المشهد السينمائي الدولي مليء بالمستجدات ومزدحم بالنشاطات ويعج بالمهرجانات... خمس مهرجانات على الاقل تقام حاليا في مواضع شتى من الكرة الارضية الجانب الاكبر منها على أراض عربية ذلك أنه باستثناء الدورة ال25 لمهرجان السينما العربية في بلدة ''فاميك'' الفرنسية فباقي التظاهرات تحتضنها أراض عربية هي لبنان أين تدور فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم ببيروت ووفلسطين التي تعيش على وقع الدورة الثالثة لمهرجان القصبة السينمائي الدولي والامارات العربية المتحدة حيث تدور في إمارة أبو ظبي الدورة الثالثة لمهرجان الشرق الاوسط السينمائي دون التغافل عن الدورة ال13 لمهرجان الاسماعيلية الدولي للافلام التسجيلية والقصيرة. فيلمان يتيمان أمام هذا الكم التراكمي من اللقاءات السينمائية وما ينبثق عنها من أنشطة في مقدمتها عرض الانتاجات السينمائية الجديدة وحلقات النقاش المقامة على هامش عروض الافلام المشاركة وبقطع النظر عن التفاوت في حجم وفي أهمية هذه المهرجانات المقامة في ذات الفترة يلوح التساؤل عن حجم ومردودية المشاركة التونسية في مثل هذه المهرجانات لا سيّما الاهم منها أمر ملح. تأتينا الاخبار من مهرجان الاسماعيلية محملة بأنباء مفادها انعدام المشاركة التونسية في هذا اللقاء السينمائي بالغ الاهمية الذي تحضره 41 دولة ويعرض فيه أكثرمن 90 فيلما بين أفلام تسجيلية وروائية طويلة وقصيرة فيما تنحصر المشاركة التونسية في مهرجان بيروت الدولي -الذي يحضره سيد سينما المافيا المخرج الامريكي المتوّج بأكثر من جائزة أوسكار فرانسيس فورد كوبولا ويعرض فيه أكثر من 40 فيلما عربيا وأجنبيا من بينها آخر أفلام كوبولا ''تيترو'' في فيلمين يمكن الجزم بأن السواد الاعظم من التونسيين لا يعرف عنهما شيئا الاول فيلم ''نشيد العرسان '' لكارين علبو والثاني ''لزهر'' فيلم قصير لمخرج شاب يدعى بحري بن يحمد. نجمة واحدة تكفي لم تأتنا الاخبار من مهرجان القصبة الدولي في رام الله الذي ينتظم بمشاركة 65 فيلما من 25 دولة بما نريد أن نتزوّد حيث يبدو من خلال دعوة الممثلة هند صبري أن تاريخ وواقع ومستقبل السينما التونسية أضحى مجسّدا في شخصها إذ باتت جل المهرجانات العربية وكذا الدولية تحرص على استقدامها باسم تونس.. في أبو ظبي تنحصر مشاركة السينما التونسية في الفيلم الروائي ''الدواحة'' لرجاء لعماري والوثائقي ''زرزيس'' لمحمد الزرن الذي كان من الاجدى أن يتم عرضه بمهرجان الاسماعيلية بوصفه مهيأ لاستقطاب هذه النوعية من الافلام وبذلك لا تغيب عن هذا الموعد الهام أما مهرجان فاميك الذي لا يتمتع بصيت كبير ولا يعرفه غير أهل الاختصاص فيهتم أساسا بعرض أفلام 2008 وعليه ترد عناوين أفلام مألوفة للسامع منها ''سيني شيتا'' لابراهيم لطيّف و''النصف الاخر'' لكلثوم برناز و''ثلاثون'' للفاضل الجزيري. وهي من الانتاجات التي أسهمت في تنشيط فننا السابع في الداخل كما في الخارج، هذا اضافة الى تظاهرة الأفلام القصيرة التونسية بمدينة مونتريال. لكن يبدو أن تلك الحركية انقلبت إلى ركود في 2009 التي تعد من السنوات العجاف سينمائيا بدليل أننا ظهرنا في بعض التظاهرات التي أتينا على ذكرها بيد فارغة وأخرى لا شيء يمثلنا فيها... إلا الأعمال القديمة!