تونس الصباح فتحت المؤسسات المدرسية والجامعية بمختلف ولايات الجمهورية أول أمس أبوابها لتستقبل ما لا يقل عن 370 ألف طالب وطالبة ثلثهم مسجلون بالجهات الداخلية ومليونان و36 الفا و500 تلميذ وتلميذة جمعتهم أجواء استقبال السنة الدراسية الجديدة 2009/ 2010مثلما جمعهم أيضا هاجس مشترك عنوانه "انفلونزا الخنازير". الأيام الأولى من العودة المدرسية والجامعية موعد يتزامن مع الانطلاق في تطبيق بقية محاور الخطة الوطنية لمكافحة الفيروس المعروف باسم A.H1N1أي اتش1 ان1 والمتسبب في مرض انفلونزا الخنازير وإن كان العمل على تفعيلها قد دأب منذ الصائفة وعلى امتداد فترة العطلة. خطة وطنية تضمنت الخطة الوطنية في محاورها المزمع تطبيقها في 6 آلاف مؤسسة تربوية و193 مؤسسة جامعية تعويلا هاما على الدور الذي ستؤديه وحدات ومراكز الرعاية الصحية الأساسية طوال السنة الدراسية بحكم اتصالها المباشر والأولي مع منظوريها من تلاميذ وطلبة. كما يشمل هذا الدور رياض الأطفال والكتاتيب والأقسام التحضيرية ومحاضن الأطفال والمدارس والمعاهد والمؤسسات والأحياء والمبيتات الجامعية البالغ عددها 237 مبيتا عموميا وخاصا تستوعب ما لا يقل عن 85 ألف طالب وطالبة. وبمجرد انطلاق الدراسة يتمتع التلاميذ والطلبة بصفة آلية بخدمات صحية تؤمنها فرق الصحة المدرسية والجامعية المتكونة من طبيب وممرض الصحة العمومية. فتشملهم فحوص دورية على اختلاف المراحل التعليمية تجرى بصفة مجانية وذلك بالنسبة إلى تلاميذ وطلبة المؤسسات التربوية والجامعية العمومية والخاصة على حد السواء. ويتم فحصهم مرفوقين بالدفتر الصحي الذي يحوي المعطيات الخاصة بصحتهم طيلة حياتهم الدراسية. كما تعمل فرق الصحة المدرسية والجامعية التي تعمل على تأمين هذه الفحوص على التقصي المستمر حول الأمراض المعدية عبر الفحوص الدورية وبفحص التلاميذ الذين يتغيبون لمدة تتجاوز 6 أيام. توعية وتحسيس تستقطب الجامعات التونسية 170 ألف طالب جديد يؤمون قاعات الدراسة لأول مرة هم معنيون بإجراء الفحص الطبي لتمام إجراءات الترسيم قصد مزاولة الدراسة والحصول على سكن جامعي. جامعة منوبة استعدت بدورها عملا بالتوصيات الصادرة عن وزرارة الصحة العمومية ووزارة التعليم العالي استقطبت الطلبة الموجهين إليها فكان لتوعية الطلبة وتحسيسهم حضور أمنه مركز الرعاية الصحية الأساسية بالجامعة. ومن جهتها أشارت الدكتورة منية سليم رئيسة المركز إلى أن الأطباء والإطارات شبه الطبية قد استغلت فرصة استقبال الطلبة المتأخرين عن إتمام الفحوص الطبية الخاصة بالتسجيل الجامعي لهذه السنة الجامعية قصد مزيد تحسيسهم وتوعيتهم بما يطرحه الفيروس المعروف باسم A.H1N1أي اتش1 ان1 من سلوكيات ضرورية قصد الوقاية منه. الطالبة إيمان من كلية الآداب والعلوم الإنسانية أصيلة إحدى ولايات الوسط عولت على ما قدمه لها العاملون بمركز الرعاية الصحية الأساسية من نصائح بالإضافة إلى ما حصلته من معلومات طيلة متابعتها تطورات المرض. "... خوف لا مبرر له... ولا يستحق التهويل..." هكذا علقت الدكتورة منية