ككل مطلع سنة دراسية يتجدد سيناريو الطلبات المشطّة والغريبة للعديد من المربين التي تثقل كاهل الأولياء وتربي أجيالنا على التعوّد على الإنفاق دون موجب.. إنفاق يصل الى حد التبذير، ورغم أن المربي هو بالأساس وليّ أو يستعد ليكون وليّا فإن ما يطلبه يدفع للتساؤل عن البيئة التي نشأ فيها هؤلاء والمؤسسات التي تكونوا فيها والكليات التي تخرجوا منها وإن كانت فعلا توجد في تونس وتنتمي للقطاع الخاص. والطلبات الغريبة لا تقف عند حدود الكراس الرفيع الذي يكلف وليّ التلميذ الواحد عشرات بل حتى أكثر من مائة دينار تنضاف إليها تكاليف الكتب والتجهيزات الاخرى بل يتجاوز ذلك ليشمل شروطا غريبة على غرار ألوان الأغلفة وأنواع الأقلام وحتى شرارف الطاولات ..والأغرب من ذلك أن رياض الأطفال انخرطت بقوة في المطلبية والتي تشلّ التفكير في بعض الأحيان لغرابتها من ذلك أن بعض الرياض اشترطت على الأطفال أن يعدّوا مستلزمات الحلويات التقليدية وبمقادير هامة جدا أي بعبارة أخرى ما يكفي لأعداد حاجيات عائلة بأكملها ولكم أن تتصوروا طفل الرابعة يعدّ بقلاوة الباي أو كعك الورقة ...أما الولي الذي أنفق عشرات الدنانير فلن تصله من «الزردة» إلا النزر القليل الى حد يدفعه للتساؤل أين ذهبت كل تلك المقتنيات؟ إن ما يحدث في مؤسساتنا التربوية، ورغم أنه حمل سيلا جارفا من الاحتجاجات وأسال حبرا كثيرا في شكل انتقادات وكان وراء إصدار عشرات المناشير الوزارية، لم يغيّر ولو قيد أنملة في سلوكات العديد من المربين بما يطرح التساؤلات حول جدوى تلك المناشير ويدعو للتفكير في طريقة أجدى للحد من تلك التجاوزات من ذلك مراقبة المتفقدين للوازم التلاميذ والأخذ بعين الاعتبار مدى احترام المربين لقرارات سلطة الاشراف ولم لا احتساب ذلك في العدد الصناعي للمربي، كما أن المراقبة يفترض أن تطول رياض الأطفال مع الحرص على وضع حد للتجاوزات بقوة القانون ..إن هذه الشروط المجحفة من شأنها أن تخلق أجواء متوترة بين الأولياء والمربين قد لمسنا جانبا منها في ردود الأفعال المتوترة لعلّ أطرفها ما جاء على لسان ولي ينتمي للطبقة المترفهة نسبيا لكنه ضاق ذرعا بطلبات المربين عندما قال ماذا لو يفرض الأولياء على المربين القدوم للمؤسسات التربوية على متن سيارات ليموزين مثلما يشترطون علينا مثل تلك الشروط المجحفة؟ حافظ الغريبي للتعليق على هذا الموضوع: