الحادثة وقعت ليلا واكتشفت صباحا.. وعكاز الضحية اختفى! عائلة الضحية: «لن يهدأ لنا بال طالما ظل القاتل حرا طليقا» الأسبوعي - القسم القضائي: شهدت دوّار القواسمية بسيدي عبد الباسط باحواز معتمدية تاجروين بولاية الكاف خلال احدى الليالي الفارطة جريمة قتل مدبرة وغامضة في الوقت نفسه راح ضحيتها شيخ في الثانية والثمانين من عمره يدعى محمد بن الأخضر العيساوي شهر بن هنية عثر على جثته ملقاة بأحد الأودية بالمنطقة بعد نحو 13 ساعة من الاختفاء في ظروف غامضة وفي انتظار ما ستؤول إليه التحريات المتواصلة على قدم وساق من قبل أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بتاجروين جمعت «الأسبوعي» هذه المعطيات حول الجريمة: أفطر وخرج الى الغابة أفادنا أحد ابناء الهالك ويدعى حمودة ان والده ورغم كبر سنه فقد أصر على مواصلة العمل الفلاحي ولذلك اتفق مساء يوم الواقعة مع سائق جرار على المجيء اليه بعد الافطار والألتقاء بقطعة الأرض التي ينوي حرثها. وأضاف «في حدود الساعة الثامنة مساء غادر والدي المنزل بعد أن أشار إلى زوجته بطبخ الشاي وأعلمها بعودته السريعة ولكنه تأخر عن العودة وفي حدود الساعة العاشرة والنصف ليلا جاء سائق الجرار إلى منزلنا وأعلم زوجة والدي (مهنية) بأنه أنهى حرث قطعة الأرض الأولى وطلب منها أن تنادي الضحية ليرافقه الى قطعة الأرض الثانية ليحرثها مثلما هو متفق عليه غير أن محدثته اعلمته بان والدي قد خرج بعيد الافطار الى الغابة». مكالمة هاتفية وذكر محدثنا ان سائق الجرار اتصل حينها هاتفيا بحفيد الضحية وطلب منه المجيء ليدله على قطعة الأرض الثانية عوض جده الذي ظن انه توجه الى مكان ما لقضاء شأن خاص وفعلا حل الحفيد ورافق سائق الجرار الى الضيعة غير أن الجرار تعطب وفي الأثناء سيطر القلق والحيرة على زوجة الضحية فحاولت الاتصال باحفاده ولكن الشبكة كانت مشغولة.. ومرت الساعات ثقيلة على الزوجة.. واشتبكت في مخيلتها أسباب اختفاء بعلها. الزوجة تبحث عن الضحية وأفاد الابن الملتاع «ظلت زوجة والده طوال الليل تنتظر عودة ابي ولكن دون جدوى وهو ما دفعها في حدود الساعة الخامسة فجرا الى مغادرة البيت في اتجاه الضيعات الفلاحية للبحث عنه.. حينها لمحت احد اجوارنا قادما الى منزله القريب من منزل عائلتنا من جهة «وادي العقلة» فعادت الى بيتها وفي حدود الساعة السابعة اتصلت بحفيد والدي ويدعى قيس وطلبت منه الحلول بالبيت بعد أن أعلمته بغياب والدي المفاجئ طوال الليلة الماضية». جثة في الوادي وأضاف مصطفى: «حل حينها أخي حمودة وابنه قيس بالمنزل وانطلقا رفقة بعض الأهالي في عملية البحث عن والدي ولكن ظل الغموض على أشده وبقي مصير الوالد غامضا غير أن عاملا بضيعة فلاحية عثر عليه في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا جثة ملقاة في الوادي فسارع باشعار افراد العائلة الذين اتصلوا بالسلط الامنية التي حلت رفقة السلط القضائية وأجريت المعاينة الموطنية ونقلت الجثة إلى مستشفى القصرين حيث أفاد الطبيب الشرعي بعد فحصها ان والدي تعرض للقتل اذ عمد القتلة الى تكسير عنقه واصابته بالة صلبة في ظهره». وبناء على ذلك باشر اعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بتاجروين التحريات وعلمنا انهم استدعوا عددا كبيرا من الأشخاص لسماع اقوالهم ولجمع المعلومات التي ستقودهم الى كشف الحقيقة. اختفى العكاز واشار محدثنا الى ان والده تعرض لجريمة قتل مدبرة من قبل اشخاص يكنون له الحقد والكراهية في مكان ما ثم نقلوا جثته والقوا بها في الوادي للتضليل واضاف: «لقد اختفى العكاز الذي اعتاد والدي الاستعانة به اثناء المشي وهو ما يدعم انه لم يقتل في ذات المكان الذي عثر فيه على جثته ولهذا نطالب بالمناسبة السلط الامنية والقضائية بتاجروينوالكاف التي نثق فيها كثيرا بالكشف عن القاتل اذ لن يهدا لنا بال طالما ظل القتلة احرارا». عشرات القضايا والمعارك على مدى 60 سنة الابن الذي كان يتحدث الينا تارة ويفحص وثائق تؤرخ لما لا يقل عن الستين سنة من النزاع مع أحد الأجوار بلغت اثناءها اروقة المحاكم عشرات القضايا افادنا بان والده وقبل شهر من مقتله تعرض لاعتداء من قبل اثنين من الأجوار عمدا الى تعنيفه قرب أحد الأودية وأرغموه على أكل التراب حيث ألحقا به أضرارا فادحة ما دفعه الى التشكي بهما الى المحكمة التي لم تنظر في القضية بعد. وأضاف «لقد نشبت حوالي 70 معركة بين والدي واحدى العائلات المجاورة بسبب تعمد افرادها استفزازه بشتى الطرق وكادت أن تنتهي خمس منها بجرائم لولا العناية الالاهية.. نحن اليوم ازاء جريمة مدبرة... لنا شكوك نوجهها إلى أطراف معينة حددنا هوياتهم لأعوان الأمن وأكيد أنّ القاتل سيماط اللثام عن هويته في القريب العاجل لينال جزاء ما اقترفه من جرم في حق شيخ يشهد له جميع الأهالي بدماثة الأخلاق»