يعرف القاصي والداني أن ما اصطلح على تسميتها ب«الأندية التونسية الكبرى تعيش مشاكل هيكلية وتنظيمية ورياضية «كبرى» أيضا واذا ما استثنينا النجم الساحلي الذي يعيش منذ سنة تقريبا فترة زاهية تلت فترة جفاف قاحل امتد لعشرية كاملة في كرة القدم فان الثلاثي المتبقي يعيش هذه المشاكل ولعل نتائج الجولة الأولى من بطولة الرابطة المحترفة لكرة القدم مرآة عاكسة لهذه الأزمة. في الترجي مشكل «بشري» الترجي الرياضي يعرف فيه أهله قبل المحايدين أن الزاد البشري المتوفر على ذمة الاطار الفني لفريق الأكابر لا يفي ولا يستجيب الى مطالب الأحباء الشرعي بالمراهنة الدائمة على كل الألقاب، الترجي «يأكل الآن خبزه الأسود» كما يقول المثل الفرنسي وقد كانت الجلسة العامة متنفسا منتظرا وناجعا للوقوف على هذه المشكلة الأهم في نادي باب سويقة وكانت محصلة هذه الجلسة انتخاب رئيس يعتبر من أقطاب الاقتصاد التونسي وهو ما سيساعد الترجي على النفاد بجلده من المشاكل المادية التي تتخبط فيها الأندية الكبرى المنافسة له ويبقى الهم الاساسي هو اثراء فريق الأكابر. في الافريقي... التسيير أم المشاكل شهدت تمارين النادي الافريقي (أكابر كرة القدم) في الأسبوع السابق لمقابلة الجولة الأولى مشادات ومشاحنات بين الانصار الذين انقسموا الى فريقين الأول يساند كمال ايدير رئيس النادي والثاني يدعو الى تفعيل دور جمال العتروس في النادي الافريقي وزادت نتيجة التعادل التي خرج بها الفريق ضد جندوبة الرياضية في تعكير الاجواء المحيطة بحديقة منير القبايلي.. ومع الأسف لم يحل تدخل بوصبيع لحسم صفقة يوسف المويهبي المشكل الرئيسي في الافريقي وهو فشل الهيئة المديرة في السيطرة على دواليب الفريق وعجزها عن التعامل مع المعطيات المتسارعة في فريق باب الجديد ولئن كان انتداب المويهبي خبرا أسعد الانصار في سماء ملبدة بالغيوم فانه لم يقع التوصل الى حل يعيد ثقة احباء النادي الافريقي في هيئتهم الحالية وحتى في الهيئة المديرة التي سبقتها. في صفاقس... المال قوام الأعمال مشكل النادي الصفاقسي أعمق وأخطر من مشاكل الاندية الكبرى الاخرى ولعل سيل الشتائم التي تعرض لها رئيس الفريق والاطار الفني واللاعبون في بداية هذا الاسبوع بعد التعادل المخيب للامال ضد مستقبل المرسى تؤكد أن مشاكل نادي عاصمة الجنوب ما فتئت تتفاقم، والمشكل في النادي الصفاقسي ليس مشكل نتائج عكس ما يظن البعض فالفريق يملك مجموعة من اللاعبين (بعد الانتدابات الأخيرة) هي الافضل في تونس بشهادة كل الفنيين اضافة الى أنه قد حقق نتائج ممتازة في بداية كأس الاتحاد الافريقي، المشكل مشكلان مشكل مالي ومشكل تكتلات اما الجانب الاول فآخر تفاعلاته صك دون رصيد لزبير السافي. واذا ما تذكرنا مشكلة صك محمد العبيدي في الموسم الماضي ورجعنا الي مطالبة اكثر من لاعب بمبالغ طائلة هي عبارة عن جرايات ومنح متأخرة لم تدفع نعرف أن صلاح الزحاف يواجه بمفرده أزمة مالية عاصفة في النادي الصفاقسي وهو عاجز عن حلها لأنه ببساطة يعمل وحده وهذا ما يجرنا للحديث عن الجانب الثاني وهو مشكل التكتلات الذي لم تستطع هيئة الدعم (لسنا ندري هل هي هيئة فاعلة أم افتراضية؟) القضاء عليه وبقي اغلب الرؤساء السابقين للنادي يمثلون مصدر ازعاج يومي للزحاف جعله كدون كيشوت يحارب طواحين الريح ولا يعرف هل ينكب على حل مشاكل النادي أم يكرس وقته للاجابة عن مؤاخذات الرؤساء السابقين أو بعض المتكلمين باسمائهم عن السياسة التسييرية التي ينتهجها لادارة شؤون «السي.آس.آس». هذه الأندية هي قاطرة الرياضة التونسية أحببنا أم كرهنا ولذلك فالواجب يدعونا الى الانكباب على معالجة مشاكلها حتى لا تكون منتخباتنا الوطنية في كل الرياضات الخاسر الأول؟