تونس الصباح أورد السيد اسماعيل بولحية الامين العام لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين في حديث للصباح أن حزبه يتمسك بموقعه ضمن قوى المعارضة ويدعو الى عدة اصلاحات من بينها تطوير الاعلام ومراجعة القوانين المنظمة للصحافة والانتخابات والجباية.. لكنه يتمسك بموقفه المساند لترشح الرئيس بن علي رئيس حزب التجمع الدستوري الديمقراطي للرئاسة.. لأسباب عديدة من بينها رهان بن علي على الشباب وتركيزه على معالجة مشاكله والتفاعل مع مشاغله ومن بينها التشغيل والاصلاح السياسي والانفتاح الاعلامي.. حول هذه المسائل وغيرها كان الحوار التالي مع السيد اسماعيل بولحية : أستاذ اسماعيل بولحية، تقدم رسميا إلى المجلس الدستوري 4 مرشحين للرئاسة من أحزاب المعارضة كيف تفسرون موقف حزبكم الذي لم يقدم أبدا مرشحا لهذه الانتخابات منذ تقنين بدء تجربة تعدد المرشحين للرئاسة في انتخابات 1999؟ + كنا أول حزب خارج السلطة يساند ترشيح الرئيس زين العابدين بن علي للانتخابات الرئاسية.. وتحديدا منذ مؤتمرنا الثامن المنعقد في أوت 2008 الذي جددنا فيه ما كنا عبرنا عنه بأن الرئيس بن علي يملك اليوم القدرة والأهلية ليتقدم أشواطا جديدة بالمشروع الديمقراطي التعددي في بلادنا.. ونعتقد أن بن علي في أوج العطاء لاستيعاب تحولات العصر بنفس جديد ودم جديد.. نحن نساند بن علي لانه راهن على الشباب.. ولاننا نؤمن مثله بضرورة ادماج الشباب في الحياة السياسية والاقتصادية.. ونحن ندعو في هذا الصدد إلى عقد اجتماعي جديد ضمن أغلبية رئاسية لمرحلة 2009 2014 لتحيين القيم التي بني عيلها بيان 7 نوفمبر1987.. تناقض.. وسلوك غريب؟ لكن بعض زعماء الأحزاب المعارضة ومراقبين مستقلين يتساءلون كيف يمكن تفسير موقف حزب معارض من خارج السلطة وليس طرفا في حكومة ائتلاف مثلا يساند ترشيح رئيس حزب آخر؟ أليس في ذلك تناقض وخلط في الأدوار؟ نحن عبرنا بصراحة ووضوح عن موقفنا الداعم لبن علي.. وهو موقف نابع من استقراء مقتضيات المرحلة واستشراف المستقبل.. ومن خلال هذه الوقفة مع بن علي نجدد إيماننا بخيار" ثقة الشعب في القيادة وثقة القيادة في الشعب".. لأننا نعتقد أن ثقة الرئيس بن علي في الشعب التونسي عنصر أساسي لإرساء دعائم جمهورية الغد "جمهورية الطموح، طموح كل التونسيين والتونسيات.. جمهورية السيادة للشعب والرفعة للوطن قوية بالمؤسسات المشاركة فيها للجميع لكل من يخدم تونس بصدق وإخلاص ولكل من يعمل من أجلها ويضحي في سبيل عزتها دون إقصاء ولا تمييز" كما حددها سيادة الرئيس بن علي . وإنطلاقا من هذا التصور واعتمادا على ثوابتنا الوطنية ومبادئ حركتنا اقترحنا عقدا اجتماعيا جديدا ضمن أغلبية رئاسية تتلاءم مع التمشي والأسلوب التونسي استعدادا لسنة 2012 التي سنحتفل فيها مع الرئيس بن علي بمرور ربع قرن على التحول.. أي باليوبيل الفضي للتحول. لاول مرة 5 مرشحين للرئاسة ما هو تمشيكم المركزي في هذه الانتخابات الرئاسية التعددية.. التي تقدم لها لأول مرة 5 مرشحين؟ شعار حركة الديمقراطيين الاشتراكيين للإسهام بفاعلية في خوض الحملة الانتخابية الرئاسية هو "مع بن علي تونس تنشد الحياة وتبني في كنف التلازم بين التنمية السياسية والتنمية الاقتصادية» هذا التمشي الوفاقي لتيسير التحول الديمقراطي كان ولا يزال أسلوب حركة الديمقراطيين الاشتراكيين على مر السنين منذ انبعاثها في السبعينات.. أين الشباب والنساء؟ وهل تتوقعون أن يتفاعل الشباب والنساء مع خطابكم هذا؟ شخصيا أعتز لتفاعل الشباب والنساء معنا.. وبمراهنة الرئيس بن علي على الشباب وقراره بجعل التشغيل وخاصة تشغيل أصحاب الشهائد في أولى أولوياته ومشاغله اليومية.. كما أقدر إصغاءه لنبض المجتمع وتفاعله مع التحولات التي تعيشها تونس في بداية القرن الواحد والعشرين.. وأسجل كذلك مع العناية بالشباب العناية المتواصلة بالعنصر النسائي نصف المجتمع لإدماجه في الدورة الاقتصادية والمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية . ونتوجه بتحية إكبار وتقدير لسيدة تونس الأولى السيدة ليلى بن علي لما تقوم به من معاضدة مجهود الرئيس بن علي في الداخل وإشعاع تونس في الخارج من خلال سعيها الدؤوب على رأس المنظمة النسائية العربية لتحديث مجتمعاتنا والنهوض بالأسرة العربية في شراكة بين المرأة والرجل. البرنامج الانتخابي وما ذا عن برنامجكم كحركة معارضة في الانتخابات التشريعية؟ الانتخابات التشريعية ليست عملية ظرفية بل تتويجا لنشاط وحراك سياسي لهياكل حزبنا الذي اختار منذ انتخابات 1981 أن نشارك في جميع الاستحقاقات للاتصال بالشعب ونشر الثقافة الديمقراطية التعددية والإصلاح السياسي والمشاركة الشعبية في نحت مصير تونس عن طريق صناديق الاقتراع.. وقد اخترنا للانتخابات التشريعية التي ستجري يوم 25 أكتوبر القادم "الولاء الكامل والدائم لتونس".. وسنسعى إلى تجديد خطابنا انطلاقا من ثوابتنا وتجاوبا مع تطلعات شعبنا في مختلف أنحاء البلاد بعد أو وضعنا سنة 2009 «سنة النهوض بالجهات ».. وقد نظمنا حملة توزيع مطويات لاقناع الشباب بجدوى ممارسة حقه في الانتخاب والإقبال على التسجيل في القائمات الانتخابية والمشاركة في إعداد البرامج الانتخابية والتعبير عن مشاغله وطموحاته والتفاعل مع مجتمعه والاندماج فيه وسوف يكون بياننا الانتخابي نابعا من مساهمات الجهات وما تراكم لحركتنا من مواقف ومبادرات وطنيا وجهويا.. القائمات الخضراء من المعروف أن أغلب نواب المعارضة منذ 1994 ينتمون إلى حركتكم صاحبة اللون الاخضر.. وهو ما قد يكرس مجددا هذا العام.. فكيف اخترتم رؤساء قائماتكم؟ وما صحة ما يقال عن وجود تنافس خلافات حول بعضها داخل قيادتكم؟ أعددنا قائماتنا حسب منشور أعدته قيادة الحركة وضعت فيه المقاييس والضوابط التي اعتمدتها هياكلنا.. الحركة وقدمت القائمات على ضوئها.. وتتميز قائماتنا بنسبة تجديد تحوم حوالي 50 بالمائة ومعدل أعمار أعضاء جميع القائمات بمختلف الدوائر الانتخابية 38 سنة ورؤساء القائمات 49 عاما.. مع تواجد 21 امرأة من بين 161 مرشحا.. وقد أعددنا كل الوثائق القانونية وقائمات الملاحظين لنكون في الموعد ونساهم بفاعلية في إنجاح المحطة الانتخابية 2009 لضمان مناعة تونس وازدهارها وتحسين تموقعها وإشعاعها بين الأمم. ما بعد الانتخابات أخيرا ما هي أهم أولوياتكم بعد الانتخابات؟ من أبرز أولوياتنا بعد الانتخابات دعم البرنامج السياسي للرئيس بن علي وطنيا وعربيا ودوليا.. لا سيما فيما يتعلق بتفعيل دوره ودور تونس في مجال تحريك القطار المغاربي.. كما اعتقد أن من بين أبرز اولويات تونس بعد الانتخابات ايجاد الية هيكل لضمان لقاءات سياسية تشاورية دورية بين قادة كل الاحزاب السياسية حول الملفات الوطنية الكبرى ,.كما ينبغي تطويرالقوانين الاساسية لتواكب مابلغه المجتمع التونسي من نضج ووعي عبر تحرير الاعلام وتعديل قوانين الصحافة والانتخابات والجباية.. ومراجعة المنظومة التربوية.. مع معالجة ملفات التشغيل والبطالة.. وتنظيم حوارات جريئة تضمن التواصل مع الشباب وتحقق التنمية في كل جهات البلاد وتكرس التضامن بين كل مكونات المجتمع..