تونس - الصباح سماء الكرة الافريقية لن تكون اليوم كعادتها صافية بل ان نجومها ستتحول الى ريش متطاير يحجب الأفق ذلك ان المعركة الكبرى للنسور ستبدأ اليوم قبل الافطار والعيون والقلوب ستتجه الى أبوجا لتعيش الواقعة بين النسور الخضر ونسور قرطاج. فعلا يتجدد التلاقي بين هذين المنافسين الافريقيين التقليديين لكن معركة اليوم لا يعرف سرها الا من عرف لذة ونشوة الترشح للمونديال والتواجد مع عمالقة الكرة في العالم او ملتاع بنارالغياب عن هذا الموعد التاريخي. النسور الخضر ونسور قرطاج اجلا الحسم فيما بينهما لمباراة ابوجا والتي تتجاوز في ابعادها اللقاء الكروي لتحمل في طياتها آمال واحلام شعب. هي في الحقيقة ليست مباراة حاسمة ولكنها مصيرية وليست مواجهته فرجة ولكن الاداء المقنع مطلوب فالمنتخب التونسي يحتل صدارة المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط ونيجيريا ب5 نقاط وكلانا ننتظر مباراة في بلاده والأخرى خارجه ضد كينيا والموزمبيق لكننا نريد اليوم ان نكون المبادرين لحسم الامر وعدم ترك المسألة الى المفاجآت الافريقية. هدف نسور قرطاج اليوم تجاوز عقبة ابوجا وهذا يتطلب روحا انتصارية عالية وجرأة كبيرة ومعاناة وصبرا وايضا دهاء وذوبان الفرد وسط المجموعة فالفريق التونسي يملك المهارات لكن ليست مهارات التمرين ويملك الرصيد البشري اللازم لكن ليس في مستوى الرصيد المتوفر للمنتخب النيجيري ويملك لاعبوه الخبرة ولكن ليست خبرة النيجيريين في ملاعب اوروبا لكن يمتاز به المنتخب التونسي عن منافسه هو اللعب الجماعي والتكامل بين العناصر وهذا هو سلاحنا اليوم في معركة أبوجا. ولئن رفض النيجيريون المجازفة بالهجوم في تونس فاننا سنجازف في أبوجا ولئن اهدرنا في تونس فرصة لكسب المواجهة فاننا لن نفرط في اي شيء اليوم في نيجيريا، فمنتخبنا متراص الصفوف عارف بما ينتظره في أبوجا بل انه سيحول التدفق الجماهيري النيجيري على الملعب الى قوة ضغط ضد المنافس مثلما حصل في المباراة التاريخية ليوم 12 نوفمبر 77 حيث أجبر لاعبونا المنافس على ارتكاب الخطإ القاتل ليضع المدافع النيجيري أودي الكرة في مرماه ويغالط حارسه ممهدا طريق الترشح لمونديال الارجنتين 78 لتونس. ومثل هذه المواجهات من العيار الثقيل يحدد مصيرها مجرد هفوة عابرة وجزئية بسيطة للغاية ونسورنا يعرفون من أين تصاب السنور الخضر حتى لا تخسر المعركة لأن التعادل يبقي الابواب مفتوحة ايضا على مصراعيها نحو جنوب افريقيا ما دمنا نستقبل كينيا وننزل ضيوفا على الموزمبيق.