صفاقس الصباح نظرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس صبيحة يوم امس في قضية جريمة القتل الفظيعة التي ذهبت ضحيتها فتاة شابة تبلغ من العمر ثمانية عشرة سنة.. وتورط في قتلها ثلاثة اشخاص: والدتها وشقيقاها.. وقضت المحكمة بسجن والدة الضحية لمدة عامين سجنا وشقيقها لمدة خمس سنوات في حين قضت المحكمة بعدم سماع الدعوى في حق المتهم الثالث. تفاصيل هذه الواقعة الذي شهدها حي طينة الواقع بطريق قابس وانطلقت بورود مكالمة هاتفية على النيابة العمومية بصفاقس من طرف رئيس مركز فرقة الابحاث والتفتيش بصفاقس مفادها تلقي المستشفى الجامعي بصفاقس للهالكة التي كانت تحمل اثار عنف فاستراب في امر وفاتها.. وبناء على هذه المعطيات تم الاذن بفتح تحقيق في القضية.. وتبين ان المتهمة وهي والدة الضحية بانها تفطنت لوجود علاقة بين ابنها وشاب عرف بسوء سلوكه مما جعلها تطلب منها قطع هذه العلاقة والاهتمام بدراستها ويبدو وحسب ما جاء على لسان المظنون فيها انها ضربت بكلامها عرض الحائط وتعنتت بمواصلة هذه العلاقة والدفاع عن حبها مما كلفها الثمن ووصل الامر بالضحية كي تنقطع عن دراستها وفرت الى منزل خالتها ثم عادت مساء يوم 5 ماي من السنة الحالية لمنزل والديها.. حينها لامتها والدتها عن هذا التصرف والخروج عن طوعها. فما كان من الهالكة الا ان امطرت والدتها بوابل من الكلام البذيء ونعتها باقبح الصفات دون ان تراعي مشاعر واهانة الام التي خافت في يوم ما عن مصير فلذة كبدها.. حينها تدخل شقيقها الاول جاذبا اياها من يدها ثم سحبها باتجاه والدتها داعيا اياها طلب الفصح الا انها اغتاضت وتمادت في شتم والدتها مطلقة عقيرتها للصياح ثم عمدت دفع شقيقها الذي تولى هو بدوره دفعها الى الخلف حتى فقدت توازنها وهوت على الارض. شقيقها في تلك الاثناء شل حركتها واضعا اياها على مستوى بطنها ثم ناول شقيقه الثاني «فولارة» لشد وثاق يديها وبعد ان فك وثاقها عمد الشقيق لوضع منشفة عثر عليها بجانبه وضعها على وجه شقيقته لمنعها من الصياح والتي ظلت تقاوم لآخر رمق في حياتها قبل ان تخمد انفاسها.. وذهب في اعتقاد الجميع انه اغمي عليها.. وبمرور اللحظات تأكد جميعهم بانها فارقت الحياة فتملكهم الفزع ولم يجدوا حلا سوى انهم قاموا بتغطية جثتها بغطاء قطني ثم نقلوها الى غرفتها في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا دون ان يخبروا احدا.. وفي صبيحة اليوم الموالي تحول احد اشقائها الى طبيب الحي راغبا في الحصول منه على شهادة طبية لدفن شقيقته ونظرا لصغر سنها اشار عليه الطبيب بضرورة عرضها على التشريح الطبي.. وبانطلاق التحريات تم ايقاف والدة الهالكة وشقيقيها اللذين وباخضاعهم جميعا للتحقيقات انكروا جملة وتفصيلا التهمة الموجهة اليهم زاعمين ان ما اقدموا عليه كان من باب تأديبها وحتى «المنشفة» التي تم اعتمادها كان من اجل منعها من الصياح ومداراة الفضائح حتى لا يقع الاستماع لعويلها من قبل الجيران. المتهمون وباستنطاقهم في جلسة يوم امس تمسكوا باقوالهم.. واشار الاستاذان المرافعان الى انعدام الركنين المادي والمعنوي وانعدام نية القتل واعتبر ان المتسبب الاصلي في حصول الواقعة هي الضحية.