تونس الصباح تسافر اليوم مجموعة من الشعراء والمثقفين التونسيين الى لبنان للمشاركة في فعاليات يوم الأدب التونسي الذي يلتئم في إطار احتفالات لبنان باختيار «بيروت عاصمة عالمية للكتاب لعام 2009». هذه الاحتفالات التي انطلقت منذ 23 افريل من هذه السنة وستتواصل الى غاية يوم 23 افريل من السنة المقبلة تم خلالها تخصيص يوم غد 2 نوفمبر الجاري للتعريف بالأدب التونسي في أهم فضاء ثقافي في لبنان وهو مقر قاعة اليونسكو تحت عنوان "ومضات او ايضاءات من المشهد الأدبي التونسي". ومن اهم ما برمج في هذا اليوم التعريفي الذي يلتئم بالتعاون مع وزارة الثقافة التونسية (إدارة الآداب) وسفارة تونس في لبنان محاضرة عن الشابي سيلقيها الشاعر محمد الغزي وأخرى عن الأدب النسائي التونسي للسيدة نجوى الكراي القسنطيني كما سيحاضر الدكتور بوشوشة بوجمعة وهو مختص بالرواية إبداعا ونقدا وخاصة الرواية المغاربية التي تمثل مجال تخصصه الأكاديمي وباحث في الرواية النسائية وصاحب مسرد الرواية النسائية التونسية عن مسيرة الأدب النسائي في تونس واهم رائداته. من موسى الى الغزي ومباشرة بعد هذه المحاضرات تنطلق أمسية شعرية تشارك فيها الشاعرة أمال موسى بمختارات من قصائدها القديمة وعدد من القصائد الجديدة كما يشاركها في هذه القراءات كل من الشاعرين خالد الوغلاني ومحمد الغزي الذي صرح لنا بان محاضرته تندرج في سياق احتفالات تونس بمئاوية الشاعر الخالد ابو القاسم الشابي، ومداخلتي تنعطف على حداثة هذا الشاعر وتريد ان تبرز أهم خصائصها مؤكدة ان حداثة الشابي في المقام الأول حداثة في شكل القصيدة وفي طرق تصريف القول وفي بناء معمارها. وأضاف محدثنا ان مداخلته ستبرهن على ان:" قصيدة الشابي هي قصيدة حديثة لأنها ابتكرت لغة جديدة وصورة جديدة وبناء مختلفا " كما انه سيسلط الضوء على كل الجوانب التي تشير الى ان كل شاعر حديث فيه شيء من الشابي وفيه شيء من صوره ورموزه ورؤيته الى العالم وللأشياء. وللعلم، فقد تم اختيار "بيروت عاصمة عالمية للكتاب لسنة 2009" حسب ما صرحت به الروائية هدى بركات لبعض وسائل الإعلام لما تميزت به بيروت من التزام بالتنوع الثقافي والحوار والتسامح فضلا عن تنوع برنامجها وطابعه المتحرك ونظرا لما تبذله من تحديات هائلة في موضوع السلام والتعايش السلمي. وقد تم هذا الاختيار من طرف ابرز ثلاث جمعيات دولية محترفة في عالم الكتاب هي: الاتحاد الدولي للناشرين والفيدرالية الدولية للمكتبات والفيدرالية الدولية لجمعيات ومؤسسات أصحاب المكتبات. وتعمل اليونسكو سنويا مع هذه الجمعيات منذ سنة 2001 على تخصيص عاصمة دولية للكتاب وبيروت هي تاسع عاصمة بعد مدريد 2001 الإسكندرية 2002 نيودلهي 2003 أنفير 2004 مونتريال 2005 تورينو 2006 بوغوتا 2007 وأمستردام 2008. وتمت بالمناسبة دعوة عدد كبير من الأدباء والكتاب من بلدان أوروبية وعربية وغيرها على مدار هذه السنة وألقى شعراء ألمان ومكسيكيون أشعارهم في تظاهرات مختلفة تم تنظيمها بالاشتراك مع سفارات بلدانهم كما تمت استضافة عدد كبير من الروائيين والرسامين والناشرين من فرنسا وايطاليا ومصر وسويسرا وهولندا وسوريا والإمارات واسبانيا وهو الإطار الذي يتنزل فيه تنظيم "يوم الأدب التونسي في بيروت".