لم تسع شيرين عبد الوهاب فقط إلى اتباع استراتيجية واضحة المعالم تتمثل في انتقاء الأعمال ودراستها بل ان امتلاكها أيضا لطاقات صوتية تخول لها آداء مختلف الألوان فضلا عن تميزها بالجرأة واللباقة والقدرة على الاقناع في الحديث هي العناصر التي دعمت حضورها وكانت وراء النجاح والشهرة التي حققتها وأهلتها لتتبوأ مكانة متقدمة على قائمة الفنانات المصريات في السنوات الأخيرة. هذه الفنانة التي أحيت حفلا ساهرا على مسرح قرطاج مساء الثلاثاء الماضي نظمت ندوة صحفية التأمت بعد ظهر أول أمس كانت مناسبة للوقوف عند هذه الحقيقة. النجاح خارج مصر لئن أعادت شيرين سبب نجاحها الى ابتعادها عن التقليد وتفردها بذاتها من حيث الصوت فهي لا تشبه أي صوت آخر، فقد أكدت أنها لامست أولى مؤشرات النجاح خارج بلادها من خلال الاقبال على أعمالها وعروضها والتجاوب الكبير الذي وجدته من الجمهور ومن وسائل الاعلام في البلاد العربية وهو ما حملها مسؤولية العمل بشكل مدروس من أجل المحافظة على هذا القدر من النجاح وتدعيمه وقالت بأنها تنتقي أعمالها بتمعن فتختار الكلمات أولا وتحرص على أن يكون حاملا لمعاني جيدة مستمدة من الواقع سواء عاشته هي أم أصدقاؤها وهو سر نجاح أعمالها وحب الناس لهذه الأغاني وكانت سهرة مهرجان قرطاج تتويجا وحافزا لها لتحافظ على نفس التوجه والاستراتيجية في العمل. قرطاج التدارك فرصة شيرين بنجاح صعودها على قرطاج وما لامسته من حب الجماهير الكبيرة التي حضرت ولأخرى لم تقدر على الحضور كان مناسبة لها لتتدارك ما واجهته من انتقادات عند أول صعود لها على نفس المسرح منذ سنوات إذ قالت: «حز في نفسي موقف الصحافة التي استكثرت علي الغناء في قرطاج باعتباري صغيرة لأني لم أتجاوز حينها 21 سنة لكن بعد سنة رأيت أن أسماء بعيدة عن الفن والطرب تعلو نفس الركح الذي وجدت أبوابه مفتوحة على مصراعيها. أرفض الأرقام والتحديد أبدت صاحبة «آي يا ليل وجرحي ثاني...» موقفها الرافض للأرقام في التصنيف فقط، لأن ذلك كان خلف لها مشاكل وعداوات في الوسط الفني في مصر معتبرة أن جمهورها هو الذي يميزها وليس الأرقام وعن اعتبار البعض لها أنها فنانة شعبية قالت: «يشرفني أن يقولوا أن شيرين فنانة شعبية تشارك الشعب أحاسيسه لكن لما تعني الكلمة معاني أخرى فأنا لأحب التحديد لأني متفوقة في كل الألوان». فنانة المشاكل والاتهامات وعن اعتبارها أكثر الأسماء الفنية حضورا من حيث المشاكل أوضحت أن السبب يعود إلى أنها تشارك في كل شيء فيما يتعلق بأعمالها لذلك يربطون المشاكل بها ثم أن جرأتتها وقناعتها بتميزها وباحترامها لذاتها وعملها وجمهورها لا تدفعها للرد على الآخرين. نعم لروتانا ولا للخليجي فالكل يعلم أن شيرين عبد الوهاب من بين الفنانات اللاتي يربطهن عقدا بروتانا لكنها لا تخضع لشرط هذه الشركة بآداء مختلف اللهجات إذ أفادت لا ولن تغني الخليجي لأنها لا تقدر على ذلك وقد تركته لأصحابه كنوال الزغبي وغيرها. تهان شيرين لم تتلق التهاني بمناسبة زواجها الذي تم قبل موعد حفلها بقرطاج بيوم واحد وذلك من الموزع محمد مصطفى الذي تعاملت معه في عديد الأعمال الناجحة «كآه يا ليل» و«إلي جرحني» وذلك لأنه كان مهتما باعداد عرض قرطاج، ثم تلقت التهاني منه ومن أصالة نصري ومنى شلبي وفضل شاكر الذي اعترفت أنه من أكثر الاصوات التي تسمعها.