أخبار تونس - شهدت الضاحية الشمالية بقمرت يوم الجمعة 28 أكتوبر 2010 انطلاق فعاليات الندوة العالمية للطاقة الشمسية التي تنتظم تحت سامي اشراف الرئيس زين العابدين بن علي ببادرة من وزارة الصناعة والتكنولوجيا وبالتعاون مع المعهد العربي لرؤساء المؤسسات والمجلس الاستشاري الوطني للبحوث العلمية والتكنولوجيا وبمشاركة شخصيات دولية وعدد هام من المستثمرين والخبراء والجامعيين وهياكل التمويل الدولية على غرار البنك العالمي والبنك الاوروبي للاستثمار. وتهدف الندوة التي تولى السيد محمد الغنوشي الوزير الاول افتتاح اشغالها الى تبادل التجارب والخبرات في هذا المجال الحيوى والتعريف بالاهداف التي رسمتها تونس في مجال انتاج الطاقة النظيفة ولا سيما المخطط الشمسي التونسي الذى سيمكن تونس من التموقع وطنيا واقليميا في السوق الجديدة للطاقة بتوفير 40 مشروعا عمليا يتم انجازها خلال الفترة 2010-2016 باستثمارات تقدر ب4 مليار دينار. وكان السيد عفيف شلبي وزير الصناعة والتكنولوجيا قد ابرز في مداخلة فى اشغال الندوة ان تونس تتوفر اليوم على المزايا التفاضلية التي تجعلها قادرة على تحقيق هذه الاهداف مشيرا بالخصوص الى توفر موارد هامة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تم ادراجها ضمن أطلسين تم اعدادهما بكل دقة. كما يمثل مشروع الربط الكهربائي مع ايطاليا عبر الخط البحرى بقدرة 1000 ميغاواط عاملا اضافيا اذ سيتم تخصيص جزء منه لتصدير الكهرباء الخضراء نحو اوروبا. واكد الوزير ان تونس اكتسبت خبرات هامة في مجال تصنيع التجهيزات اللازمة اذ يتوفر بها اليوم 8 مصنعين للسخانات الشمسية الى جانب 1000 شركة مختصة في تركيز السخانات و33 شركة في تركيز الاقطاب الفوتوفلطائية فضلا عن مشروع اخر في طور الانجاز لتصنيع الخلايا الفوتوفلطائية اما بخصوص طاقة الرياح فالمؤسسات الصناعية التونسية تتمتع اليوم بالقدرة على تصنيع جزء هام يبلغ 40 بالمائة من المكونات اللازمة لاحداث محطات انتاج كهرباء هوائية. كما اكد وزير الصناعة والتكنولوجيا ان تونس تتوفر على عدد هام من مكاتب الهندسة والخبراء المختصين في مجالات التحكم في الطاقة والطاقات المتجددة وسوق الكربون ومراكز البحث والتكوين على غرار القطب التكنولوجي ببرج السدرية بما يمكن من توفر موارد بشرية مختصة. من جهة أخرى أكد ممثلو قطاع الصناعة والطاقة في مداخلاتهم في اشغال الجلسة الثانية لهذه الندوة العالمية حول المخطط الشمسي التونسي قد أكدوا على الحركية التي يشهدها مجال النهوض بالطاقات المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على الصعيد العالمي ضمانا لاستدامة التنمية، مشددين في هذه الجلسة التي تراسها السيد عبد العزيز الرصاع كاتب الدولة المكلف بالطاقة المتجددة والصناعات الغذائية على ضرورة مزيد التحكم فى هذه المصادر الجديدة للطاقة وجعل كلفة تركيزها واستغلالها مماثلة لكلفة الطاقة التقليدية الى جانب تامين الحاجيات اللا زمة منها على المدى البعيد. كما ابرزوا اهمية استكشاف مزيد الفرص لدعم التعاون فى مجال الطاقة المتجددة بين بلدان ضفتي المتوسط وخاصة منها الطاقة الشمسية التى تتوفر تونس والضفة الجنوبية للمتوسط على افاق انتاج واسعة منها تمكنها من تغطية جزء هام من الحاجيات الاوروبية من الطاقة الكهربائية. ومن المتدخلين: - السيد الناصر محمد شرهان المدير العام بوزارة الصناعة بالامارات العربية المتحدة: ابرز ان استخدام الطاقات المجددة وخاصة الطاقة الشمسية هو اهم بديل للطاقة التقليدية "البترول والغاز". - السيد انطونيو هيرونديس المدير العام للسياسة الطاقية والمناجم باسبانيا: أكد على ضرورة دعم الحوار بين بلدان ضفتي المتوسط من اجل تطوير استعمال الطاقات المجددة وتعزيز الروابط فى هذا المجال مشيرا الى ان تونس التى تتوفر على طاقات هامة من الشمس والرياح تضطلع بدور استراتيجي فى تجسيم هذا التوجه. - السيد حسن حسب الله رخا المستشار بوكالة الطاقات المتجددة بمصر: عرض تجربة بلاده في هذا المجال وقال انها وضعت اهدافا طموحة لبلوغ انتاج 20 بالمائة من الكهرباء المتأتية من الطاقات المتجددة فى افق 2020. - السيد شكيب نويرة رئيس المعهد العربي لرؤساء المؤسسات: قال ان قرب تونس من اوروبا وقرب الصحراء من السواحل التونسية تعتبر مزايا من شانها ان تكون عوامل اضافية تساهم في نجاح المخطط الشمسي التونسي. السيد الصادق بن جمعة رئيس المجلس الاستشارى الوطنى للبحوث العلمية والتكنولوجيا : قال ان المجلس سيعاضد جهود الدولة في مجال النهوض بالطاقات المتجددة التي تبقى محركا اساسيا للتنمية. ويحظى المخطط الشمسي التونسي الذى يندرج في اطار مبادرات عالمية ك ديزارتاك وترانس غرين و نيدو باهتمام الممولين على غرار البنك العالمي والبنك الاوروبي للاستثمار والبنك الافريقي للتنمية والوكالة الفرنسية للتنمية وعديد من البلدان الشقيقة والصديقة. وابرز السيد ستيفانو ساغليا كاتب الدولة المكلف بالطاقات المتجددة بايطاليا ان بلاده التي تربطها علاقات تعاون وطيدة مع تونس في مجال الطاقة تعتزم تنويع التعاون ودعمه في مجالات الطاقات البديلة وتعرض الى تجربة بلاده في مجال تعزيز استعمال الطاقات النظيفة مبرزا اهمية تطوير التعاون الدولي في هذا المجال. واكد السيد عبد الحفيظ الزليطني امين اللجنة الشعبية العامة للتخطيط والمالية بليبيا استعداد بلاده المشاركة في مختلف المشاريع المبرمجة في مجال الطاقة الشمسية في المنطقة المتوسطية مشيرا الى الاهمية التي اولتها ليبيا لدفع البحوث في مجال الطاقة الشمسية ورغبتها في تعميق التعاون مع تونس في هذا المجال.