارية ومؤسسات حكومية عدة وحتى خاصة من أجل الاعداد لما أطلق عليه «المخطط الشمسي التونسي» ورغم الاحتراز والتكتم الذي يحيط بهذا الملف، الا انه يمكن القول انه يمهد لنقلة نوعية وكمية في مجال الطاقات المتجددة ولا سيما الطاقة الشمسية. علمت «الصباح» ان المخطط الشمسي التونسي يعد ترجمة فصلية للرؤيا والتصور الرئاسي الذي افرز في عديد المناسبات قرارات وبرامج كبرى وطموحة لبلادنا في مجال الطاقة. وسيكون هذا المخطط بمثابة القفزة النوعية في هذا الميدان بجميع المواصفات حيث ان هذه العملية ستمكن من اتقاء افضل واكبر المشاريع والتي يشكل اعتمادها في تونس فتحا جقيقيا في عالم الطاقة من جهة، ومشروعا قائم الذات في ما يسمى بالاقتصاد الاخضر. وستفرز هذه العملية قائمة بعدد من المشاريع الفريدة بجميع المقاييس، على مستوى الأهمية المالية والاقتصادية اولا ولكن ايضا على مستوى الاضاءة التكنولوجية والفنية فضلا عما تمثله من اضافة حقيقية في مجال دعم الاقتصاد الأخضر. قرية شمسية ضخمة من المشاريع النموذجية صلب هذه القائمة والتي تشكل فورا من المحاور الهامة في هذا المخطط الوطني الجديد، فمن حيث مكانته الاقتصادية من جهة ودوره في تفعيل واستغلال وتوليد الطاقة الشمسية في بلادنا. المهندس والوزير السابق «أحمد فريعة» هو المنسق او المشرف على تحقيق تفاصيل هذا المشروع. ويقول السيد فريعة ممهدا لهذا المشروع «اذا كانت الاعلامية والمعلوماتية ثورة القرن العشرين فان الطاقات البديلة والمتجددة، تشكل الثورة الحقيقية في هذا القرن الجديد الذي نعيشه» ويشرح ذلك قائلا «ان الاهمية المتزايدة لملف الطاقات البدلية، سيشكل احد محاور استقطاب الاستثمارات الضخمة، التي ظلت تعوز هذا القطاع على امتداد العقود الماضية، ما جعل كلفة المشاريع مرتفعة وجدواها منخفضة، مقارنة بالاستثمارات الأخرى. وبخصوص هذا المشروع الذي يتولى الاشراف عليه يقول السيد أحمد فريعة انه عبارة عن قرية بالجنوب التونسي وتحديدا منطقة جربة جرجيس من خلال احداث قرية ضخمة لتوليد الطاقة الشمسية. ويشدد السيد فريعة على الصبغة الخاصة الى تميز هذا المشروع حيث يقول انه تولى يوم 15 اوت الماضي تقديم ملامح هذا المشروع الى اهالي المنطقة الذين سيكونون بدورهم مساهمين في هذه العملية الى جانب الدولة التونسية ومجموعة من المستثمرين من تونس ومن خارجها. ويشدد السيد فريعة على ان الخطوة القادمة ستكون باحداث شركة للقيام بالدراسات المالية والفنية والبينية المختلفة، لتكون سنة 2010 سنة البداية الحقيقية لهذا المشروع، من خلال احداث الشكل القانوني والفني لاحداث وانجاز هذه القرية. واذا كان الاحتراز والتكتم مفهومان الا اننا نسوق ان مستثمرين عالميين من الشرق الأوسط ومن أوروبا، قد اعربوا عن رغبتهم في المساهمة هذا المشروع الجديد الذي سيتمكن من خلق موارد طاقية هامة في الجنوب التونسي في القريب العاجل لصناعة الكهرباء وتغطية جانب هام من احتياجاتنا من هذه المادة الحيوية.