... لطفي الفرجاني مواطن تونسي يبلغ من العمر 32 سنة... ذنبه الوحيد انه لم ير والدته إطلاقا... لا يعرف ملامحها ولا يدري ما اسمها... وما لونها وما رائحتها... والذنب ليس ذنبه وحده... بل أن القدر نسج خيوطا غريبة ومتشابكة حتى يكون لطفي بعيدا عن أعز الناس: الأم.... جاء لطفي قبل ستة أشهر الى «برنامج المسامح كريم» يبحث عن والدته بعد أن اكتشف ان العائلة التي يعيش بينها منذ 32 سنة لم تكن عائلته الحقيقية وأنها تبنته منذ كان عمره سبعة أيام فقط... ولعل الشيء الذي لفت انتباهي.. هو ان يقف شاب متزوج وله أبناء أمام الكاميرا ليقول: لا أعرف أمّي وإنّي أريد أن أتعرف عليها مهما كان وضعها وحالتها.... دون ان يفكر في تأثير ذلك على الأقل على زوجته وأطفاله.. لعمري إنها لحالة في غاية الدقة وقد أكدت لي مواجهة لطفي للكاميرا ان لا سلطة أقوى من سلطة الأمومة وأن الذي حرم منها هو في الحقيقة محروم من إكسير الحياة حتى ولو لم ينقصه لا المال ولا البنون! في المقابل مواجهة لطفي للأب والأم وهما اللذان احتظناه وقدما له الرعاية اللازمة في غاية الدقة... كان لطفي في غاية الاحراج... هو يقول أريد أن أعرف أمي الحقيقية رغم أن أبي وأمي اللذان ربّياني وأعطياني من الحنان الكثير... الكثير يعزّان عليّ... وكان الأب والأم المذكور أن محرجين ولا يريدان ان يقدما له المعلومات الاساسية التي توصله الى الحقيقة... كانت المواجهة التلفزية التي شاهدها ملايين الناس بين لطفي والعائلة التي احتضنته مشهدا مؤثرا إلى أبعد الحدود وقد أثرت في العديد من الناس الذين اتصلوا بقناة حنبعل وأكّدوا أنهم الأباء أو الأمهات الحقيقيين للطفي.. لكن بعد التحري اتضح أن هناك اختلافا في الأحداث والتواريخ... والحقائق...! كانت خيبة الأمل كبيرة بالنسبة لهذا الشاب الذي اضطربت حياته... وأثر ذلك على زوجته وأبنائه... والحقيقة ان اضطرابه عميق كما صارحتني بذلك زوجته التي شعرت به منذ أن تزوجا وقد اكتشفت حقيقة الحرمان النفسي والعاطفي الذي يعيشه من جراء فقدانه لوالدته وربما أيضا لوالده الذي لا يعرف عند شيئا... وأذكر هنا أن لطفي قال لي ذات مرة انه لم يكن يدري ان الرجل الذي يناديه بأبي... والأم التي أشبعته حنانا ليست أمه إلا عندما شتمه ابن الجيران وقال له بالحرف الواحد....: امشي يا ولد...!!!! من هنا انطلقت الحكاية... لتنتهي عند المسامح كريم.... كيف التقيت بوالدة لطفي الحقيقية قبل ان يلتقيها هو.... كيف وجدتها... أين ومتى!؟؟ لا تغيروا الجريدة... الاجابة في العدد المقبل... موعد الاثنين بداية من العدد المقبل سأرد على كل الاتصالات التي وصلت هذا الركن... واني أعدكم اني لن أتغافل عن أي آس آم آس وصلتني... علما وأني استفدت كثيرا من الأراء والملاحظات التي قدمتموها لي.. وهي تدل على متابعة هامة منكم لركن «من القلب» واني أشكركم جزيل الشكر ولنبق على اتصال دائم أنا أكتب لكم... وأنتم تتفاعلون وتقترحون وكل ذلك من أجل ان تبقى صحيفة الأسبوعي مشعة بكم وبأفكاركم... للتواصل والتفاعل مع كاتب هذه البطاقة يرجى ارسال S.M.S على الرقم 22885804 مع ذكر الاسم واللقب ان أمكن أو عن طريق البريد العادي على العنوان التالي: صحيفة الأسبوعي شارع 7 نوفمبر المنزه تونس برقيات * إلى مطربة: استمعت اليك في راديو موزاييك فخلت نفسي أستمع لنجمة عربية تتحدث ولما ذكر نوفل اسمك بالكامل... قلت... آه رأسي!! * إلى مذيع: كل ضيف له حجم يا صديقي! * اذاعة الشباب: شكرا على مجهوداتكم * إلى إمرأة: لم يبق من العمر كثيرا...! * الى قراء الأسبوعي:... لن نفترق...!