سليم وأوضحت أن عمل الفريق العامل بالمركز سيرتكز على مزيد التحسيس بأدبيات التعامل مع المرض في مرحلة أولى لكنها أكدت أن الجهد لن يقتصر على التوعية فقط بل سيشمل في مراحل لاحقة التكفل بالحالات المصابة إن وجدت وتم التفطن إليها مع متابعتها ومتابعة الأماكن التي ظهرت فيها هذه الحالات. أسئلة بالجملة ساقها الطلبة الذين وفدوا على مركز الرعاية الصحية الأساسية وكان للعاملين فيه الرد المطمئن حولها. كما ينتظر أن تنظم طيلة الفترة القادمة حملات تحسيسية تستهدف الطلبة بالأساس تشمل تنظيم خيمة توعوية وزيارات ميدانية تشمل المبيتات والأحياء الجامعية بالإضافة إلى التعويل على وعي الطلبة بضرورة"... التعامل الصحي..." مع المرض حتى في صورة الإصابة به. ومن جهتها تؤمن فرق الصحة المدرسية والجامعية سنويا حصص استمرار طبية داخل المدارس الإعدادية ومؤسسات التعليم الثانوي والعالي تساندها في ذلك حصص التثقيف الصحي في الوسط المدرسي والجامعي القارة لكل مستوى تعليمي وفق روزنامة محددة. وفي كل الحالات أكدت الدكتورة منية سليم أهمية الإشعار عند التفطن لأية حالة والالتزام بالنصائح المتوفرة حاليا معولة في ذلك على وعي الطلبة. ..ولحرص الأولياء حضور السيدة أمينة ربة بيت خيرت مرافقة ابنيها أحمد (سنة ثالثة تعليم أساسي) وأماني (سنة أولى تعليم أساسي) في طريق الذهاب إلى الدراسة وبسؤالها عن السلوكيات التي حرصت على تزويد أبنائها بها أجابت: "... بالإضافة إلى قائمة السلوكيات التي عهدت التوصية باتباعها سنويا على غرار قواعد السير وآداب التعامل في المدرسة تراني هذه السنة أحرص على نظافة يد أطفالي مرارا وتكرارا مع الحيطة من احتكاك التلاميذ بعضهم ببعض خشية إصابتهم بانفلونزا الخنازير...". لكن هذا الحرص بدا مضاعفا بما أن الأطفال أقل وعيا بخطورة المرض من هؤلاء الأكبر منهم سنا فساندت هذا الجهد وزارة التربية والتعليم بإسداء توصيات لفائدة التلاميذ قصد التوقي من الفيروس. ومن جهتها أعدت وزارة الصحة العمومية دليل تدخل في الأوساط التربوية والتكوينية قصد مقاومة تفشي العدوى بفيروس A.H1N1أي اتش1 ان1 بداية بمعاينة حالة المشتبه بإصابته من قبل المعلم أو الأستاذ وإعلام عون الاتصال المكون حول الوقاية من المرض إدارة المؤسسة التربوية والجامعية ممثلة في شخص مديرها الذي يتولى بدوره مرافقة التلميذ إلى غرفة التمريض أو الفضاء المعد للغرض قصد التثبت من وجود علامات الإصابة بالمرض. ودعت إدراة الطب المدرسي والجامعي إلى ضرورة الاتصال بالفريق الصحي للتكفل بالحالات إن وجدت على أن يتم إعلام الولي والاتصال مباشرة بلجنة اليقضة في الإدارة الجهوية للتربية وتسجيل الحالة بالدفتر الصحي. كما أوصت إدراة الطب المدرسي والجامعي الأولياء بإعلام فريق الصحة المدرسية والفريق التربوي في بداية كل سنة دراسية بحالة أبنائهم الصحية وبأمراضهم المزمنة إن وجدت قصد اللإسراع بالتدخل الملائم في صورة تعكرها. كما جددت رئيسة مركز الرعاية الصحية دعوتها إلى عدم تهويل المرض معولة في ذلك على التوقي في مرحلة أولى.