تونس الصباح فيما يعاني اكثر من مليار نسمة في العالم من سوء التغذية وتصارع عديد الشعوب من اجل مطاردة هدف تأمين امنها الغذائي... تجاوزت تونس هذه المرحلة بعد ان اكتسبت مقومات امنها.. غير ان رفع التحدي في هذا المجال كان له افراز غير مرغوب فيه صحيا يتمثل في الخطر الداهم لظاهرة السمنة الغذائية. هذا الإقرار ورد امس خلال احتفال المعهد الوطني للاغذية والتقنية الغذائية باليوم العالمي للاغذية تحت شعار «تحقيق الامن الغذائي في وقت الازمات».. وقد حذر مدير عام المعهد ساسي العونلي من الفوضى الغذائية التي اصبحت تعتري السلوك الغذائي للتونسي جراء توفر المواد الغذائية واقتحام عادات غذائية دخيلة نمط غذائه بما صار يهدد بزحف مخاطر السمنة وما ينتج عنها من مضاعفات. .. معلنا بأن التصدي لهذه المخاطر سيكون من ابرز المهام الموكولة للمعهد الى غاية بلوغ الامن الصحي الغذائي.. حول هذا المعطى المستجد الذي اصبح يسجل حضوره صلب المشهد الصحي الغذائى للتونسي وحول سبل التوقي منه والحد من انتشار ظاهرة السمنة حدثنا د الطاهر الغربي الناطق الاعلامي بالمعهد الاخصائي في التغذية عن الوجه الاخر للامن الغذائي مفيدا بأن تطور مستوى التنمية افرز امراضا حديثة تعرف بامراض العصر جراء زيادة الوزن والسمنة لدى الاطفال والنساء بصفة خاصة ما يجعل منها ارضية خصبة لبروز عديد الامراض من سكري وضغط الدم وسرطان وانسداد الشرايين نتاجا للسلوك الغذائي غير الصحي وغير السليم.. ولمقاومة خطر هذه الامراض انبرت وزارة الصحة العمومية من خلال معهد التغذية وادارة الصحة الاساسية في اعداد برامج وطنية للامراض المزمنة واعتماد استراتيجيات تعنى بالوقاية والعلاج.. وافاد د الغربي «ان بلوغ الامن الصحي الغذائي يتوقف على برامج التحسيس والتوعية المطلوب مزيد دعمها الى جانب الحرص على ضمان سلامة الغذاء وجودته وهي مسألة اساسية موكول لكافة الاطراف الانكباب عليها.. مشددا على وجوب حماية المنتوج التونسي عند التصدير في ظل تحرير الاسواق والمبادلات في اطار تفعيل دستور الاغذية وما يتضمنه من مقاييس حمائية لها.. هشاشة النظام الغذائي وكانت لممثل المكتب الفرعي الاقليمي لمنظمة الاغذية والزراعة بتونس عمر عامر مزيان تدخلا في لقاء الامس خصصه لتقديم رسالة مدير عام المنظمة الاممية حول موضوع اليوم العالي للاغذية الموافق ليوم 16 اكتوبر من كل سنة تم خلالها التركيز على هشاشة النظام الغذائي العالمي الذي سجل هذا العام ولاول مرة في التاريخ رقما مفزعا لسوء التغذية باحصاء اكثر من مليار نسمة تعاني من نقص الغذاء وذلك بزيادة 100 مليون نسمة عن السنة الماضية. نتيجة الازمات الاقصادية العالمية التي ادت الى انخفاض في مداخيل وفرص عمل الفقراء مما قلل من حصولهم على الغذاء. ولم تكن الحصيلة المأساوية للجوع في العالم في منآى عن ازمة ارتفاع اسعار الاغذية الاساسية بابرز الاسواق المنتجة لها خلال الفترة 2006-2008 زادتها تداعيات الازمة المالية على البلدان الفقيرة والنامية حدة وتفاقما. ودعت المنظمة الى ان يكون تحقيق الامن الغذائي اولوية عالمية في اوقات الازمات وغيرها وتوفير الدعم المتواصل للفلاحة..