مرناق الصباح سجلت خلال أحد أيام الأسبوع المنقضي بضاحية مرناق من ولاية بن عروس واقعة مؤلمة ذهب ضحيتها شاب في العقد الثالث من العمر على يد أحد أجواره. يدعى الضحية عمار بن سعد الجبالي من مواليد سنة 1979 وهو أصيل جهة فرنانة من ولاية جندوبة كان يعمل مشرفًا على تسيير ضيعة فلاحية على ملك أحد الخواص بجهة القصيبي من معتمدية مرناق، وقد عرف بالأمانة والجدية في العمل حسب أقوال كل من تحدثنا إليهم، وكان الضحية تعرض إلى اعتداء بسكين وتم دفنه بمسقط رأسه. الواقعة جدت يوم الخميس 5 نوفمبر الجاري في حدود السادسة مساء تقريبًا، فبعد أن أنهى عمار عمله بالضيعة التي يشرف عليها، سلك طريق العودة إلى محل سكناه فاعترض سبيله شاب سبق له أن عمل في نفس الضيعة وطعنه بسكين ثلاث طعنات كانت كافية لتودي بحياته. اعتداء المغرب أرملة الضحية التي التقينا بها حضرت وقائع الجريمة المروعة وهي تقول: «باشر زوجي يوم الواقعة عمله بصفة عادية وقام ببعض الأشغال الفلاحية بالضيعة التي يشرف عليها، وفي المساء أوصل على متن جرار عددًا من العمال إلى قرية مجاورة (برج السوقي) وفي طريق العودة إلى الضيعة اعترضه أحد أجوارنا عند أذان المغرب...». مات في الطريق تتوقف محدثتنا قليلاً وتواصل بصوت متقطع رواية اللحظات المرعبة التي عاشتها وهي تشاهد زوجها يتلقى الطعنات القاتلة قائلة «كنت أنصت إلى صوت محرك الجرار وهو يقترب من المنزل وفجأة سمعت صياحًا واستغاثة فأسرعت الخطى نحو الطريق وهناك شاهدت جارنا يعتدي على زوجي بالعنف ثم رأيته يجذبه من ملابسه وينزله من فوق الجرار وكانت والدة المعتدي آنذاك تصيح وتطلب من ابنها الكف عن الاعتداء على زوجي فالتحقت بها وشرعنا نتوسل إليه معًا ولكن دون جدوى بل إنه ازداد هيجانًا وفي غفلة منا استل سكينًا وسدد بواسطتها طعنات لزوجي الذي سقط على الأرض مغشيًا عليه فشرعت في الصياح وبعدها حضر الأجوار وتم إعلام أعوان الأمن الذين حضروا بسرعة وأوقفوا الجاني..» وأضافت أن هذا الأخير كان وضع حواجز في عرض الطريق لكي يجبر زوجها على التوقف.. ظن أنه تسبب في طرده أما دافع الجريمة حسب محدثتنا فهو الانتقام موضحة أن زوجها انتدب للعمل في الضيعة منذ سنوات طويلة ونظرًا لأمانته وانضباطه فقد تم تكليفه بالإشراف على تسييرها. ومنذ 20 يومًا تقريبًا باعها صاحبها لشخص آخر، وقد انتدب المالك الجديد الجار الجاني للعمل في الضيعة ثم استغنى عنه بعد 15 يومًا لعدم انضباطه، فظن هذا الأخير أن زوجها كان وراء إيقافه عن العمل وقرر الانتقام منه، ثم أكدت محدثتنا أن لا علاقة لزوجها لا من قريب ولا من بعيد بعملية الاستغناء عنه وطرده من العمل بالضيعة. أما السيد عبد الحميد المالك السابق للضيعة فقد أفادنا أنه انتدب عمار منذ ثمانية أعوام ليشرف على تسيير ضيعته الفلاحية، فكان مثالاً للانضباط والأمانة. وقد فرط فيها بالبيع منذ 20 يومًا مؤكدًا أن الضحية كان يحظى لدى جميع العمال بالاحترام والتقدير لاستقامته ودماثة أخلاقه.