تونس الصباح كل من شاهد لقاء المنتخب الوطني في أبوجا ضد نيجيريا تفاعل مع المباراة واطلق «تنهيدة» بلغت الآذان قبل الآذان كانت حبستها سنون طوال في الصدور فكانت ان أثلجت الصدور وارتاحت الأنفس وانتشت القلوب وتعالت الصيحات والآهات. لقد حرمنا من هذا النوع من الاداء الكروي لمدة طويلة استكثرها علينا ذلك المدرب المغرور روجي لومار الذي لم تشفع له طرقه الدفاعية في البقاء حتى في المغرب حيث تم ترحيله بدون رجعة. نعم لقد تملكنا «القهر» ونحن نرى اقدام لاعبينا مكبلة امام انظار لومار وكأنه يتشفى من نقدنا له وتعالي الاصوات ضده واضعنا سنوات معه مرت كأنها الدهر. وتملكنا الخوف من تعيين فني أجنبي اخر لتعويض لومار لكن خوفنا وحذرنا لئن كان له ما يبرره في اللقاء الودي ضد الكوت ديفوار فان لقاء أبوجا بدد المخاوف وادخل الكرة التونسية في عهد جديد ووضعها في المدار الذي يجب ان نكون فيه فتحركت نجومنا في فضاء أبوجا كما لم تتحرك من قبل حيث اطلق المدرب امبارتو كويلهو العنان لأبنائه للتحرك بحرية الى الأمام لا الى الخلف وتم خنق المنافس في مناطقه فتاه النسور الخضر ووقعوا تحت ضغط جمهورهم وحتى الهدف الافتتاحي للمحليين والذي جاء ضد تيار اللعب لم يشفع لهم اذ بسرعة البرق وقوة الاعصار عدل نبيل تايدر النتيجة وكأنه يلعب مع المنتخب منذ فترة طويلة وهو الذي سجل أول ظهور رسمي له بزي المنتخب التونسي. هذا الهدف اعاد الامور الى نصابها وتواصلت الملحمة الكروية والمعزوفة السمفونية لاقدام ابنائنا والذين كانوا بحق نسور قرطاج فتطاير ريش الخضر في الفضاء واعادوا الكرة فجاء الهدف الثاني لكن الغريب ان المنتخب لم يتراجع فلم يكلّ ويملّ وضخت فيه دماء جديدة رغم اصابة النمر خالد القربي ودخول المرابط ثم الذوادي مهد لتحقيق تلك اللوحة الكروية الرائعة ليحسمها امامه الدراجي بهدف من طراز رفيع له وزن من ذهب قضى به على آمال وأحلام النيجيريين واعاد للكرة التونسية اعتبارها واكد المدرب كويلهو ان اللعب الجماعي في مناطق المنافس وتحرير اقدام اللاعبين سيرفع من شأن الكرة التونسية ونجح كويلهو حيث اخفق لومار.